الأقباط متحدون - ورغم ذلك فالدُّنيا بألف خير
  • ٠٦:٥٤
  • الاثنين , ١٢ مارس ٢٠١٨
English version

ورغم ذلك فالدُّنيا بألف خير

زهير دعيم

مساحة رأي

٣٥: ٠١ م +02:00 EET

الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٨

صور_أرشيفية
صور_أرشيفية

 بقلم : زهير دعيم

ما أكثر ما كتبتُ عن السيء في مجتمعنا العربيّ المحليّ وعن النواقص ، فصُلْتُ وجُلتُ في تقصير سلطاتنا المحليّة وفي بعض عاداتنا الموروثة والمُكتسبة والتي لا تُشرّفنا في كثير من الأحايين .
 
كتبْتُ حتى كدتُ أصدّق وأقتنع أنّ مجتمعنا كلّه يغوص في وحل السيّئات ويعيش فيها ولا فكاك له منها .
 
... الى أن سمعت وفي أكثر من مناسبة ومن أكثر من انسان وعضو من اعضاء جمعيّات وأطرّ اجتماعيّة فاعلة على السّاحة المحليّة ؛ سمعت أنّ الدُّنيا بألف خير بل وأكثر ، فإنّ اهل الخير كثيرون يمدّون يد العون بالمبالغ المقبولة لهذه الجمعيّات حتى يتسنّى لها القيام بواجبها الاخلاقيّ والانسانيّ تُجاه المواطن في زمن غفا فيه رئيس المجلس أو كادَ.
 
  انّهم كُثر حقًّا ، بل وهناك منهم يروح هو نفسه يسأل عن جمعيّات انسانيّة محليّة تهتمّ وترعى الفقراء والمعوزين والمحتاجين .
 
 انّ الأمر الجميل الذي شدّني ويشدّني ، خاصّة ونحن في عبلّين على أبواب تكريم الجيل الذهبيّ، في تكريم مُهيب مُميَّز ، يعيد الماضي الجميل يدرج بأناقة على مسرح حياتنا ، فيلوّن حياة كبار السّنّ بالذكريات الجميلة والشعور بأنّ الدنيا ما زالت بألف خير.... نعم  الذي شدّني ويشدّني هو أن اولئك المتبرّعين وفي غالبيتهم العظمى يرفضون أن نبوح بأسمائهم أو بالرقم الذي تبرّعوا به ، عاملين بقول السماء : ""مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ".
 
  وليس الأمر يقتصر على العطاء الماديّ فقط ، وإن كان هو المجدي والأكثر فعاليّة ، فهناك من يعطي من قلمه ، ومن فكره ، ومن عرقه، فالكشّافات كما عادتها تعطي دون مِنّة وكذلك الأطر المجتمعيّة الأخرى تعطي دون النظر الى فئة دون أخرى.
 
فتجد ان هذه الجمعيّات أو بعضها تهبّ  مرّةً لِتُلوّن بعض جدران البلدة بألوان قوس قزح وبأقوال جميلة معبّرة تجمع في طيّاتها المحبّة والأخوّة والطمأنينة.
 
 ومرّة أخرى تزرع الطَّرب الأصيل والفنّ الأحلى في النفوس من خلال مسرحيّة تعيشها وتُغرّدها " الكروان"  في نهج حلو يُدخل البهجة الى النفوس، ناهيك عن الجمعيّات الجميلة الأخرى التي تمحو من ذاكرتنا القول المُحبط الشهير : " لا نبيّ في وطنه" ، فتروح تُكرّم هذا الذي أعطى ولو بدرع بسيط أو باقة ورد ترفع من معنوياته وتقول له بحلو العبارة : أحسنت ، تابع المسيرة ، نحن معك ونقف الى جانبك"
 
 حقيقة الدُّنيا رغم ان " المُستقرضات" في هذه السنّة شحيحة وجافّة فهي ما زالت بألف خير.. تعالوا نرى النصف الملآن من الكأس ، فالمطر لا بدّ سيأتي مع الغيمة القادمة من بعيد. 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع