الأقباط متحدون - خلعت النقاب فى المحكمة
  • ٠٣:٣٢
  • الخميس , ٢٩ مارس ٢٠١٨
English version

خلعت النقاب فى المحكمة

مقالات مختارة | بقلم :آمال فكار

١٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

 لكن أقول لهذا الخائن الباحث عن الدولارات والهارب خارج مصر إن الشعب المصرى وطنى ويحب بلده ولا يبحث عن الدولارات وقلة الكرامة، ولعن الله الخونة.. نترك هذا الخائن ونعرض قضية فى محكمة الأحوال الشخصية أمام المستشار محمد عبدالرحيم، وقف الزوج وهو ينظر خلفه حيث تجلس زوجته المنتقبة وتلبس نظارة سوداء، وقال تلومنى لأننى تزوجت تلميذتى بعد أن ضقت بإهمال زوجتى الأولى، فهى تحدثنى وكأننى مريض لديها ونسيت أننى زوج وأستحق الرعاية والاهتمام ودائما تلبى نداء مرضاها، أنا لا أعترض على عملها ولكن أنا زوج ولى حقوق عليها، لم أجد فيها الفتاة المرحة التى أحببتها قبل الزواج والمحبة والدلوعة وحاولت كثيرا وبكل الطرق أن أثير اهتمامها ولكنها لا تبالى، فقد تأكدت أننى أسيرها ولن أهرب منها بعد أن أنجبت منى طفلين الآن أحدهما فى كلية الهندسة والآخر فى كلية الشرطة، والغريب يا سيدى كانت تتركهما لوالدتها وأختها لرعايتهما حتى الأبوة لم أتمتع بها، فأنا رجل أحب بيتى وأطفالى ونشأت فى بيت أمى تدلع والدى، وبيت كله حب والأم هى دينامو البيت، فهذا الدور لم أجده فى حياتى لذلك تزوجت لراحتى، ورغم هذا ما زلت متمسكا بها حرصا على أبنائى، والغريب يا سيدى أنها ليست رافضة زواجى بأخرى، ولكن زواجى بتلميذة صغيرة وأننى أرفض طلاقها، وهذا كل ما عندى ولكن كنت أتصور أن الطبيبة المحترمة لا تدخل بى إلى المحكمة لطلب الطلاق، خرجت المرأة المنتقبة من صفوف الجالسين وبكلمات قوية قالت لا أنكر أننى أحببته ولكن الآن وبعد 20 عام زواج وشابين الأكبر فى كلية الهندسة والأصغر فى كلية الشرطة فإننى أطلب الطلاق، فعندما التقيت به قبل زواجى كان طبيبا شابا يمارس مهنته فى عيادة طبيب مشهور يسكن بجوارنا ولجأنا لجارنا الطبيب عندما تعرضت أمى لأزمة قلبية لم يكن الطبيب موجودا فقابلنا هو كان لطيفا ويفيض حبا ورعاية لوالدتى، وأنا نسيت معه قلبى عندما تركنا العيادة، كنت فتاة مراهقة وشجعنى هو على الالتحاق بكلية الطب بعد نجاحى بالثانوية العامة وحققت له طلبه وتزوجنا أثناء الدراسة وتخرجت طبيبة نساء وتوليد وكنت أنجبت طفلين،

وكنت ألبى نداء مرضاى وهو كان مشغولا فى عيادته هو الآخر، لم أهمل فى حقه ولكن عملى يتطلب منى الغياب عن المنزل، كنا أسرة متماسكة مترابطة ولكن كلما عدت من عملى يتطاول علىّ بألفاظ أخجل من قولها وتغيرت أحواله وكان كثير السفر إلى الإسكندرية والإسماعيلية بحجة إجراء عمليات جراحية، ولكن بغريزة الأنثى اكتشفت أن الأمر فيه امرأة أخرى وحتى أحمى بيتى قررت مراقبته والسفر خلفه وتقصى أخباره، وشاهدت خيانته، فهو متزوج مِن مَن؟!

تلميذة لم تتعد العشرين من عمرها فى سن أولاده، واجهته بالحقيقة ولم ينكر بل قال ببرود غريب هى زوجتى وأنت زوجتى ومتمسك بكما وأفرض عليكى لبس النقاب لو خرجتى ولن تخرجى بدون لبسه وكان كثير التعدى علىّ عندما أرفض لبس النقاب أو ممارسته لحقوقه على هذا الرجل كرهته، ولم أستطع أن أكون زوجة له بعد أن جرح مشاعرى وأنوثتى بزواجه علىّ، ثم جلست الطبيبة دون النظر لزوجها بعد الاستماع إلى أقوال الشهود الذين أيدوا أقوال الزوجة، وقضت المحكمة بتطليق الزوجة طلقة بائنة للضرر تأسيسا على عدم علم الزوجة بزواج زوجها وعدم إخطاره لها بجانب الضرر الذى لحق بالزوجة من جراء اعتدائه عليها المتكرر بما لا يليق بمستوى الزوجة الطبيبة الثقافى والاجتماعى، وهذا يعد فى العُرف لطبيبة مثلها معاملة شاذة ويجرح أنوثتها، وأنهى القاضى الجلسة والزوجة أذهلت الحاضرين عندما خلعت النقاب وألقت به على المقعد وأظهرت جمالها وأنوثتها، وقالت الحمد لله تحررت من زوجى والنقاب الذى فرضه علىّ، وأخرجت من شنطتها إيشارب وارتدته وابتسمت ابتسامة واسعة وخلعت نظارتها وخرجت وسط دهشة وذهول الجالسين وهى تقول الحمد لله الحمد لله.
نقلا عن صوت الامة

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع