الأقباط متحدون - نريد متحفاً للعلوم!
  • ٠٧:٥٠
  • الثلاثاء , ٢٠ مارس ٢٠١٨
English version

نريد متحفاً للعلوم!

مقالات مختارة | بقلم : زاهي حواس

٢٠: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨

زاهي حواس
زاهي حواس

 هناك اهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى بالشباب، ويؤكد دائما فى حواراته مع الشباب والمؤتمرات التى عقدت لمناقشة أفكارهم وطموحاتهم على أنهم الاستثمار الحقيقى فى مصر. وأعتقد أن هذا الاهتمام يجب أن يبدأ بالفئات العمرية الشابة من البداية، ويترجم عن طريق إقامة متاحف للعلوم، أحدها فى العاصمة الإدارية الجديدة، والآخر فى دار الأوبرا.

والموقع الذى أقترحه هو المكان الذى مازال يحمل يافطة «متحف الحضارة»، بعد أن نقل وتم بناؤه بعين الصيرة، والذى سوف يصبح واحدا من أعظم متاحف الحضارة فى العالم، حيث يظهر تاريخ وحضارة مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن، وقد انتهينا من بناء هذا المتحف تماماً فى عام 2010م، وهذا الموقع يعتبر فريداً نظراً لوقوعه فى قلب القاهرة، ومساحته حوالى عشرة آلاف متر مربع.. ولم يتبق سوى اليسير من الأعمال لكى يتم افتتاحه واستقبال زواره.

ونعود إلى متحف العلوم فنجد أن متاحف العلوم فى العالم كله تُنمى مواهب الأطفال والشباب وتُعطى لهم معلومات هامة جداً عن أهمية العلوم ومعرفة علوم العالم كله، بالإضافة إلى إظهار ما قدمه المصريون القدماء للعالم من علم ومعرفة. ومما لا شك فيه أن معرفة ما يحدث فى العالم من تقدم علمى وتكنولوجى سوف يدفع شبابنا إلى طلب العلم والمعرفة، بل سوف يتحدون معاً من أجل التميز العلمى، وإذا استطعنا أن نعرض معلومات عن عالم الحيوانات والطيور سوف تجعلنا نهتم بالحيوانات ونحافظ عليها.. إن هناك تفكيرا حاليا بتحويل هذا المكان بالأوبرا إلى متحف للملك فاروق، وأنا لا أعتقد أن هذا المكان يصلح لهذا الغرض، بل يمكن تحويل إحدى القاعات الموجودة بمتاحف عابدين لكى تصبح متحفا لأسرة محمد على، وليس الملك فاروق فقط.. وأعتقد أيضاً أن هناك متحفا للعلوم فى مكان ما بالقاهرة لا يزوره أحد ولا نعرف عنه أى معلومات!!.
 
أرجو أن تزوروا متحف الطفل الموجود فى مصر الجديدة، والذى يأتى له الأطفال لكى يتعلموا فيه عن الحضارة والأهرامات، بل قد نظمنا فيه معلومات عن الحفائر لكى يتعلم الأطفال عن الكشف، ويرجع الفضل فى إنشاء هذا المتحف إلى السيدة سوزان مبارك، وقد سعدت جداً عندما عرفت أن المنطقة الواقعة عند مدخل المتحف سوف تحول إلى مركز للعلوم، وخاصة أن المتحف نفسه قد خُصص للأطفال حتى سن الثانية عشرة، ولكن مركز العلوم سوف يشع بالعلم والمعرفة للشباب الذين يجب أن يكونوا على علم بما يحدث فى العالم من تقدم تكنولوچى مذهل.
 
إن تعليم الشباب فى كل مكان بالعالم لا يأتى من خلال المدرسة والجامعة فقط، بل يأتى من خلال المتاحف التى تتحول إلى مؤسسات تعليمية، وقد كنت أتمنى أن نخصص حيا كاملا للمتاحف فى العاصمة الجديدة، وقد علمت أنه سيبنى فيها متحف واحد عن المرأة وفى المستقبل ربما تستكمل باقى المتاحف.. أعتقد أن بناء متحف للعلوم بقلب القاهرة سوف يجعل أطفالنا وشبابنا يتصلون بالعالم، وسوف يجعلهم يتحدون بالعلم من أجل بناء مصر الحديثة.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع