إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
الراسل: مدحت شكري
أردت أن أبدأ كلامي بهذه العبارة؛ لأني واثق أن الناس سوف تفهم العنوان بطريقة مختلفة. منذ نكبة "مصر" في ليلة حالكة الظلام، أعني ليلة 23 يوليو 1952، عندما ظهر هؤلاء الضباط الأشرار الذين قفزوا على أعناقنا واختطفوا "مصر" من الديمقراطية إلى الديكتاتورية، من الاكتفاء الذاتي إلى الفقر في كل شيئ- أفسدوا حياتنا في شتَّى نواحي الحياة. كان لدينا بنية تحتية لم تكن موجودة في بعض الدول الأوربية في تلك الآونة، كان لدينا زراعة متقدِّمة، وكان لدينا اكتفاء في القمح، بل كنا نجود بفائض القمح على بلاد تتعالى علينا الآن. كنا رقم واحد في زراعة القطن طويل التيلة، بل وكنا ندين "بريطانيا العظمى" بمبالغ كبيرة ثمنًا للقطن. كان لدينا ثاني سكك حديد في العالم وأول سكك حديد في الشرق الأوسط. كان لدينا تعليم محترم. أين نحن الآن؟ كيف حال التعليم؟ كيف حال البنية التحتية؟ كيف حال الاقتصاد؟ كيف حال الصحة؟ كيف حال الصناعة؟
منْ الذي ساهم في فساد كل شيئ في حياتنا حتى فساد النفوس؟ منْ المسئول عن فساد الضمائر والعقول؟! من المسئول؟ كلنا مسئولون عما حدث! حتى الذين لم يشاركوا في الفساد، فهم أيضًا متَّهمين بصمتهم العاجز.
منْ الذي جعل الكذب مرضًا قوميًا في حياتنا؟ منْ الذي أباح الرشوة حتى أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية؟ منْ الذي أسس للمحسوبية والوساطة؟ منْ ومنْ ومنْ؟.. أسئلة كثيرة لا أجد لها إجابات.
في معظم الدول المحترمة، يتم الإفراج عن الوثائق السرية بعد 30 عامًا، أما آن الأوان لأن تفرج الحكومة المصرية عن كل الوثائق الحكومية، حتى نعيد صياغة التاريخ الذي أفسدوه وزوَّروه؟ إن كل ما يشغلني هو الملف الذي كان مكلَّف به السيد "حسين الشافعي"!!! لأن هذا الملف سوف يفسر لنا أشياء كثيرة مما يحدث.
الآن.. الآن أستطيع أن أغيِّر العنوان وأقول "الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الرب"..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :