الأقباط متحدون | اعتصام ماسبيرو 2 وخطر تديين المطالب القبطية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٤٢ | الاثنين ٢٣ مايو ٢٠١١ | ١٥ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اعتصام ماسبيرو 2 وخطر تديين المطالب القبطية

الاثنين ٢٣ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. نجيب جبرائيل
قبل ان اتكلم فى هذا الموضوع اعتقد ان الكثيرين من الاقباط ومن المفكرين المسلمين يشاطروننى الرأى فى ان من اهم انجازات الثورة فى يناير ان الاقباط فى مطالبهم المدنية قد خرجوا عن عباءة الكنيسة وانتهى فيه الزمن التى كانت الانظمة السابقة تختزل اكثر من خمسة عشرة مليون قبطى فى شخص القيادة الكنيسة تلك الاخيرة التى ارهق كاهلها زهاء اربعة عقود من الزمن بمطالب الاقباط المشروعة فى ظل منافذ ونوافذ الكنيسة ومن ثم كانت مطالب الاقباط حتى وان كانت على قاعدة المواطنة او المشاركة الوطنية كانت توصف انذاك بأنها مطالب طائفية وكانت تفقدنا الكثير من تعاطف الليبراليين بل كنا نهاجم من المتشددين والذين وصفوا الكنيسة زورا وبهتانا بانها دولة داخل دولة وان البابا , كما اتهموا احد الغلاه المتطرفين بانه يبث الفتن الطائفية . ولقد انا الاوان لان يخرج الشباب القبطى من عباءة الكنيسة ىويرفع عنها الحرج فى مطالبه الوطنية على ان تتفرغ الكنيسة بدورها الروحى والرعوى .

ولقد بدأ فعلا الاقباط كمواطنين مصريين وابلوا بلاءا حسنا فى تلك المطالب وقد ظهر ذلك ابان احداث كنيسة القديسين والعمرانية وسمالوط ونجع حمادى . وما اقوله اليوم اسمعه كثيرا من اشقاؤنا المسلمون الذين لا يكلون من الدفاع عن قضايا الاقباط ويعتبرونها جزءا من همومهم بل من منهجهم اليومى امثال المفكرين : الدكتور / نبيل عبد الفتاح – ومنير مجاهد – نبيل شرف الدين – وخالد منتصر وغيرهم الكثيرين والذين لا يخلوا يوما الا وان اتحدث معهم لكن هم فى حرج شديد فى الافصاح عما اقوله واكتبه اليوم بل اصارحكم القول فيما سوف انقله وما جال فى خاطرى فيما حدث فى اعتصام ماسبيرو 2 محللا تلك الاوضاع ليس للنقد او التشهير فتلك ليست عادتى وانما لتجنب اخطاء يمكن ان تكون قاتلة فى القضية القبطية الوطنية ..

