الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم..وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوى ..شيخ اﻻزهر
  • ٠٨:٣٠
  • السبت , ١٠ مارس ٢٠١٨
English version

في مثل هذا اليوم..وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوى ..شيخ اﻻزهر

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٥: ١١ ص +02:00 EET

السبت ١٠ مارس ٢٠١٨

الدكتور محمد سيد طنطاوى ..شيخ اﻻزهر
الدكتور محمد سيد طنطاوى ..شيخ اﻻزهر

 فى مثل هذا اليوم 10 مارس 2010 ..

سامح جميل
فى ٢٨ أكتوبر ١٩٢٨وفى سوهاج ولد الدكتورمحمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق، وهو حاصل على الدكتوراه في الحديث والتفسير في ١٩٦٦، وعمل مدرساً بكلية أصول الدين، ودرّس في جامعات ليبيا والمدينة المنورة وعُيّن مفتيًا للديار المصرية في ٢٨ أكتوبر ١٩٨٦ وشيخًا للأزهر في ٢٧ مارس ١٩٩٦، وقد توفى فى١٠ مارس٢٠١٠.يقول الدكتور أحمد كريمة كريمة: قال الله عز وجل: «وإذا قلتم فاعدلوا» «وقولوا للناس حسنا»، 
 
على ضوء ما ذكر وما يماثله فإن العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوى علم بارز في الأزهر الشريف في العصر الحاضر، فأولا هو مفسر لكتاب الله وهذه الرتبة لا يصل إليها إلا المجتهد من أكابر الراسخين في العلم، وقد فسر القرآن الكريم كاملا في «التفسير الوسيط» بالإضافة إلى تضلعه بعلوم القرآن الكريم. فيعد علم الأعلام في هذا الباب من العلم وبراعته في الدعوة الإسلامية في الخطابة والندوات ومساهماته في الإعلام الدينى التخصصى، فهذه المهام تجعله في مصاف كبار العلماء بالإضافة إلى سعة اجتهاداته وعزوفه عن تقليد موروثات تراثية ففتح باب الاجتهاد الفقهى بشجاعة تحسب له في المعاملات المصرفية المالية المستحدثة مثل الودائع من جهة العوائد فأفتى بأنها مضاربة استثمارية وهذا يتفق مع مبادئ ومقاصد الشريعة الإسلامية لأنه لم يقم الدليل القطعى على ربويتها كما يشيع الجهلاء والمتطفلون على موائد العلم.كذلك اجتهاداته في أمور تتصل بالواقع المحاصر مثل عادة النقاب فهى من قبيل العادات في باب الألبسة وليست أصلا من أصول الإسلام.أما عن شمائله الشخصية فمع انفعالاته إلا أنه كان طيب القلب وقد خلت المشيخة من نظم الشللية والمحسوبية والبيئة المكانية وصمد أمام محاولات التشويه من خفافيش الظلام كالمتسلفة الوهابية وجماعة الإخوان وبعض التقليديين في الأزهر.وفيما يتعلق بواقعة المصافحة مع شخصية يهودية واستقباله لحاخام يهودى فإن الإسلام لا يعادى اليهودية مثل الرموز المسيحية، أما الأمور السياسية فلا توجد مؤاخذات معتبرة على شخصية الإمام..!!
 
عندما كان الشيخ طنطاوي مفتي الديار المصرية أصدر فتوى في 20 فبراير عام 1989 يحرم فيها فوائد البنوك والقروض باعتبارها ربا ، وأقال طنطاوي الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر من منصبه في شهر فبراير 2003 بسبب ما قيل إنه صرح بفتوى يؤكد فيها وجوب قتال القوات الأمريكية إذا دخلت العراق وأن دماء الجنود الأمريكيين والبريطانيين تعد في هذه الحالة حلالا كما أن قتلى المسلمين يعدون شهداء ، وأصدر طنطاوي قرار في أغسطس 2003 بإيقاف الشيخ نبوي محمد العش رئيس لجنة الفتوى عن الإفتاء وإحالته للتحقيق لأنه أفتى بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي وحرم التعامل معه، وقال شيخ الأزهر أن الفتوى التي صدرت لا تعبر عن الأزهر الذي لا يتدخل في السياسة وسياسات الدول ، وإستقبل طنطاوي وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي في الأزهر في 30 ديسمبر عام 2003 وصرح طنطاوي أنه من حق المسؤولين الفرنسيين إصدار قانون يحظر ارتداء الحجاب في مدارسهم ومؤسساتهم الحكومية باعتباره شأنا داخليا فرنسيا وإنتقض الكثير من الجماعات الإسلامية وعلماء الدين هذا التصريح بشدة من قبل بعض الجماعات الإسلامية وعلماء دين ومن جانب آخر أيده الرئيس المصري حسني مبارك بشكل غير مباشر في تأييده حظر الحجاب بفرنسا معتبرا أن اختلاف بعض علماء الدين الآخرين معه رحمة، مضيفا أن القرار "شأن فرنسي لا يمكن التدخل فيه" و"أنه ينطبق على المسلمين وغير المسلمين" ، وأصدر طنطاوي في 8 أكتوبر عام 2007 فتوى تدعو إلي "جلد صحفيين" نشروا أخبارا فحواها أن الرئيس حسني مبارك مريض ، وقد أثارت هذه الفتوى غضب شديد لدى الصحفيين والرأي العام وطالب النائب مصطفى بكري بعزله وتساءل الكاتب الإسلامي فهمي هويدي عن أسباب صمت شيخ الأزهر إزاء عدد من القضايا المهمة في البلاد مثل "إدانة التعذيب وتزوير الانتخابات واحتكار السلطة والأغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة" مشيراً كذلك إلى حالة انعدام ثقة المصريين في شهادة شيخ الأزهر الذي على حد قوله "كان أكرم له أن يصمت لأن هناك أموراً أكثر جسامه تستحق تعليقه وكلامه" ، وقارن هويدي بين شيخ الأزهر في تحريضه للحكومة على الصحفيين، وبين الرهبان البوذيين في وقوفهم مع الناس ضد حكومتهم، قائلا "إنه ارتدى قبعة الأمن وخلع ثياب المشيخة"، كما وجه له الإخوان المسلمين انتقادات شديدة بسبب هذه الفتوى.
 
توفي بسبب نوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولي عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010 ، وقد صليَّ عليه صلاة العشاء في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ووري الثرى في مقبرة البقيع...!!