الأقباط متحدون - الاكتئاب الموسمي.. ضيق عابر أم مرض يحتاج العلاج؟
  • ١١:٤٧
  • الاثنين , ١٢ مارس ٢٠١٨
English version

الاكتئاب الموسمي.. ضيق عابر أم مرض يحتاج العلاج؟

منوعات | شيزلونج

٠٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كثيرًا ما نُعاني من تغير في حالاتنا المزاجية بقدوم فصل مناخي معين، فهناك الشكوى المتكررة دائمة التردد بأن الشتاء يحمل للكثيرين المشاعر السلبية والشعور بالانقباض والضيق، وأحيانًا يجعلهم التغير المناخي في فصل الشتاء وغياب الشمس غير قادرين على الخروج للحياة أو التعامل مع الناس أو ممارسة الأنشطة التي اعتادوا عليها، فما طبيعة هذا الشعور؟ ومتى يمكن وصفه بأنه شعور مرضي يجب أن يتم الاستعانة فيه بطبيب نفسي؟ وهل يمكن أن يتطور ليتجاوز ما هو أكثر من الضيق ويمتد ليصبح تفكير في الموت أو الانتحار؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية.

ما هو الاضطراب العاطفي الموسمي؟
يُعرف الاضطراب العاطفي الموسمي بأنه نوع من الاكتئاب الذي يرتبط بالتغيرات في الفصول المناخية، فهو يبدأ وينتهي في نفس الوقت تقريبًا من كل عام لدى من يعانون أعراضه، وغالبًا ما تبدأ تلك الأعراض بالاكتئاب الموسمي خلال أواخر فصل الخريف وأوائل فصل الشتاء، وتختفي أعراض الاكتئاب الحاد الذي يظهر خلال تلك الأيام في فصلي الربيع والصيف، وهناك نمط معاكس من هذا الاكتئاب الموسمي يعاني معه آخرون من أعراض الاكتئاب الموسمي خلال فصلي الربيع والصيف، وإن كان هذا النوع هو الأقل انتشارًا من الاكتئاب الموسمي الخريفي والشتوي، وفي خلال هذه الفترات غالبًا ما يعاني المصابون بهذا الاضطراب بالتقلب غير المفهوم في حالاتهم المزاجية، كما يعانون من فقدان طاقتهم وقدراتهم على ممارسة أنشطتهم المعتادة، وفي كلتا الحالتين قد تبدأ الأعراض معتدلة ثم تصبح أكثر حدة مع تقدم الموسم.

أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي
وتشمل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي الشعور بالثقل والحزم طوال اليوم وبإيقاع يومي ثابت تقريبًا، فقدان الاهتمام بالأنشطة حتى تلك التي كان يُفضلها المريض ويسعد بممارستها خلال الفترات العادية، عدم وجود قدر كاف من الطاقة التي تمكنه من فعل الثوابت اليومية التي اعتاد عليها. يواجه المريض أيضًا اضطرابات النوم والشهية، فيعاني في الأغلب مشكلات عديدة في النوم وتغيرات في الشهية سواء بزيادة كمية الطعام التي يتناولها أو تقليلها، لا يكون لدى المريض خلال هذه الأوقات القدرة على التركيز كما يشعر باليأس، ويفقد إحساسه بالقيمة تجاه نفسه وتجاه ما يقوم به، وأحيانًا تجاه ما حوله مما يجعله يبدو في نظر نفسه مذنبًا في أحيان كثيرة، وهو ما يقوده خلال فترات المعاناة الخالصة تلك إلى أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار.

وأحيانًا تختلف الأعراض بين المريض الذي يعاني من اكتئاب موسمي خلال فصلي الخريف والشتاء، عن المريض الذي يُعاني من هذا الاضطراب خلال فصلي الربيع والصيف، فمن أعراض الاكتئاب الشتوي طول فترات النوم، وتأتي اضطرابات الطعام على شكل زيادة في الشهية والإقبال على الأطعمة عالية الكربوهيدرات، بما يتبع ذلك من زيادة في الوزن، كما يكون هناك التعب والإرهاق بشكل مستمر وانخفاض الطاقة لدى المريض.

أما أعراض الاضطرابات العاطفية الموسمية الصيفية أو ما يمكننا أن نطلق عليه الاكتئاب الصيفي فتكون على النقيض من أعراض اكتئاب الشتاء، فتصبح مشاكل النوم مرتبطة بقلة ساعات النوم والأرق المستمر، وتأتي اضطرابات الطعام على شكل ضعف في الشهية بما يتبعه من فقدان في الوزن، كما يكون هناك قلق واضطراب نفسي مستمر وغير مفهوم أو مسبب.


وهناك من يعانون من اضطراب عاطفي موسمي ثنائي القطب، فيعانون خلال فصلي الربيع والصيف من أعراض تبدو أقل حدة بقليل من الهوس، كما يسقطون خلال فصلي الخريف والشتاء في براثن الاكتئاب الحاد.
 
أسباب الاضطراب العاطفي الموسمي
ربما تًعد الأسباب التي تؤدي إلى الاضطراب العاطفي الموسمي مجهولة إلى حد ما، ولكن هناك بعض العوامل التي تدخل في الاعتبار وتسبب الاكتئاب الموسمي، ومنها:

    الاضطراب الذي يحدث للساعة البيولوجية للشخص خلال فصلي الخريف والشتاء، ويتسبب في ذلك انخفاض درجة ضوء الشمس التي تصل إلينا خلال الشتاء مما قد يُعطل الساعة الداخلية للجسم ويؤدي إلى الشعور بالاكتئاب.

    الانخفاض في مستويات مادة السيروتونين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تؤثر على الحالة المزاجية، ويمكن لأشعة الشمس المنخفضة خلال فصلي الخريف والشتاء أن تسبب هبوطًا في مادة السيروتونين يؤدي إلى الاكتئاب.

    أما السبب الثالث فيعود إلى مستويات الميلاتونين في الجسم، حيث يؤدي تغير الموسم إلى تعطيل توازن مستوى الميلاتونين في الجسم، وهي المادة التي تلعب دورًا في تنظيم أنماط النوم والحالة المزاجية لدى الفرد.

متى أحتاج إلى مراجعة الطبيب؟
يحتاج الأمر إلى مراجعة الطبيب إذا تجاوز الاحساس بالضيق والضعف الحد الطبيعي، فربما يكون من الطبيعي أن يكون لدى الشخص بعض الأيام التي يشعر خلالها بعدم القدرة على فعل شيء بالإضافة إلى الشعور بالضيق والهشاشة النفسية، ولكن إذا زادت تلك الأعراض لتكون متكررة خلال نفس الأيام في كل مرة، ويكون العامل المشترك بينها هو الانخفاض الحاد في مستوى الطاقة لدى الفرد، واختفاء الدوافع التي تمكنه من القيام بأي نشاط بما فيها تلك الأنشطة التي كان يفضل القيام بها خلال فترات حياته الطبيعية، بالإضافة إلى تغير في أنماط النوم والشهية، والشعور باليأس والتفكير في الموت أو الانتحار، حينها يخرج الأمر عن حدود ما يمكن وصفه بالأمر “الطبيعي” ويجب مراجعة الطبيب على الفور.

الكلمات المتعلقة