فلقد وصف الكثيرين من المفكرين والمتعاطفين مع قضايا الاقباط من ان حركة ماسبيرو 2 انها كانت تتحرك كجزء من الكنيسة وليست جزء من الشعب المصرى وان الخوف من ان تديين حركتهم هو الخوف عليهم من ان ينعزلوا مرة اخرى بعد ان خرجوا كمواطنين خارج اسوار الكنيسة ليدافعوا عن حقوقهم الديستورية بما فى ذلك حرية العبادة وحرية بناء الكنائس وان تقديم مطالب الاقباط مقرونة بالطقوس الدينية وصلاة الحل الجماعى للاستشهاد وغيرها من الرموز الدينية وقيادة بعض الكهنة فى ذات الاعتصام هو تديين واضح للقضية يؤدى الى خسران الاشقاء المسلمين فلابد ان تقدم طلباتنا فى اطار ومنطلقات ومفاهيم الدولة المدنية وليست فى اطار طقوس وصلوات دينية وان اقتران هذه المطالب المدنية المشروعة بالصلوات والطقوس بقيادة كهنة تذكرنا بالخطابات الدينية الصادرة عن الجماعات الاسلامية المتزمتة التى تدعو الى الاستشهاد ودخول الجنة فلابد للاقباط ان يعودوا الى المنهج المدنى ولا يمكن بحال من الاحوال ان يقودهم رجال دين لان ذلك لا يفقدهم تعاطف اشقاؤهم المسلمون فحسب بل ايضا القوى الوطنية المستنيرة وقطاعات واسعة من المسيحيين . اذ ان تحول الحركة القبطية الشبابية المدنية الى حركة دينية ذات قيادة كنيسة مع الايمان بالحق والمساواة وعدم التمييز والحرية الدينية كحقوق دستورية الا ان هذا الوضع بهذا الشكل الذى تم فيه هو وضع بالغ الحرج حيث ان الاحتشاد فى ماسبيرو 2 على اساس الانتماء الدينى المحض امرا يؤدى الى تراجع قوى كثيرة مدنية بالاساس عن التعاطف مع هذه الحركة لانه كما قال احد كبار رجال الفقة المهتمين بالقضية القبطية ان ظهور رجال دين من الاكليروس فالحركة القبطية الشبابية المدنية امرا يفاقم من الانقسامات على الاساس الدينى للوطن اما تديين الحركة ومواجهة الطائفية بالطائفية سيؤدى الى انهيارات كبرى والقول بغير ذلك لن تتحقق به مطالب الاقباط هو قول غير سديد بالمرة اذ قد قامت القوى الوطنية ومنظمات العمل المدنى بمشاركة المسلمين ودون قيادات دينية من تظاهرات ووقفات احتجاجية دون ان تكون لها لباسا د\ينيا ودون ترديد صلوات او طقوس حققت الكثير من مطالب الاقباط المشروعة فعلى سبيل المثال وليس الحصر :
- وقفة احتجاجية امام دار القضاء العالى من منظمات قبطية بمشاركة اشقاء مسلمين اسفرت عن الافراج جميع معتقلين نجع حمادى .
- وقفة احتجاجية وتقثديم بلاغات للنائب العام اسفرت عن الافراج قبيل عيد الميلاد المجيد الماضى عن جميع المحبوسين والمتعتقلين فى احداث العمرانية .
- وقفة احتجاجية ودعوى قضائية اعادت مسمى قرية " دير ابو حنس " بدلا من قرية " وادى النعناع " وانهت اسلمة الشوارع .
- مؤتمرات صحفية اعقبها صدور قرارات بمنع اجبار الصغار الذين اسلم والدهم من اداء امتحان الدين الاسلامى .
- وقفة احتجاجية بسبب الاعتداء على دير الانبا بيشوى وتقديم بلاغ الى النائب العام ادت الى تحقيقات موسعة تلك الاعتداءات تجريها النيابة العسكرية حتى الان .

ولم اسرد ذلك لمجرد التباهى او التفاخر فكلنا فى قارب واحد ولكن حتى لا توصم طلباتنا بالطائفية ولا نخسر اشقاءنا واحبائنا من المهتمين بالقضية.

ولقد ألمنى ما رواة الفنان المسرحى / مصطفى وافى حين قال ذهبت الى ماسبيرو لاشارك اشقائى الاقباط ومنذ اللحظة الاولى طلب منى اظهار البطاقة او اظهار الصليب فشعرت عند اذن الاقباط ينفرون من يتضامن معهم .

وايضا ما روته الباحثة بالجامعة الامريكية / ريهام رمزى حين قالت " اننى لا افهم ان اعتصاما مدنيا ومطالب مشروعة ووطنية للاقباط يقودها قساوسة يتعاملون مع الشعب بأعتبارهم رعاة يقودون رعيتهم "لامر الذى وصل الى حد منع منشورات تضامنية مع الاعتصام من القوى السياسية الا بعد توقيع الاب الكاهن عليها والمعتصمون لا يستطعون قبول اى قوى سياسية متضامنة او اى قناة فضائية الا بعد مباركة الكهنة .

بعد كل ذلك اننا نشفق وبحق على مطالب الاقباط المشروعة من ان يتم خطفها وتضل الطريق فلذلك نناشد الجميع بعدم فقدان عدالة قضيتهم بسبب طريقة عرضها ومنهجية تسويقها بشكل يغلب علية الطابع الدينى وكذا نشفق على الاباء الكهنة الذين افتقدتهم رعيتهم طيلة اثنتى عشرة يوما تلك الرعية التى هى فى حاجة الى دفعة روحية . ولعل قداسة البابا شنودة الثالث والذى استشعرت من خطابه الى ضرورة فض اعتصام ماسبيرو لان الحكام قد نفذ صبرهم وقد يكون تفسيرى مصيبا او مخطئا ان قداسته لم يكن يقصد فض الاعتصام لنفاذ صبر الحكام وانما بالاضافة خوفا على ابنائه وان تلك المطالبات وهذا الاعتصام قد لبس ثوبا طائفيا بحتا يخرجه عن الجماعة الوطنية الذى يحرص قداسته على استقبال كثير من النخبة المثقفة والليبرالية من المسلمين لتدعيم هذه المطالب والذى جاء اعتصام ماسبيرو وبشكل غير مقصود ليقصى هذه النخبة عن التواجد والتضامن فى هذا المشهد الوطنى والذى نحرص ككنيسة وشعب على ان تظل داخل هذا المشهد الحقيقى والمشروع ....




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :