الأقباط متحدون | نجاحات الثورة المضادة .. نبيل العربى نموذجاً
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤٢ | الأحد ٢٢ مايو ٢٠١١ | ١٤ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نجاحات الثورة المضادة .. نبيل العربى نموذجاً

الأحد ٢٢ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: رامى حافظ
حققت ثورة يناير هدفها الأول وهو أسقاط النظام حيث أن المحاكمات كانت الدليل القطعى على سقوطه وأعتقد أن الثورة الناجحة هى التى تبدأ بالعدل وحتى ولو كان ضد خصومها ، وهذا لا ينفى أن هناك محاولات لرموز النظام السابق لأفشالها وهو ما يعرف بالثورة المضادة ولا يوجد لهذا المصطلح تعريف محدد لكن يتصور انه طبقاً لما فى ذهنية الراى العام يعنى خروج رموز النظام السابق بدون مشكلة أو على الأقل تقليل الخسائر المادية أو المعنوية .

مصر الثورة :
بعدما تغير نظام الحكم فى مصر بدأ المسئولين فى كافة مؤسسات الدولة وخاصة الجدد منهم أعادة النظر فى طريقة عملهم وخاصة أن السلاح مرفوع فى وجه الجميع وهو النزول للشارع وأن الحل لأى مشكلة هو الاستجابة فورية لمطالب الجماهير ، وهو ما دعى البعض الى أثبات الذات وهو ما يؤكد مطالبات القوى المعارضة أن الشعب مصدر للسلطات وان المناصب للكفاءة وليس لرجال الثقة .

ويعد السيد نبيل العربى نموذجاً لهذا المنطق السابق فقد أعاد لمصر هيبتها ولوزارة الخارجية دورها التقليدى والمحترم ، ونعرف جميعاً ان مصر تحتاج لفترة لأعادتها كقوى أقليمية مؤثرة وكقوى دولية لا يمكن تجاهلها بالأضافة لدورها الطبيعى فى القيادة أو المشاركة فى صياغة المواقف الدولية الموحدة تجاه الملفات الدولية المختلفة وخاصة بالنسبة للعرب وافريقيا والعالم الاسلامى ، وقد مارس السيد نبيل العربى وزير الخارجية المصرى دوره بمفهوم الدبلوماسية التقليدى فقد حمى المصريين بالخارج وخاصة من الدول العربية التى كانت تهين مصر متمثلة فى مواطنها فى ظل نظام الذى كان متواطئ ليس للعرب وفقط بل ولشخص واحد وهو السيد جمال مبارك " الوريث سابقاً " ولدينا نموذج المواطن المتهم بالجاسوسية فى سوريا ، أما على المستوى الدبلوماسى فتح الملفات الشائكة وخاصة ايران وفلسطين واسرائيل وتركيا كلاً حسب ترتيبه وهو ما سبب أزعاج كبير للعرب وخاصة دول الخليج .

أن الحقيقة التى أعتقدها أن دول الخليج ستار لدول آخرى هى الأكثر أزعاجاً وترى حرجاً دولياً وشعبياً فى التدخل حتى لا تزيد من شعبية الدبلوماسى المحنك نبيل العربى وهذه الدول هى امريكا واسرائيل ، فالأولى – امريكا – ترى مصر هى تلك الدولة التى تفرض الحصار على قطاع غزة عقاباً لحركة حماس وفقط ، أما الثانية – اسرائيل – قلقة على مستقبل السلام بالرغم من سعيها للحرب لوأد أى نظام ديمقراطى ممكن حدوثه بعد الثورة التى خلقت مناخاً مساعداً لذلك .

