الأقباط متحدون | بَيْنَ المَجْلِس العَسْكَري والمَجَالِس العُرْفيّة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٢٦ | الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١١ | ١٦ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بَيْنَ المَجْلِس العَسْكَري والمَجَالِس العُرْفيّة

الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١١ - ٥١: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أثناسيوس فهمي جورج

منذ بداية الثورة المصرية انحاز الجيش لصالح الشعب٬ ولم يوجه سلاحه ضده... تجاوز مساحة الحياد إلى حماية الشعب كله في مطالبه المشروعة... حسم موقفه ولم يقمع الشعب٬ ولولاه ما تحقق سقوط النظام السابق٬ انضم الجيش للشعب في حالة تماهي وهو لم يخرج قط من حضن الشعب وسيستمر. فأمسك بزمام البلد٬ ويكفيه فخرًا أن مؤسسته العسكرية كانت المعضلة الكؤود أمام التوريث والفساد٬ وهي العائق الأقوى الآن أمام استمرار ضياع مصر.

هذا الجيش الوطني ذاته هو الذي نتطلع إليه ليخرج بمصر إلى بر الأمان... مصر المدنية والحضارية٬ وليس مصرالدكتاتورية أو الدينية... وسيحفظها ضد أي خطف مستقبلي... ونحن نتطلع دائمًا أن يكون الجيش كما عهدناه حاميًا للشعب كله دون تمييز٬ مثلما كان حائط صد ضد انجراف البلاد إلى هوة الخراب والظلامية والرجعية والاقتتال٬ نتطلع إليه أن يحرس مصر في السِلم كما حرسها في الحرب... يحرسها من خفافيش الظلام الذين خرجوا من جحورهم لحرق التعايش بنيران الغباء الأعمى من أجل السطو على السلطة بعد كل هذه القرون والتاريخ الواحد.

آمالنا معقودة على مؤسسة الجيش العسكرية لأنها القادرة على وضع الملف القبطي بوعي وتحضُّر في مربع المواطنة٬ بعد أن كان ملف إلهاء وعبث ومطامع. وهي أيضًا المؤسسة القادرة الآن على فتح هذه الجراح الغائرة في جسم الوطن٬ بعد أزمنة من الصمت والتجاهل والتلاعب٬ ولتكن أحداث الأسكندرية والعمرانية وأطفيح وأبو قرقاص وإمبابة وعين شمس كافية لأن تجعل الأولوية لهذا الملف.

ففي الآونة الأخيرة أشاع أحد المشائخ كذبًا بأن (الجيش معه) وكأن الجيش راضيًا على الاعتداءات والتعديات وإقامة الحدود وهدم وحرق الكنائس ورفض تعيين المحافظ القبطي٬ وغيرها من الأحداث التي يندي لها الجبين... لكننا ندرك أن الواقع هو الذي يُظهر الحقيقة وسط ضبابية وفوضى هذه المرحلة٬ وأن الجيش بمنأى عن هذه الأحداث المؤسفة٬ وهو الذي سيقود الشعب كوسيلة إيضاح نفتخر بها في إحقاق العدل والمواطنة ورفض الظلم والتعتيم.

وليكن إعادة بناء كنيسة أطفيح بيد القوات المسلحة عملية رمزية شاهدة على بناء عهد جديد٬ عهد بناء لا هدم... عهد إطفاء حرائق ومساواة لا عهد تعصُّب وتحزُّب وجهل... عهد لا يستقوي فيه أحد على الجيش والسلطة... عهد لا يُداس فيه القانون بعد أن أضحى مجرد حبر على ورق... عهد تحضُّر وكرامة لا عهد ازدراء وافتراء.

وفيما نرسل باقة ورد إلى الجيش المصري وإلى المجلس العسكري الذي يحمل على أكتافه مسئولية إدارة وحكم مصر العريقة في ظرف راهن بالغ الصعوبة٬ نرسل له صرخة عتاب كي يوقف استئساد المتعصبين٬ لأن الأحدث الواقعة لا تبعث على الاطمئنان. فالمسيحيون في مصر ليسوا اختراعًا جديدًا٬ وكنائسهم ليست موضة جديدة مستحدثة حتى تتم عبر وضعية جلسات عرفية تُنذر بانسحاب الدولة وبفقدان هيبتها في تنفيذ قراراتها التي اتخذتها بالفعل... وشريعتنا المسيحية تأمرنا بالخضوع لترتيب القانون الوضعي الذي يحكم المعاملات بين الناس في إطار شرعية قانونية وقضائية عادلة.

فكرامة المجلس العسكري ومكانته لا تستقيم مع ترك الأحكام للجلسات العرفية التي يسودها التربص والشرر وإرهاب الشوارع٬ وهي لاتتمشى مع ترك سيف القانون بيد العامة والدهماء٬ وكأننا في عصر ما قبل الدولة٬ بينما لا منقذ من كل هذه الفوضى والتعديات إلا درع القانون وسلطته٬ فبه فقط سنعيش وسنتقدم٬ ولن تتحقق أمجادنا إلا بمشيئة الله وبأيادينا جميعًا معًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :