نص كلمة البابا في تذكار نياحة البابا شنودة: ربنا بيبعت لكل واحد رسالة
أماني موسى
السبت ١٧ مارس ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
ترأس البابا تواضروس الثاني، قداس الذكرى السنوية لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، والراهب القس فلتاؤوس، بكاتدرائية السيدة العذراء بدير السريان العامر بوادي النطرون، وجاءت نص كلمته كالتالي:
"ذكرى الصديق تدوم إلى الأبد في هذا الصباح المبارك أيها الأحباء نتذكر رحيل مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الذي عاش وخدم هذه الكنيسة، الكنيسة القبطية الارثوذكسية على مدار عشرات الأعوام خادم وراهب وأسقف.
مارس شهر تذكارات أحباء عاشوا وخدموا بكل أمانة
خدم زماناً طويلاً وترك أثارًا عريضة ونحتفل بذكراه هذا الصباح مع تذكارات أبرار أحباء عاشوا وخدموا أيضا بكل أمانه واختارهم الله في هذا الشهر شهر مارس واحتفلنا منذ أيام بتذكار البابا كيرلس السادس وأيضا نحتفل مع نياحة مثلث الرحمات البابا شنودة نحتفل بتذكار نياحة أبونا فلتاؤس السرياني الذى عاش في هذا الدير الذى نمى فيه وترهب فيه ونحتفل أيضا بتذكار نياحة أبونا ميخائيل إبراهيم من القاهرة والتي خدم أيضا خدمة كهنوت مباركة وله ذكر حسن وأيضاُ نحتفل بتذكار نياحة أبونا بيشوى كامل من الإسكندرية والذى خد أبضا خدمة أمينة عبر سنوات كثير من كل مصر وخارج مصر.
البابا شنودة أتم خدمته بسلام بدأها من دير الأنبا بيشوي واستقر بجواره بعد النياح
نحن في الحقيقة عندما يمنحنا الله هذه التذكارات المباركة وهؤلاء الذين يشفعون فينا ومن أجلنا نحتفل بتذكار البابا شنودة في الدير الذي ترهب فيه دير السريان ، وهو الدير الذى ترهب فيه وبدأ حياته الأسقفية من هنا ثم البطريركية وفى زمن كبير من خدمته وبعد ان اتم خدمته بسلام أرتاح في دير الانبا بيشوى هناك وصار مزاره والديران متلازمان ومتحابان معاً .
تذكارات الابرار تشبع نفسنا وهى بمثابة أنوار لحياتنا الروحية عندما نتذكر ابرار عشنا معهم ورأينهم ثم سبقونا الى المجد فتتعزى نفوسنا كثيرا ونعرف اننا ماشيين الى الطريق بهذه السير النقية والعطرة .
حياة البابا شنودة كانت غنية وممتلئة بالثمار
والحديث عن البابا شنودة له جوانب كثيرة فهو كان شخصية جامعة
وشخصية لها حضور قاد الكنيسة بطريركاً أكثر من أربعين سنه وقبلها أكثر من عشر سنوات أسقفاُ للتعليم هو وقداسة البابا كيرلس السادس .
كان راهبًا وصار متوحدًا وقبلها كان دارسًا ومدرسًا في الكلية الاكليريكية أنها حياة غنية وممتلئة بالثمار ولكن أريد أن أقف عند نقطة واحدة وهى علاقة البابا شنودة بالكتاب المقدس بلا شك كان بارعًا للكتاب المقدس وكان محب ودارس في الكتاب المقدس وكثيرًا ما رأيناه في الصور أمامه الكتاب المقدس مفتوحًا يقرأ فيه أو يدرس أو يبحث عن شيء.
واهتم بالكتاب المقدس أعظم اهتمام فالكتاب هو حياتنا، كما يقول بعض القديسين أن الكتاب المقدس هو فم المسيح وجهلنا بالكتاب المقدس هو أساس كل خطية وكل شر ولأن هذا الموضوع موضوع متسع وكبير عن علاقة البابا شنودة عبر سنوات من خلال الكتاب المقدس
1- كان كتابيًا وأنجيليًا في الحوارث الروحية
2- كان كتابيًا وأنجيليًا في الرهبنة والحياة الديرية
3- كان كتابيًا وأنجيليًا في الحياة اللاهوتية
أولاً: كان كتابيًا وأنجيليًا في الحوارت التعليمية
الكتاب هو القاعدة الرئيسية التي نعيش بها والكتاب وضع وكتبه أناس الله قديسون لكل الناس ومكتوب للمتعلم والغير متعلم للى بينطق بتلك اللغة ولغات أخرى للى بينطق بتلك اللغة ولغات أخرى كتب لكل الناس وهو رسالة الخلاص وهو أساساً كتب ليعرفنا ان ليس بغيرة احد لخلاص الانسان والكتاب المقدس زي ما بيقولنا معلمنا بولس الرسول فقط "عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح " في رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل فيلبى عيشوا فقط كما يحق للوصية الانجيلية.
