فى مثل هذا اليوم.. فيتنام تنتصر
سامح جميل
الاربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٨
فى مثل هذا اليوم 28 مارس 1973......
بعد سنوات من الحرب الطاحنة غير المجدية، التي سقط فيها آلاف من القتلى والمصابين، وبعد أن احتشد الرأي العام العالمي، والأمريكي أيضًا، لإدانة التدخل العسكري في فيتنام، بدأ تنفيذ الانسحاب إيذانًا بالنهاية العادلة التي طال انتظارها، وكان ذلك في الثامن والعشرين من مارس ١٩٧٣.ما أروع أن تنتصر الشعوب الصغيرة المسلحة بالإرادة والعزيمة والتمسك بالحرية والاستقلال، على أعظم ترسانة عسكرية في العالم.
الأمر هنا لا يعنى انحيازًا للشيوعية التي كان يتمسك بها النظام الفيتنامى بقيادة العجوز الحكيم البسيط هوشى منه، كما أنه ليس رفضًا للرأسمالية وتوجهاتها الاقتصادية.المسألة في جوهرها تتجاوزذلك كله، فالبطولة تتمثل في حقيقة لا ينبغى أن ينشأ حولها خلاف أو يقوم جدال: حق الشعوب في اختيار الأسلوب الذي تُحكم به.إذا آمن الشعب الفيتنامي أن الحزب الشيوهى هو الأقدر على القيادة، فلماذا ترى الولايات المتحدة، أو غيرها، في ذلك الحق انحرافًا يستوجب التأديب؟!. وإذا كانت إدانة التدخل السوفيتى في المجر وتشيكوسلوفاكيا واجبة،
فلماذا لا تكون الإدانة نفسها في الملف الفيتنامي؟! لقد سيطرت العقدة الفيتنامية طويلًا على السياسة الأمريكية، لكن الدرس الموجع لم يحقق أهدافه.مازالت أمريكا ترى نفسها الحكم وولى الأمر، وتأبى إلا أن تتدخل فيما لا يعنيها، وليس موقفها المشين من ثورة المصريين على الفاشية الإخوانية إلا نموذجًا للحماقة التي تعى من يداويها.من كان يتخيل أن تشهر القوة العظمى إفلاسها وتقر بهزيمتها،ولا تجد بديلًا للانسحاب؟!. إنه الشعب الفيتنامى البطل، الذي أراد الحياة فاستجاب القدر، وكان لابد أن يستجيب........،!!