الجامعة العربية :
يتبادر الى الذهن ان المنطقية تستدعى مزيد من تفعيل الجامعة العربية لتغطية الموقف المصرى حتى لا تكون المواجهة مباشرة مصرية – اسرائيلية وتكون عربية – اسرائيلية ، يضيف ذلك المنطق ان الدبلوماسى المحنك لابد من أستخدمه لتلك المهمة وذلك بمزيد من الصلاحيات والسلطات وهو ما يوفره له منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ، يصل بنا ذلك المنطق الى أن مصر عليها تغيير مرشحها لتفادى الحساسية السياسية التى خلقها مصطفى الفقى وهو لا يمثل ذلك النموذج القومى بأعتباره من رموز النظام السابق مغلفاً ذلك بتكريم الثورة المصرية ، تأتى تلك المنطقيات الثلاث الى حقائق آخرى هى على العكس تماماً من حقيقة أرض الواقع وتتمثل تلك الحقائق فى :
• أولاً : أن نجاح أى منظمة دولية يتوقف على قدرات الدول الأعضاء المكونة لها فلدينا النموذج الأشهر هو الأتحاد الاوربى فليس معروف من هو رئيسه أو قياداته لكن الجميع يعرف أن فرنسا والمانيا ومعهم اسبانيا واحيانا انجلترا هم قادة الاتحاد الاوربى وقد حققوا لأنفسم ما كنا نحلم به نحن العرب .
• ثانياً : نجاح الوزير على المستوى المصرى فى اتفاق المصالحة الفلسطينية لا يعنى بالضرورة نجاحه عربياً ، بمعنى أدق أن نجاح اى منظمة دولية يتوقف على أرادات وقدرات الدول الأعضاء المكونة لتلك المنظمة وليس نجاح أشخاص موظفيين دوليين ولو كانوا بكفاءة نبيل العربى أو أفضل منه ، فأرادة الدول الرائدة داخل أى منظمة دولية هو نجاح استراتيجية تلك الدول التى تسعى اليها ، وبالتالى فنجاح العربى مصرياً لن يتحقق نجاحه عربياً والحتمية فى تلك الجملة هو أن أغلبية اعضاء تلك المنظمة العربية لازالوا كما هم وبمنطقهم القديم والذى لم يحقق أى نتيجة حتى على المستوى القريب فى الثلاثين عام الأخيرة .
• ثالثاً : المرشح التى تقدمت به مصر – مصطفى الفقى – سبب رفضه ليس بأعتباره رمز للنظام السابق بل على العكس هو النموذج الأفضل لتلك الدول بما يمثله من أفكار ورؤى ومقاله الأخير فى المصرى اليوم حول تلك الحادثة دليل على ذلك المنطق ، والمعنى المقصود من تصرف الدول العربية وخاصة الدول الخليجية هو نزع ذلك الوزير من منصبه ووضعه فى منصب وهمى الذى لا يحقق اى نتيجة وهو المعروف فى الموروث الشعبى المصرى " شالوت لـ فوق " وهى اللعبة التى برع فيها المصريين وخاصة النظام السابق وفعلها العرب معنا ولازالت تحقق نجاحاً .

التحليل :
أعتقد أن تلك المقدمة الطويلة نسبياً تصل بنا الى نتائج واضحة أهمها هى توقف نجاح مصر الثورة التى أصبحت أزمة لكل الدول والكيانات الدولية داخل الشرق الاوسط أو لدى القوى الدولية التى لها مصالح :
- فالدول العربية تواجه مداً ثورياً من شعب دولة لا تستطيع الاستغناء عنها وهو على عكس ما سبق فى مواجهة نظام يدعم المد الثورى دون تأييد جماهيرى ونموذجه البارز هو الرئيس الراحل عبد الناصر وبالتالى هى عملية لوقف المد الثورى هى دفاع عن النفس بشكل واضح ومباشر .
- القوى الدولية تلك الدول التى ترى مصر النموذج الأفضل لها هو نظام مبارك ولولا أنها تعلم أن نظام مبارك أنتهى سياسياً من عام 2000 على أكثر تقدير ، وأن مد عمره كان لنضوج القوى المعارضة داخله ونموها بشكل طبيعى ودراسة مواقفها تجاه الملفات الدولية الحساسة وخاصة آمن اسرائيل ذلك على المستوى القريب اما على المستوى الاستراتيجى هو عملية أدماج داخل المنظومة الاقليمية ، وهو ما تحقق لبعض القوى المعارضة والتأثير الفكرى على القوى المعارضة المعادية لأسرائيل التقليدية وهو كان فى أبرز صورها دعوة خالد مشعل زعيم حركة حماس بعدم الزحف على فلسطين لتحريرها فى الوقت الحالى .