ولذلك يا أخواتي قد نقرأ كتب كثيرة نبحث في تفسير ات ولكن الاساس الذى يقوم عليه كل هذا وهو محروس بروح الله القدوس عبر الأزمنة الكتاب المقدس كفيل أن يفسر نفسه بنفسه به موضوعات كثيرة.
البابا شنودة كان فلاحًا في الكتاب المقدس
وعندما أقول عن روح البابا شنودة انه كان فلاحًا في الكتاب المقدس اعنى انه كان يحرص ويبحث ويزرع ويتعلم ويقطف ثمار من كلمة الله المقدسة وكانت العظات الروحية التي القاها في عظات عديدة " كعبارة الكلام الذى اكلمك به هو روح وحياة والكتاب في حياة الانسان كعبارة" وليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله وان كنا نغذى الجسد بالخبز فنحن نغذى الروح بالكتاب المقدس وهذا ليس مقصورًا إلى الدارسين لكنه لكل الناس.
أستطاع البابا شنودة أن يقدم كلمة الله صافية ولكل أحد أنه كان كتابيًا وإنجيليًا للعظات التعليمية التي صارت فيما بعد كتب.
كما أنه علم الكثير في جميع المناسبات وكان الكتاب هو الفيصل والأساس وعندما نتذكر رحيله في هذه الأيام فنتذكر أيضًا تعليمه وإبحاره في كلمة الله المقدسة، وهذه هي الأمانة أن نعيش في الكلمة المقدسة وفى إنجيل النهاردة يحذرنا من حياة الرياء والفريسيين لم يكن لهم جوهر، ولذلك يا أحبائي أحرصوا أن تكون كلمة الله معكم وبداخلكم وعلى أفواهكم فالكلمة المقدسة هي الأساس.
أيها الحبيب انتبه لو كانت كلمة الله مهملة في حياتك كلمة ربنا عايزة نعيش فيها ونقرأها وندرسها ونتأمل فيها باستمرار وندخل الى الأعماق في كل أسفار الكتاب المقدس كما علمنا البابا شنودة الثالث.
ثانيًا: كان كتابيًا وإنجيليًا في الرهبنة والحياة الديرية.
الرهبنة في أصلها وفى جذورها هي نابعه من الكتاب المقدس فعندما نقرأ في سيرة إيليا النبي او سيرة يوحنا المعمدان وسيرة أمنا العذراء نرى ملامح لهذه الحياة الروحية والانبا انطونيوس انطلق من الانجيل وبدء هذه الحياة الديرية وبعده التحق به عشرات ومئات والوف للحياة الرهبانية.
البابا شنودة دخل الى الدير سنة 1954 أكثر من سبعون سنه الحياة كانت غير ممهدة ودخل الدير ودخل مع أحرون وكان التقليد الرهباني محفوظاً في هذا الدير ومع مرور السنين التحق به اباء احباء يريدون الحياة الإنجيلية وهذه الكتب قائمة على الكتاب المقدس والحياة الرهبانية تقوم كل يوم على ان كل راهب له وقت للصلاة وقت للعمل ووقت للقراءة من الكتاب المقدس والكتب الابائية والكتاب المقدس هو الرسالة التي ينطق بها الله لكل واحد فينا.
ربنا بيبعت لكل واحد رسالة
ربنا بيبعت لكل واحد رسالة في قراءته وكان البابا شنودة يهتم جدًا بالرهبنة بل انه باعث تجديدات في الحياة الرهبانية وفى زمنه تجددت عدة أديرة من الناحية الرهبانية والمعمارية والتحق اباء احباء بأديرتنا القبطية وعاشوا فيها ورفعوا الصلوات وصارت أديرتنا عامرة روحياً بواسطة الإباء اللي عايشين فيها وتكلم كثيراً عن السلوكيات الانجيلية المستقاه من الانجيل، الرهبنة دي عاش الانبا انطونيوس فيها جوه الانجيل وبدء طريق الرهبنة وبدأت الأديرة في الانتشار وكان محباً للرهبنة كثيراً وكان دائماً يتواجد في الدير وكتب كلمات كثيرة عن الحياة الرهبانية نافعه لنا وللأجيال القادمة كان كتابيا وانجيليا في الحياة الرهبانية والديرية .
ثالثًا: كان كتابيًا وإنجيليًا في الحياة اللاهوتية.
البابا شنودة كان كتابياً وأنجيلياً في الحوارث اللاهوتية وهى العملية التي نتواصل بها مع كل كنائس العالم فجميع الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية مع وجود البابا شنودة بدأت تنطلق الحوارث مع جميع الكنائس الارثوذكسية البيزنطية وصارت لنا حوارث مع اخواتنا في العائلة الارثوذكسية القديمة الاورينتال ولقاءات مستمرة وحوارث ونحن على نفس الايمان ثم امتدت الحوارث الى الكنيسة الكاثوليكية وكانت زيارته الأولى 1973م وهذه الزيارة كانت اول مقابلة بين كرسي الإسكندرية وكرسي روما وبدأت عبر هذه السنوات الطويلة سلسلة من الحوارات المتعددة والمتشعبة وصارت هذه المشاركة مشاركة للمحبة والتفاهم والوحدة التي لم نصل اليها بعد ولكن ان نصل الى المحبة فنستطيع أن نصل إليها، ثم امتدت الحوات الى الكنائس البروتستانتية في العالم وزار كثيرا من هذه الكنائس وكانت هذه الحوارات توضع لها أجندة ونشترك فيها رسمياً والحوارات تحتاج الى عشرات السنين لكى ما نصل الى سهم واحد مشترك وأيضًا الحوارت مع الكنيسة الإنجليكانية وحوارت مستمرة بهدف التواصل والحوار ينطلق من الكتاب المقدس وهو القاعدة الرئيسية للحوارث اللاهوتية ، حت انه البابا شنودة صاحب التعبير خطورة الآية الواحدة ولكن غير مسنودة بآيات أخرى وعندما ندخل الى عمق الآيات في الكتاب المقدس الذى هو رسالة لكل أحد بما فينا الذين يدرسون اللاهوت والعقيدة وكتابات الإباء كما فهموها كان البابا شنودة يهتم بهذه الحوارات جدا وكانت شكل من أشكال الجسور والتواصل مع كل كنائس العالم.
وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية لأنها كنيسة عتيقة وقوية ومستقيمة في ايمانها ولها ثقل في كل الحوارات ونفتخر بالقديس اثناسيوس الرسولي والقديس كيرلس عمود الدين كنيسة أقباط من كنيستنا وأرضنا.
ونحن ككنيسة قوية ولها تاريخ يعود الى القديس مارمرقس الذى أسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ولذلك ندخل هذه الحوارت اللاهوتية ندخلها ونحن نحمل خبرة طويلة في المعرفة وهى تقوم على معرفة كلمة الله كما علمنا البابا شنودة وكلمة الله حية وفاعلة خارقة الى مفرق النفس والمخاخ ومميزة الى أفكار القلب ونياته الكتب المقدس.
ومع تذكار هذا اليوم يا أحبائي ونحن في ضيافة دير السريان وفى ضيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس والاباء الأحباء رهبان هذا الدير العامر وبحضور الأحباء والأساقفة معنا والاباء الكهنة والأراخنة وكل الشعب والدارسين في معهد الرعاية ولكن حضورنا في هذا اليوم ليس على سبيل التذكار التاريخي ولكن على سبيل اننا نذكر مرشدينا الذين علمونا كلمة الحق ونتذكرهم ونتعلم منهم ونمضى على اثارهم هذه التذكارات يا اخواتى ليست تذكارات في التاريخ وليست تذكارات زمنية فقط.
كما نؤمن في كنيستنا ان هناك تواصل بين السماء والأرض، فاليوم يفرح البابا شنودة بوفاء أبنائه هذا الوفاء الذى نقدمه لمن خدم ومن تعب كل هذه السنوات الطويلة والأكثر من ذلك اننا نمضى ونتعلم ونعيش ونستلم الأمانة ونسلمها بأمانه الكتاب المقدس هو الأساس والأصل لذلك رسالة هذا اليوم ان يكون كتابك المقدس مفتوح أمامك دائمًا تتعلم منه وتقرأ فيه وتنتظر رسالة الله لك هكذا كان البابا شنودة دارسا وشارح للكتاب وعاش الانجيل طولاً وعرضًا ودى صفة رائعة لرجل الله والانجيل ليس للسماع فقط الانجيل للحياة والوصية لكى ما تكون قوية ومطبقة وانجيل هذا الصباح انجيل الويلات مرعب وعندما نجد السيد المسيح بهذه اللهجة القاسية يخاطب كل أحد وعنما يقول ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون لا تستثنى أحد قد تكون واحد من هؤلاء ونحن في فترة الصوة أي فترة التوبة فانتبه لنفسك ولخدمتك وحضورك وعلاقاتك فهذا الاصحاح بلهجة شديدة وصورة مصغرة ليوم الدينونة لذلك يااخواتى ارجعوا الى هذا الفصل متى 23 وابحث في نفسك وانتبه والكتب المقدس من أحد اهدافة ان يوقظ الانسان من غفلته.
انتبه أيها الحبيب وتذكارنا النهاردة واجتماعنا ان احنا نتذكر مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث ونتذكر رحمته الشديدة وتعلقه الشديد بالكتاب المقدس وكيف كان يحفظه ويتعلم به فلنكن مثله ونعيش في هذا التدبير الروحي في كنيستنا وفى أديرتنا يعطينا مسيحنا القدوس كل بركة روحية ونرفع طلباتنا الى السماء لكى ما يشفع فينا كل ابائنا الأحباء الذين نحتفل بهم وليكمل المسيح أيام غربتنا بسلام لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد أمين.