الأقباط متحدون - كوبر وكرة القدم القبيحة!
  • ١٥:٠٤
  • السبت , ٢٤ مارس ٢٠١٨
English version

كوبر وكرة القدم القبيحة!

رياضة | الفجر

٤١: ٠٦ م +02:00 EET

السبت ٢٤ مارس ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

بدا المنتخب الوطني الأول، في طريقه لتحقيق انتصار تاريخي على بطل أوروبا منتخب البرتغال بقيادة النجم كريستيانو رونالدو، ولكن أفضل لاعب في العالم سجّل هدفين في الوقت بدل الضائع ليحرم المنتخب المصري من الفوز الكبير.

 

 فبعد شوط أول سلبي على ملعب ليتزيجروند في زيوريخ، تقدّم المنتخب المصري عن طريق نجمه محمد صلاح الذي سجّل هدفاً رائعاً من تسديدة من على مشارف منطقة الجزاء.

 وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ارتقى رونالدو لكرة عرضية تابعها برأسه في مرمى الحارس محمد الشناوي الذي تلقّى هدفاً آخر بعد دقيقتين فقط بعد ركلة حرة تابعها رونالدو برأسه أيضاً في المرمى لينتهي اللقاء بفوز متأخر للمنتخب البرتغالي بنتيجة 2-1.

  كشفت المباراة عن الكثير من الأسرار والأشياء القبيحة التي مازالت تبُت بكثرة في المنتخب المصري، ولعل أبرزها سوء التمركز على الصعيد الدفاعي، واللعب بتكتيك مُمل كعادة هيكتور كوبر، بالإضافة إلى فقدان الكرة بشكل سريع تحت الضغط، كذلك فشل اللاعبين في التمركز التموضعي طوال المباراة.

- سوء التمركز الدفاعي

شهدت المباراة كوارث في التمركز، وخاصة من قلبي الدفاع (أحمد حجازي – علي جبر)، ففي لقطة الهدف الأول والذي سجله كريستيانو رونالدو، وضح ذلك بشكل كبير، فالصورة بالأسفل توضح ذلك، حيث يقف رونالدو وحيدًا داخل منطقة الجزاء دون أي رقابة من مدافعي الفراعنة، فالقصة بدأت من الناحية اليسري، عندما استلم كواريزما الكرة بكل أراحية وبدون أي ضغط أمام أعين الثنائي (شيكابالا – أحمد فتحي) ليمررها إلى رونالدو الذي يسجلها بقوة في شباك محمد الشناوي، وسط رقابة فاشلة من علي جبر وأحمد حجازي.

 


- موت الضغط وفشل الرقابة

فشل لاعبي المنتخب المصري في الضغط على لاعبي البرتغال في أغلب فترات المباراة، على عكس البرتغاليين الذين كانوا يضغطون وبقوة طوال المباراة وكانوا يستعدون الكرة بأسرع وقت ممكن.


يمارس الضغط في الحالة الدفاعية الدفاعية عندما لا تكون مستحوذًا على الكرة، ويأتي ذلك بغرض منع الخصم من التقدم الى منطقتك مع الضغط على حامل الكرة، ويتم ذلك عن طريق غلق مسارات التمريرات القصيرة وعزل حامل الكرة، لكن ما حدث كان عكس مفهوم الضغط تمامًا، فلم نري ضغط مبكر على الخصم أو تضيق المساحات.


فالصورة بالأسفل توضح ذلك جليلًا، لا ضغط على رونالدو، وجود 7 لاعبين من مصر أمام 4 لاعبين من البرتغال في مساحة لا تقل عن (10 ريادة) وذلك دون أي ضغط.

 


غياب فلسفة اللعب التموضعي

يقول الكاتب الإسباني الشهير "مارتي بيرارناو" : " اللعب التموضعي لا يُعني فقط التمرير بشكل عرضي, لكن شيء اكثر صعوبة من هذا بكثير, هي تعني خلق التفوق خلف كل خط ضغط من الخصم, ويمكن أن تقوم بها بشكل أكثر سرعة أو أقل, أو بشكل عرضي أو طولي, أن تكون مباشر أو لا, لكن الشيء الذي يجب الحفاظ عليه هو تحقيق التفوق وبشكل أبسط وضع لاعب بين خطوط الخصم".


ولكن رأينا خلال سير اللقاء، فشل كوبر ولاعبي المنتخب في تطبيق سياسة اللعب التموضعي، حيث ظهرت المساحات الخالية في وسط ملعبنا أمام لاعبي البرتغال الخاليين من الرقابة أو من الدخول تحت فكي الكماشة "الضغط". ويتضح في الصورة وجود مساحات كبيرة خلف لاعبي الفراعنة.

 


- غياب بناء الهجمات من الخلف

افتقد المنتخب إلى بناء اللعب من الخلف، واعتمد على الكرات الأمامية لصلاح وتريزيجيه، وهذا ليس جديدًا على فلسفة وتكتيك هيكتور كوبر، فهو لا يعتمد بشكل كبير على بناء الهجمات من الخلف للأمام.


وإذا نظرنا إلى تطور فلسفات التكتيك في العالم، نري أن التمرير الطويل أصبحت من الماضي ولا يعتمد عليها الكثير من الفريق، حيث أن التمريرة الطويلة
تعطي دفاع الخصم وقت للتحضير والتمركز الصحيح، على عكس التمريرات السريعة والاختراقات من العمق والأجانب بواسطة التمريرات القصيرة.

ويتحدث بيرارناو أيضًا عن اللعب التموضعي قائلًا :" اللعب التموضعي هو نموذج للعب الذي يعتمد على البناء، هو أمر مقصود ومدروس، ويتم تنفيذه بشكل دقيق، مفسرًا هذا النوع من اللعب يعرفون الاحتمالات المتوقعة الحدوث أثناء المباراة، وما هي الأدوار التي يجب أن يتولوها في كل وقت، بالطبع هناك مفسرين جيدين وهناك أفضل وأسوء منهم، هناك أيضاً لاعبين لم يستطيعوا أبدًا التأقلم لهذا النموذج من اللعب، على الرغم من أنهم لاعبين رائعين وخدموا فرقهم بأشكال متعددة".


وفشل أيضًا لاعبي الفراعنة في تحريك الكرة ونقلها بكفاءة كبيرة، وذلك بسبب عدم التفوق في التموضع.

 


- عدم توفير المساندة لصلاح

يعتمد كوبر في تكتيكه بنسبة كبيرة على محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، لكن في هذه المباراة ظهر صلاح قليلًا بالرغم من تسجيله للهدف، وبالرغم من أن كوبر أعطاءه أراحية في التحرك، لكن في مباراة البرتغال لم يلقي صلاح الدعم الكافي من زملائه، فلم نري مساندة قوية من لاعبي الفراعنة للاستفادة الكاملة من قدارت صلاح الكبيرة.

في النهاية تُعد هذه مباراة ودية لتجريب بعض الخطط والتكتيكات واللاعبين، ولكن الأهم أن يتم الاستفادة من الأخطاء ودراستها جيدًا حتي لا يتم الوقوع فيها مجددًا، فأريغو ساكي أسطورة التدريب يقول :"يجب عليك أن تتعلم من أخطائك كي لا ترتكبُها مُجددًا، فسيكون من الحماقة أن تكررها مرة أخري".

الكلمات المتعلقة