الأقباط متحدون - دولارات سلمان
  • ٠١:٤١
  • الخميس , ٢٢ مارس ٢٠١٨
English version

دولارات سلمان

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٥: ٠٥ م +02:00 EET

الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٨

 ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان

 د. مينا ملاك عازر  
يخطئ من يظن أن الأموال فيها الأمان أو أنها يمكنها تشتري الأمان، فقط هي تشتري لك الأمن بالسلاح لكن أمانك لا يمكنك أن تنعم به بمالك فالمال يجعلك مطمع للجميع، ويجعل منك بقرة يحلبها الراغبين والطامعين والحالمين والذين لهم مآرب بك وبمالك.

يظن ولي العهد السعودي، أن بماله يستطيع أن يشتري أمان بلاده، بيد أن هذا غير صحيح مطلقاً، إذ أنك وبوضوح وأنت تشتري الأمن الذي هو سبيلك للأمان، تكتشف أن ليس لديك سلاح الذي يكفل لك الأمن، وأنك في مهب الريح أمام أعداءك، والكارثة أنك حين تبحث عن من يحميك من أعداءك تجد عدو لك يتطوع ليحميك وذلك بمقابل مالك، فتجذل العطايا وتكثر العطاء ولا يتغير شيء إلا أنك تبقى البقرة الحلوب التي يحلبها الطامع بك، وهذا ما يفعله ترامب الذي لم يكتفي بنصف تريليون دولار هبشهم مما يقرب من عام إلا أنه قبل أن تتم السنة على الصفقة الكبرى في عالم السلاح تجده يبيعك أسلحة جديدة بمئتي مليار دولار، ناهيك عما ابتزتك به المملكة المتحدة حين زرتها ببيعها لك صفقة طيران بخمسين مليار دولار، كل هذا الكم الهائل من المال الذي تضخه السعودية في سوق السلاح لا يؤدي لأمانها مطلقاً بل لتعاظم ثروات البائعين ونمو إنتاجهم الحربي وتضخم حساباتهم، وتزايد خسائرك وديونك وعجزك وحاجتك لأن تحجز المزيد من الأمراء في فندق الريدز لتبتزهم مرة أخرى، فيبيعونك المزيد من أملاكهم لتسد بها عجز موازنتك، وهكذا تبقى أنت أسير لأطماعك وخوفك من أعداء تصنعهم أنت، وابتزاز أصدقاء تظنهم هكذا وإنما هم فقط طامعين في ثراءك، وهو ما عبر عنه ترامب بوضوح قائلاً أن السعودية ثرية وعلينا أن نأخذ جزء من ثروتها!!! وهو ما يذكرني بتصريحه الأشهر قبل الانتخابات بأن السعودية كالبقرة التي يجب حلبها وأنها عليها أن تدفع ثمن تأمينها، وبرغم هذا لن نحارب حروبها، وهذه الجملة الأخيرة ليست جملة مصرحة قبل الانتخابات بل مصرح بها من الأراضي السعودية واضحة، ومبدأ الأمريكان لن يحاربوا حروب السعودية وإن كانوا يطمحون في تدمير إيران فهم يرنون في البداية لتدمير السعودية وذلك لأنهم يعرفون قدر الإيرانيين، والإيرانيون أنفسهم يحترمون أنفسهم ويقدرونها.
 
وما يقطع بأن الأمن يمكن شراءه بالمال ولكن الأمان لا يمكن شراءه، هذه الورطة التي اكتشفها بن سلمان حين تواجه بالإعلاميين الجادين في الغرب بأن ثمة احتمالية بأن إيران العدو المصطنع والذي قبله بن سلمان بأن يكون عدو على وشك تصنيع قنبلة نووية، وهذا سلاح خارق حارق مدمر، وهنا أسقط في يدي بن سلمان واكتشف أنه متأخر جداً عن السباق النووي والعلمي والفكري بينه وبين إيران، وقال أنه إذ حدث هذا ستطور السعودية قنبلة نووية!!.
 
وإلى هنا نتوقف لنلتقي مقال قادم بإذن الله مع النووي السعودي.
 
المختصر المفيد بكلامك تبرر، وبكلامك تدان، وبأموالك لن تكون في أمان.