الأقباط متحدون | واحنا كمان.. على جثتنا.. قيام دولة دينية.....!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٤٥ | الاثنين ٢٣ مايو ٢٠١١ | ١٥ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

واحنا كمان.. على جثتنا.. قيام دولة دينية.....!!!

الاثنين ٢٣ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس

"دولة مدنية مدنية" هو الهدف الأساسي لثورة الشباب يوم 25 يناير... "لم يأت خوميني آخر" هذا تصريح للمجلس الأعلي للقوات المسلحة... "المسيحي والمسلم إيد واحدة" هو شعار رئيس الوزراء الذي أتى إلينا من أعماق ميدان التحرير... "مواطنة مواطنة أساس دستورنا" هي صيحات الطوائف المختلفة في وطن واحد. كل هذه الشعارات والآماني والأهداف جعلتني أتجرأ وأصيح قائلًا "على جثتي... قيام دولة دينية" كرد فعل طبيعي ضد هذا الصوت النشاز الذي خرج يهتف أمام كنيسة عين شمس الغربية بعزبة عاطف "على جثتي.. لو انفتحت الكنيسة".. هذا بغض النظر عن الكلام الذي يدور حول أن هناك مشكلات في عدم اتمام التراخيص الخاصة بهذه الكنيسة حسبما سمعنا.
والغريب وعلى الرغم أن جميع المواقع الإلكترونية و بدون استثناء، أخذت تنشر هذا المقطع من فيديو يظهر فيه هذا الشخص صاحب الصوت النشاز وهو يهتف، لم نسمع حتي الآن أنه تم القبض عليه، وكأن الأمن يتلذذ بهذا الهتاف الذي يدل على غوغائية الكارهين والذين يحاولون نسف كل جميل بين علاقات الطوائف المختلفة للوطن الواحـد.
فعلًا.. كل يوم يمر نجد أنفسنا نبتعد عن روح ثورة 25 يناير.. ونفقد الشباب الأصلي أصحاب هذه الثورة.. ونرى أمام عيوننا البساط ينسحب تدريجيًا من تحت أقدامهم.. نشاهد مغافلة الأمن لسرقة الثورة وسلبها ونقلها إلى طوائف ظلت عصور كثيرة تكمن في جحورها، لكن ما لبث أن معالم الحرية بدأت تلوح في الأفق، نجدهم خرجوا بطرق عدوانية، وكأنهم خرجوا لكي ينتقموا بوأد هذه الحرية، لأنهم لا يستطيعون أن يتأقلموا معها.. هم لا يعلمون أن الحرية بالنسبة لهم معناها التحرر من القديم، والعمل علي تجديده طبقا لمتغيرات الحياة، لكن هذا ضد ميولهم وتوجهاتهم... هم يريدون التعايش بمفردهم، ولا يقبلون الآخر حتى لو كان هذا الآخر منهم... حتى أنهم وصلوا أن يصموا آذانهم ويغموا عيونهم عن أن الكثيرين ممن اشتركوا في تقدم الثقافة العربية الإسلامية هم من المفكرين المسيحيين جنبًا إلى جنب مع أخوتهم المسلمين.
الدولة الدينية لا تناسب وطنًا يعيش فيه أديان مختلفة.. ولا يصح بتاتًا أن يُطبق شرائع دين الأغلبية على الآخرين.. أو تصبح ديانة الأغلبية هي المصدر الأساسي للتشريع للكل... ربما الدولة الدينية تتناسب مع الدول التي تؤمن بديانة واحدة. مثلما كانت دولة اسرائيل قديمًا، فقد تأسست على الديانة اليهودية حتي وقتنا هذا. كذلك نظام الدولة الدينية يتفق مع الدول العربية لأنها أحادية الديانة "الإسلام"مثل المملكة السعودية، ودولة الكويت وغيرها، ومع ذلك نسمع عن بعض الحركات المضادة لهذه السياسة. أما الدول المسيحية فقد مرت علاقتها بالسياسة بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي التي ساد فيها مبدأ "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، ولم تعرف هذه المرحلة الدولة الدينية، ذلك لأن المسيحية كانت تهدف أساسًا إلى نشر مبادئها والتبشير بالخلاص وبالقيم الروحية من تسامح ومحبة وإخاء بين بني البشر، وكانت تتجنب المواجهة مع الأنظمة الحاكمة.
أما المرحلة الثانية تبدأ بعد انتشار المسيحية فأصبحت الكنيسة قوة روحية عظيمة، لكن بابوات الكنيسة استغلوا هذه القوة الروحية وأقحموها في السياسة، فبدأوا يفرضون سلطانهم على الدولة حتى أن الحكام كانوا يكتسبون شرعيتهم من الكنيسة وكان البابوات هم الذين ينصبون القياصرة والملوك، وكانت الكنيسة إذا سحبت من الملوك هذه الشرعية كان على الشعب سحب ولائهم فورًا لهم. وفي هذه الفترة نستطيع إن نقول. أن جميع الدول المسيحية في ذلك الوقت كانت تستخدم الدين بطريقة غشيمة كأداة رئيسية في حياتها السياسية.. فبدأ ظلام التخلف يسود هذه البلاد بعد أن احتفظت المؤسسات الدينية بزمام أمور الحياة السياسية..
أخيرًا بدأت المرحلة الثالثة في بداية عصر التنوير وعصر الإصلاحات الدينية بالعودة من جديد إلى مبدأ "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وبقيام الثورة الفرنسية الكبرى عام ١٧٨٩، انتهت كليةً فكرة الدولة الدينية أو الكهنوتية في البلدان المسيحية وتم الفصل بين الدين والدولة مع إقرار حرية الاديان والمعتقدات كحريات سياسية و"دستورية".
نتيجة لهذا الفصل ما بين الدين والسياسة تقدمت أوربا تقدما سريعًا.. وبقيت الدول التي تتخذ الدين أساسًا وشريعة لها في مكانها.. وربما نراها تتخلف يومًا بعد يوم.. ربما ليس بسبب الدين نفسه.. لكن بسبب التمسك بالثوابت وعدم ترك أنفسهم للمتغيرات الطبيعة التي وهبها الله للإنسان فلم يستطيعوا حتى الآن أن يرتقوا ويعلوا إلى سمو الطهارة والقداسة السياسية، ولم يستطيعوا أن يقوا عراول علاقاتها بينها وبين الدول الأخرى التي تنتهج نظام الدولة المدنية، حيث يعيش فيها الأخ مع أخيه المشتركين في الوطن والمتباينين في الديانة أو الفكر في حب ومحبة.
لم نر دولة حتى الآن مزجت السياسة بالدين أو سارت علي نهج دولة دينية، إلا ونجدها تعاني من اضطرابات وقلاقل ومشاكل.. وهناك الأمثلة الكثير.. على الرغم نجد أن هذه البلدان لا تضم إلا ديانة واحدة.. فكم بالحري الدول التي تضم أكثر من ديانة.
يقولون أن دولتهم الدينية تستطيع أن تحوي جميع الأديان... لكن ما نوع الاحتواء؟؟ هل هو هذا الاحتواء الذي ينص من وجهة نظرهم على أن ديانتهم هو دين الرحمة!!؟؟.. نحن لا ننتظر رحمة من الآخر لأننا واحد في نفس الوطن.. "فمقدار ما لهم فيه هو نفس مقدار ما لينا فيه". الحقيقة.. نحن نحتاج إلى الحب بين الأخوة في الوطن الواحد.. وهذا لا يتوافر إلا في الدولة المدنية... لذلك اتمنى من كل واحد حر ومؤمن بمصريته وبالآخر، أن يصرخ معي وبصوت عال:
على جثتنـــــــــا...... قيام الدولة الدينيـــــــــة....!!!
وأنا لا أقصد بالمعارك والمجازر... بل بالحوار الوطني بين كل طوائف الشعب...!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :