في مثل هذا اليوم.. توفي الفنان المصري القدير احمد زكي
سامح جميل
الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٨
في مثل هذا اليوم 27 مارس 2005..
توفي في مثل هذا اليوم الفنان المصري القدير احمد زكي..
ولد الفنان أحمد زكي في مدينة الزقازيق 18 أغسطس عام 1949 وتوفي 27 مارس عام 2005 وهو ممثل مصري اسمه الكامل أحمد زكى عبد الرحمن ، حصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية حيث شجعه ناظر المدرسة الذي كان يحب المسرح وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة وقابلوه ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وبالفعل إلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 1973 بتقدير امتياز ، لقب بفتى الشاشة الأسمر وهو من ألمع النجوم التي ظهرت في تاريخ السينما المصرية ، وأثناء دراسته بالمعهد، عمل في مسرحية هالوا شلبى وكان الأول على دفعته عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيرياً مثل مدرسة المشاغبين ،أولادنا في لندن، العيال كبرت، وفى التليفزيون لمع في مسلسل الأيام وهو وهى، وأنا لا أكذب ولكنى أتجمل، ونهر الملح ،والرجل الذي فقد ذاكرته مرتين، عمل في العديد من الأفلام التي حصل منها على جوائز عديدة، تزوج من الممثلة الراحلة هالة فؤاد، وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم، يعتبر أبرز ممثلى الثمانينيات والتسعينيات.
وجد في المسرح متنفسه فالتحق بعالمه يوم كان يكمل دراسته الثانوية فصار في فترة وجيزة هاوياً للتمثيل والإخراج المسرحي على مستوى طلاب المدارس وهذا معناه بأن أحمد زكي قد إكتشف الفن في أعماقه مبكراً، فكان رئيس فريق التمثيل في مدرسته الابتدائية، ومدرسته الإعدادية، ثم مدرسة الزقازيق الثانوية وهكذا تحدد طريقه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية ، كان اول ظهور له في مسرحية مدرسة المشاغبين حيث اخذ دور التلميذ الغلبان الذي يعطف عليه ناظر المدرسة ، وقد كتب عنه النقاد بأنه كان الدمعة في جنة الضحك في هذه المسرحية ، إن أحمد زكي الزبون القديم لمقاعد الدرجة الثالثة في دور السينما والمسارح المصرية لفت الأنظار إاليه بشدة عندما قام بدور الطالب الفقير الجاد في مسرحية مدرسة المشاغبين الكوميدية الذي يتصدق عليه ناظر المدرسة بملابسه القديمة وبعدها إنتقل من المسرح إلى التليفزيون إلى السينما وكانت له جولات وصولات في الساحات الثلاث ولفت الأنظار إليه بكل دور يقوم به وترجمت هذه الأعمال المتفوقة إلى جوائز، ورغم وجود العملاقين ، قد ترك بصماته في نفوس أعضاء لجان التحكيم ، وجاء فيلم طائر على الطريق وجاءت معه الجائزة الأولي وهكذا وجد أحمد زكي لنفسه مكاناً في الصف الأول، أو بمعنى أصح حفر لنفسه بأظافره طريقاً إلى الصف الأول وقد كان عام 1982 هو الانطلاقة الحقيقية له.
تألق أحمد زكي في شخصيات من الطبقة الفقيرة البعيدة عن شخصية الأفندي التركي وفي كل مرة يقدم وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل وإحتفظ بميزة التعبير عن الإنسان ذي المرجع الشعبي ، والواقع أن أحمد زكي عرف كيف ينتقل من دور إلى آخر حتي لو لم تكن لها علاقة ببعضها البعض ، فهو الفلاح الساذج في فيلم البريء ومقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم أحلام هند وكاميليا وإبن الحي الذي قد يهوى إنما يحجم ويخجل في فيلم كابوريا كما هو ضابط الاستخبارات القاسي الذي يفهم حب الوطن على طريقته فقط في فيلم زوجة رجل مهم.
جسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم ناصر56 وجسد السادات في فيلم ايام السادات هذا هو أحمد زكي، الفنان الذي يعاني ويتعذب كثيراً من أجل توصيل الفكرة والرؤية التمثيليلة من خلال شخصياته التي يؤديها.. يهتم كثيراً بتفاصيل الوجه أثناء الأداء، لذلك فهو يكره التمثيل في الإذاعة. فكل شخصية يؤديها تستنطقه وتحفزه وتتحداه أن يظهر كل ما بداخله من أحاسيس.
ورفض احمد ذكي أن يقوم عنه دوبلير أو البديل بالأدوار ذات الطبيعة الخطرة ويقول أنه في فيلم عيون لا تنام حمل أنبوبة غاز مشتعلة، وألقى بنفسه من سيارة مسرعة في فيلم طائر على الطريق، وأكل علقة ساخنة حقيقية في فيلم العوامة 70 ، ونام في ثلاجة الموتى بعد أن أسلم نفسه للماكيير الذي كسا أو دهن وجهه بزرقة الموت والجروح الدامية كما إقتضى دوره في فيلم موعد على العشاء وقد بقى في الثلاجة إلى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف عليه بعد أن صدمه زوجها السابق بسيارته وقد أعيد تصوير المشهد الذي إستلزم إقفال الثلاجة على أحمد زكي، عدة مرات حتى لا تأتي اللقطة التي لا تستغرق أكثر من بضع ثوان من وقت الفيلم مقنعة للمتفرج ، وفي فيلم طائر على الطريق أصر على تعلم السباحة، عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بالبديل في مشهد السباحة، باعتباره لا يعرف السباحة.!!