بلاغ ضد الجن
مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر
السبت ١٠ مارس ٢٠١٨
ما نشرته «الوطن»، أمس الأول، فى تحقيق حرائق كفر الشيخ يثبت أن عقل مصر راح ف الوبا!!، من يقرأ تفاصيل الموضوع يعرف ويتأكد أن هناك لوثة عقلية اجتاحت أرجاء هذا الوطن المسكين بنخبته وصناع ضميره ووجدانه وطريقة تفكيره التى صارت تكره العلم وتعاديه وتعتبره رجساً من عمل الشيطان!!، أشك أن هناك فيروس دروشة دينية كارهة للعلم سكن خلاياه ورعى فى أحشائه ودمر نخاعه، التقرير يقول على لسان السكان إن النيران تلتهم غرف النوم فقط!! طبعاً المدلول واضح لأن تلك الغرف هى مكان الجنس، والجن ضد الجنس!، الجن يذهب إلى المراتب ويولع فيها لأنها مكان ممارسة الخطيئة الحرام وقلة الأدب!، الناس تتكلم بكل اقتناع عن انتقام الجن من مراتب الخطيئة!،
وأم عبدالله فى التقرير تقول إن ترتيل القرآن يخمد النيران مباشرة بدون طفايات حريق!!، والسؤال: لماذا تم الحريق أصلاً بينما ترتيل القرآن كان شغالاً فى صلوات الجوامع كل يوم؟!، فمعلوماتى أن القرية ليست بوذية، وأن فيها مسلمين يصلون فى المساجد والبيوت، والصلوات بالتأكيد وبالضرورة فيها ترتيل، فهل باغت الجن قرية بكفر الشيخ فى فترات الاستراحات «البريك» ما بين الصلوات؟!، وهل الجن تخصص إسلامى مصرى عربى فقط؟!، لم نسمع أن الجن قد سافر إلى السويد وأشعل مقر جائزة نوبل فى ستوكهولم عقاباً على منحها جوائز لملحدين وإسرائيليين؟، هل الجن مفيش معاه فيزا شينجن؟، لماذا الجن فى مصر شاطر مع الغلابة اللى بينهم وبين ربنا عمار وبيكملوا عشاهم نوم ويفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء؟!، لماذا لا يذهب الجن فى رحلة إلى التجمع الخامس أو كومباوندات الشيخ زايد أو يقضى الصيف فى هاسيندا أو مارينا؟!، لماذا التركيز الجناوى مع الفقراء؟، تقرير «الوطن» من كفر الشيخ نقل أن علاء حسانين، المعالج الروحانى، يقول إن الجن لا يؤذى الإنسان إلا إذا اعتدى عليه الإنسان!!، يعنى المسألة ببساطة انتقام عفاريتى ونفسنة جن، وطمأننا علاء، نائب البرلمان السابق، أنه بدأ جلسات علاجية للجن!، الحمد لله يا أستاذ علاء على جلسات العلاج الطبيعى للجن، وياريت لو بعدها مساج خفيف وساونا. ألقت الشرطة القبض على عم شعبان متلبساً بقراءة تعاويذ، والنيابة تجرى مع عم شعبان تحقيقاً بتهمة ممارسة السحر!!!، معقول!!، هل تعاملت الشرطة والنيابة مع موضوع السحر والجن فى حرائق كفر الشيخ بهذه الجدية وفتحوا ملف التحقيق تحت عنوان السحر والأعمال؟!، بالفعل صعبان علىّ كل تلك المشاريع من طرق وكبارى واكتشاف حقول غاز.. إلخ وسط كل هذا الزار الوطنى والتغييب العقلى، عقل الوطن فى خطر ولك الله يا مصر.
نقلا عن الوطن