الأقباط متحدون - محمد صلاح.. لا تلتفت إلى السلفيين
  • ٠٩:٤٧
  • السبت , ١٧ مارس ٢٠١٨
English version

محمد صلاح.. لا تلتفت إلى السلفيين

مقالات مختارة | بقلم عادل نعمان

١٨: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٧ مارس ٢٠١٨

محمد صلاح
محمد صلاح

السلفيون والإخوان أولاد عمومة، من طينة واحدة، لا يختلفان علينا، يتربصون بكل جميل فى حياتنا، يدفعونه دفعاً إلى طريق يستقبحه ويستهجنه الناس، فهم يتربصون بكل ناجح وفالح، يكيلون له الاتهامات، ويلهونه عن عمله، ويشغلونه عن واجبه، ويشتتون أفكاره، ويجرّحون نواياه، ويقبّحون سلوكه، ويُنقصون نجاحاته، وينقضون إنجازاته، ويشنّعون ويحقّرون من أفعال الخير لبلده وأهله ووطنه، ويشوّهون تاريخه، ويعيبون آراءه، ويشككون فى أهدافه، ويمسخون جميل صناعته وبضاعته، حتى يُنهَك وينعزل، ويشعر بثقل ما يحمله عن الناس، فيتخلى عن واجباته وينصرف عنهم، ويتحول عن ناسه وأهله إلى غيرهم، فما داموا أقصوه فلماذا القرب منهم، وما داموا قد خاصموه فلماذا يصالحهم، وما داموا قد استبعدوه فلماذا يستقربهم؟! وتكون قد جنت على نفسها براقش، و«براقش» هذه لم تتحرك من مكانها ولم تصدر صوتاً، بل ما جناه أهل براقش من سوء نوايا الإخوان، وما جنته براقش المظلومة من فساد نية السلفيين، وهذا هو المراد يا سيد صلاح، المراد هو إبعادك عن محبيك، واستبعادك عنهم، والحيلولة بين خيرك وأهلك والمحتاجين، فلا تستمع لهم، ولا تخُض فيما يخوضون فيه ويلعبون، حتى يخوضوا فى شىء غيره، وينصرفوا عنك إلى غيرك، فأنت صرخة عالية مدوية يسمعها الجميع فى عالم الكرة، أنت رمز للنجاح والمثابرة والإخلاص، أنت مثال القيم النبيلة الشريفة، أنت بار بأهلك وبلدك، أنت صورة طيبة نقية عفيفة فى عيون أطفالنا، أنت واحة هادئة فى عيون الكبار هنا وفى العالم، فلا تهتز ولا ترتجف ولا تتأثر ولا تهتم، فلما جاءتك منهم جاءتك من ناقص، وما ذمَّك إلا المذموم، وما أهانك إلا المهان.

نحن نحبك على شكلك هذا، لحيتك الكثيفة وشعرك المنكوش الذى لم يعرف طريقه الحلاق من قبل كما زعموا، هذا فى عيوننا تاج وإكليل، إن وضعته رفعناه، وإن حلقته طوّلناه، أنت مرسوم كما أنت فى عقول أطفالنا، ومرسوم كما أنت بلحيتك الكثيفة وشعرك المنكوش على جدران بيوتنا ومدارسنا وصدور أولادنا، ولن نحبك إلا كما أنت، حتى لو صرت يوماً شبحاً مخيفاً.

أنت نموذج للمسلم المهذب الصالح المؤدب الودود طيب القلب على الجميع، القريب منهم والغريب، سَمْح محب للدنيا كلها وليس لجماعة أو عشيرة، وهنا تكمن مشكلتهم، أنك بأخلاقك وكرمك وحبك لبلدك قد تفوقت كثيراً على من أحب عشيرته فقط، وأغدق عليها من ماله الخاص، ولم نسمع له عن كرم أو جود لغيرها، فكنت مثال المسلم الحق، وسفيراً للإسلام والمسلمين، فإذا خرج جاهل من جهلائهم يرى أن عملك غير شرعى، وأن كرة القدم حرام، والتصفيق تشبُّه بالجاهلية، والشورت يساعد على ظهور العورة والرذيلة، قل له «قديمة»!! فقد أباحها الوهابيون أسيادك فى المملكة عرينها وأسيادها، بل وأجازوا الحفلات الموسيقية، وسمحوا بالاختلاط فى المدرجات بين الشباب والشابات، فإذا كانت المرأة الأمَة الجميلة عورتها كلاعب الكرة من السرة حتى الركبة فما الحرام فى هذا على الرجال؟ وإذا كان محمد صلاح على أدبه وصدقه ومحبته للجميع ليس سفيراً للإسلام، ونجح فى تحسين صورة الدين الذى أساء إليه المشايخ وأصحابه، فمن هم السفراء، إلا إذا كانت «داعش» تمثل الإسلام، وتدعو إليه، وهى سفيرة عن تاريخنا كله من العهد الأموى والعباسى والعثمانى حتى تاريخنا العامر على أيديكم؟!

يا هذا الشيخ السلفى، المدعو أحمد هلال، إذا كان احتراف كرة القدم والتكسب منها محل نظر وخلاف بين أهل العلم، فهى ليست فى حكم الرماية وركوب الخيل كما تزعم، بل وأقل شأناً وقيمة فلا يستعان بها فى الجهاد، أما الرماية وركوب الخيل فهما عظيما الشأن للاستعانة بهما فى الجهاد، واحتلال بلاد الغير ونهب أموالهم وسبى نسائهم، حتى كان رزق الغزو أشرف الأرزاق كما قالها أسلافنا، فكيف يا شيخ تقارن بين هذا وذاك، وتتشرف بالسلب والنهب وتتبرأ من الرياضة والمنافسة، ألا يُخجلك هذا، ولا ترى أن هذا الاغتصاب وهذا السطو مخالف الآن للقانون وحقوق الإنسان؟ (كيف ترى أيها الشيخ أن المنافسة فى كرة القدم تشتمل على مخالفات جاهلية، وعصبية تفرق بين الشعوب والقوميات، ولا ترى فى الجهاد هذا جاهلية تتمثل فى الاعتداء على حقوق الغير وسلب حقه، وعصبية يتعالى فيها الغزاة والمجاهدون على خلق الله؟)..كيف ترى حرمة التكسب من احتراف كرة القدم، ولا تراه فى بيع السبايا والأسرى؟ والله لقد خجلنا وأسفنا منكم وعليكم.

ارفعوا أيديكم عن محمد صلاح، فهو رمز صادق وأمين نحبه ونحترمه، ونراه جميعاً ابناً باراً بأهله ووطنه، كريماً وعطوفاً على الجميع. وأنت يا صلاح، لا تلتفت لهؤلاء وركّز جهدك فى عملك، وفى تدريبك، فنحن فى حاجة إليك فى الأولمبياد المقبلة، تسعدنا وتملأ قلوبنا بهجة، وتكيدهم ولا تحقق مرادهم فى إبعادك عن المنافسة، وهو الهدف الذى يسعون إليه، خاب مسعاهم، وفلح ونجح مسعاك.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع