صوتك للشهيد..
مقالات مختارة | حمدي رزق
الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٨
وإن تعدوا، قرابة 6000 لجنة انتخابية من إجمالى 13 ألفاً و706 لجان على مستوى الجمهورية تحمل أسماء شهداء، صوتك ليس للسيسى ولكن لمصر، صوتك للشهيد الذى ضحى بروحه ودمه من أجلك ومن أجل أولادك ومن أجل أغلى اسم فى الوجود.
صوتك وفاء لدين فى رقبتك، دين الشهيد، إنهم فى السماء ينظرون إليكم، ويشهدون خروجكم العظيم، وسيشهدون عليكم إن تقاعستم، هل فرطتم فى الدم الغالى، هل أديتم الأمانة، هل أوفيتم بالعهد والوعد؟
لا تكسروا بخاطر الشهداء، لون الحبر فى إيديك من لون الدم، هناك من ضحى بالدم وهناك من يلون إصبعه بالدم، رسالة وفاء للشهيد، صوتك للشهيد، صوتك شهادة على عظم الشهادة، صوتك فى غلاوة الدم الغالى، صوتك فى صندوق الشهيد، يزفه مجدداً إلى السماء.
فى رقابنا دين للشهداء، واليوم يوم الوفاء، وسداد الدين الذى طوقوا به أعناقنا، يوم الشهادة كان عيداً فى السماء، ويوم الوفاء يوم عيد فى الأرض، انظر إلى اسم الشهيد على اللجنة وصورته مبتسماً يستقبلكم فرحاً بكم، الشهداء يستقبلون الأوفياء، وأوفوا بالعهد، لقد أخذوا علينا ميثاقاً غليظاً، القعود يوم التصويت مثل القعود عند الزحف، لقد زحفوا يوم النصر، وإياكم من القعود يوم التصويت.
اخرجوا من قعور بيوتكم من أجلهم، من أجل دمائهم، وقربى لأولادهم وزوجاتهم وأمهاتهم، كان خروجكم فى اليوم الأول وفاء بعهد ووعد، وخروجكم اليوم وفاء بعهد ووعد، وخروجكم غداً للوفاء بالعهد والوعد، وعد وعهد أن نبرهم ونوفيهم حقهم من الخلود.
ما ضحوا بدمائهم من أجل دنيا يصيبونها، ولكنهم طلبوا الشهادة لوجه الوطن من بعد وجهه سبحانه وتعالى، التصويت فى أيام الشهادة كالشهادة ومن يستبطنها آثم قلبه، هل تطاوعكم قلوبكم أن تنكثوا بالوعد والعهد؟ وعد علينا حقاً أن نزفهم عرساناً إلى السماء بطوابير لا تحدها الأبصار تصويتاً، ردوا الأمانات إلى أهلها.
صوتك رصاصة فى قلب من استباحوا عرضنا وعرض أمهاتنا وبناتنا، ومن أهانوا شيبتنا، وسخروا وتمسخروا من أجدادنا، ومن لسنوا على شبابنا، وقالوا فيهم قولاً كريهاً بغيضاً، صوتك رصاصة فى حلق كل من تهكم على مصر وطن يعيش فينا، من نهش فى لحم الوطن، ومن أكل على الموائد وشرب فى خراب الوطن، صوتك فى قلب عاصرى الليمون وآكلى الزيتون، صوتك رصاصة حارقة تحرق قلوبهم، وتورثهم حسرة على حسرة، محصورين فى أقبية أنفسهم الكريهة، أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون.
صوتك يعزى أم الشهيد، دمه الطاهر لم يذهب هدراً، يسند ظهر أبو الشهيد.. دمه حرك الدماء الحارة فى العروق، يطبطب على كتف زوجة الشهيد التى كانت تتمناه من الدنيا، يمسح على رؤوس أطفال الشهيد الذين فقدوا الأب والعزوة والظهر والسند، صوتك لكل هؤلاء.
جنودنا على الجبهة ينظرون إليكم، يشهدون عليكم، جنودنا ينتظرون منكم ما يسر قلوبهم، يتيهون فخراً بخروجكم، يشعرون بكم، ظهرهم مش مكشوف، فى الخلفية جنود يشدون ظهورهم، ويقفون منهم موقفاً عظيماً، يكافئونهم على صمودهم، يشدون من أزرهم، لستم وحدكم، ولن نقول لكم نحن هاهنا قاعدون، بل مقاتلون، صوتك أضعف الإيمان، مشوار قصير فى حب الوطن، خروجة لوجه الشهيد، وإن كان فى أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد.. ومدد مدد مدد شدى حيلك يا بلد.
نقلا عن المصري اليوم