الدروس المستفادة :

الموقف هو أذن تولى السيد نبيل العربى وزير الخارجية المصرى منصب الأمين العام للجامعة الدول العربية بضغط عربى وهو يدعونا الى أستخلاص الدروس من ذلك الموقف :
- الدرس الأول : أعاد النظر فى مسألة الجامعة العربية التى تمثل عبئاً على الدولة المصرية بما يعنى تغيير " منظومة العمل – والرؤية المطلوب تحقيقها " وهنا بطبيعة الحال لا أدعو الى الغائها بل الى أعادة النظر الى مصالحنا التى ستحقق من تحمل مسئوليتها ، وبمعنى أدق النظر الى مجموع المصالح المشتركة للدول الأعضاء بما يمثل التفعيل على المستوى الاقليمى والدولى معاً وأدخالنا مرة آخرى فى أطار التاريخ بعد ان وضعتنا الثورات العربية على بداية ذلك الطريق .
- الدرس الثانى : أعادة النظر فى مسألة منصب الأمين العام للجامعة الدول العربية فلا يحق لمصر أن تستولى على المنصب فى ظل منظمة دولية ، وأن تعتبر مصر نجاحها التأثير على قرارات المنظمة من خلال تحقيق مصالحها وليس بأستيلاء على المواقع القيادية ، فلدينا منظمة الأمم المتحدة فامريكا حسب معلوماتى لم تتقلد منصب أمين عام المنظمة الأممية لكن تلك المنظمة لا تستطيع اتخاذ قرار بدون معرفة قرار امريكا أو اتخاذ مشورتها .
- الدرس الثالث : أعادة التوجه بل والأهتمام بالبعد الافريقى وخاصة على المستوى القريب والمتوسط لان الدول العربية لازالت هى الأغلبية فى جامعة الدول العربية وان تلك الدول وخاصة الملكية منها لا تزال تحافظ على أنظمتها السياسية وأن القوى الاصلاحية التى بداخلها لازالت فى طور النمو والبلورة ، وبالتالى الاهتمام بالبعد الافريقى أهم لنا ويرجع ذلك لعدة ملفات اهمها من وجهة نظرى الآمن القومى ومياه النيل والتأثير الدولى والأهم فتح الأسواق الافريقية لبضائعنا ، ويأتى الملف الآخير فى ظل أقتصاد دولة منهار بسبب ممارسات النظام السابق وفى ظل أسواق مغلقة أمامنا أولها العربية وآخرها الامريكية والاوروبية فالاسيوية بما لكل منهم أسبابه المختلفة بينما الاسواق الافريقية ستساعدنا على تنشيط أقتصادنا مرة آخرى .

كلمة أخيرة .
تنتهى الدروس المستفادة بحقيقة ان الثورة المضادة ليست لها أصابع داخلية فقط ولكن لها أبعاد دولية كنتيجة عضوية من تأثيرها ، لذا يعد من نجاحات الثورة المضادة خسارة رجل بكفاءة نبيل العربى من منصب وزير الخارجية وأن لتفادى تلك الأزمة يعنى أن يكون لأبناء الثورة المصرية رؤية فى أنهاء الفترة الانتقالية بشكل سريع وعدم التفاخر بنجاحات ليست لها معنى فى الوقت الحالى ، وان المعركة الحقيقة بناء نظام ديمقراطى حقيقى يتضمن ضمانات كافية وقوية لتحقيق مبدأ التداول السلمى للسلطة فى أقصر وقت ممكن بجانب الحفاظ على كيان الدولة من خلال أقتصاد قوى الذى سيوفر أمكانيات للتأثير القومى والعربى والاسلامى والدولى .

أن ثوار مصر عليهم دور كبير سيسجله لهم التاريخ وهو الحفاظ وأستكمال وتحقيق مطالب ثورة يناير كاملة بغض النظر عن الخسائر الوقتية ، وهو ما يدعوهم الى عدم الأعتماد على رجال النظام السابق لتحقيق تلك المطالب وبالتالى عليهم التدقيق فى أختيار المسئولين الذين سيتولون المواقع القيادية أيا كانت أهميتها ، لذا أدعوهم لرفض بل والأعتراض على تولى السيد نبيل فهمى سفير مصر فى واشنطن منصب وزارة الخارجية حيث كان واحد من المسئولين عن ترويج ملف التوريث فى مراكز صناع القرار فى الأوساط الامريكية ، وهذا الرفض ليس المقصود به نبيل فهمى وفقط بل وكل من على شاكلته .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :