دكتورة ريم بهجت ودكتور أحمد المقدم
مقالات مختارة | وسيم السيسي
السبت ١٧ مارس ٢٠١٨
بدعوة كريمة من السفارة المصرية فى لندن لإلقاء محاضرة بعنوان: (الهوية والشخصية المصرية: الآمال، والتحديات)، الجمعة 9 مارس، استقبلتنا الدكتورة ريم بهجت «زوجتى الدكتورة سوزان وأنا» فى مطار هيثرو، وكانت سيارة كهربائية داخل المطار فى انتظارنا وأخذتنا للجوازات ومنها لتسلم الحقائب، ومنها لسفارنتا المصرية: المركز الثقافى المصرى، دكتورة ريم الأستاذة الجامعية وعميدة كلية الحاسبات بجامعة القاهرة، تأسر قلوب الناس برقتها وتواضعها وثقافتها، يقع فى هواها كل من يراها، دعتنا مساء الخميس إلى مسرح أبوللو ومسرحية اسمها الشريرة The Wicked أعدت لنا الدكتورة ريم زيارة للمتحف البريطانى كما أعدت لنا لقاء مع عالم المصريات البريطانى NeiL Spencer، سار معنا شرح لنا، أهدانا بحوثه وكتبه، قادم إلى مصر.. أسيوط حيث بدأت الكتابة فيها منذ آلاف السنين، قادم حتى يعلم أولادنا كيف يحبون ويحترمون آثار أجدادهم! كان الأطفال يرسمون وينقلون ومعهم المدرسة تشرح لهم، وجدت تماثيلنا كأنها تبتسم فرحة بهذ الحب والتقدير والاحترام.
وفى السابعة مساء كانت محاضرتى وقبلها استقبلت الضيوف مع الدكتورة ريم، كان منهم تونى كاندل الذى أهدانى ريشة العدالة الذهبية لربة العدالة المصرية ماعت، كما أهدتنى السيدة وفاء نور بوكيه ورد فى منتهى الجمال، كان الدكتور أحمد المقدم مستشار مسز تاتشر الاقتصادى سابقاً، والسفير علاء الدين يوسف، والسيدة مها صدقى الملحق الإدارى، الدكتور هشام مدور وزوجته الدكتورة هالة سليط مقررة الندوة ورئيس الجمعية المصرية البريطانية للتعليم فى لندن. بدأت المحاضرة بتقديم الدكتورة ريم لشخصى، وتلتها الدكتورة هالة، وكانت كلماتهما جميلة ولا تنسى.
سارت المحاضرة على ما يرام، ولكم كانت هالة سعيدة حين قلت: شهادة ميلادك هى بدء وجودك ولكن تعليمك هو بدء حياتك. أخذت المحاضرة ساعة أخرى، وكم كانت ليلة جميلة قال لى الدكتور أحمد المقدم: لم نكن نريدك أن تتوقف!
فى صباح السبت صاحبنى الدكتور رأفت جاد الرب استشارى الأنف والأذن والحنجرة فى لندن إلى متحف العلوم Science Museum من هنا نبدأ!... كيف يولد العلماء! ذهبنا إلى هاروذر لمشاهدة قاعة دودى وديانا وخاتم الشبكة! نهاية مأساوية.. اللعب مع الكبار! قالها أبو العلاء: توحد فإن الله ربك واحد، وابعد عن عشرة الرؤساء. فى المساء جاءنى الدكتور هشام، ياله من إنسان رائع، يذوب حباًً ودفاعاً عن مصر، عرفت من أحد زملائه كيف كان كالبحر يهدر فى تسلسل وبلاغة وقوة دفاعاً عن مصر. حين قال أحد الصحفيين من B.B.C إن 30 يونيو كان انقلاباً عسكرياً، قال هشام مفندا لنفرض أنه انقلاب، هل نسيتم أن الجيش البريطانى هدد علناً بانقلاب عسكرى إذا نجح رئيس حزب المعارضة Corbyn والذى كان يعد بالتأميم وتحويل بريطانيا إلى جمهورية! نعم كان انقلاباً من الشعب المصرى مع الجيش على سرقة مصر وتحويلها إلى إمارة عثمانية من جديد! قال محدثی: لقد ألقم هذا الصحفى حجراً.. صمت وبعد قليل انصرف!.. برافو يا هشام. وفى السبت مساء كانت سهرة على العشاء ضمت أطباء دكتور رأفت.. دكتور رجائى.. دكتور وائل.. من العراق ومن لبنان، قامت بها دكتورة هالة سليط.. لا أنسى كلماتها: أخذت من إنجلترا الدكتوراه، وأهم منها تعلمت من إنجلترا معنى الإنسانية! تعجب من وزن هالة الذى يتناسب تناسدياً عكسياً مع جمالها وذكائها.
عدنا إلى لندن يوم الاثنين، وكانت دعوة من الدكتور أحمد المقدم وزوجته البريطانية مسز مارى وفى صحبة ملحقنا الثقافى دكتورة ريم، هذا الرجل أحب مصر للمنتهى، أغلق المتحف البريطانى كل المكتبات إلا المكتبة المصرية التى تعهدها بالصرف والإنفاق حتى الآن، وعدنى بترجمة كتبى للإنجليزية ووعدته بزيارات عديدة فى المستقبل القريب، هذا الرجل أسطورة مصرية مشرقة ومشرفة.
وفى صباح الثلاثاء، بدأت رحلة العودة، صاحبتنا الأستاذة مها صدقى الملحق الإدارى، سهلت علينا الكثير من الإجراءات، شكراً جزيلاً لسفارة بلدى، وملحقها الثقافى دكتورة ريم بهجت وكل من قابلتهم، إنهم نجوم مضيئة حقاً.
نقلا عن المصري اليوم