بقلم: مجدي جورج
عندما قلنا ان ثورتنا قد سرقت منا كان هذا احساس صحيح . فقد سرق الاخوان والسلفيين الثورة الشعبية التى حدثت فى مصر ونجحوا حتى الان فى جنى كل ثمارها فهاهو الدستور قد عدل على مزاجهم وهاهى الانتخابات التشريعية اقرت مواعيدها وفق اجندتهم ومواعيدهم واستعدادهم .
وعندما قلنا ان الثورة انحرفت عن مسارها كان هذا حقيقى لان هدف المصريين عندما قاموا بثورتهم كان الاطاحة بمبارك واقامة دولة مدنية حديثة ولكننا وجدنا اننا الان امام بوادر اقامة دولة دينية .ناضلنا من اجل دولة يسود فيها القانون على الجميع فوجدنا انفسنا نعيش فى ظلال شبه دولة لازالت لاتستطيع تنفيذ القانون ولازالت تحل القضايا بموجب الجلسات العرفية . ناضلنا من اجل دولة يتمتع الجميع فيها بالامن والامان فوجدنا دولة يسيطر عليها السلفيين والبلطجية حتى قيل ان عدد ضحايا ما بعد الثورة وصل الى 28 الف قتيل كما صرح بذلك اللواء سامح سيف اليزل .
لاجل كل ما سبق كان لابد من محاولة اعادة الثورة الى مسارها فكانت الدعوة الى جمعة الغضب الثانية التى دعت اليها العديد من القوى الثورية والوطنية وفعلا استجاب لهذه الدعوة العديد من هذه القوى والعديد من الاحزاب القديمة والتى فى طور الانشاء ولكن جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الاسلامية رفضوا هذه الدعوة .
وسبب رفض الرافضين لهذه الدعوة ليس الخوف من تعكير صفو العلاقة بين الجيش والشعب كما يقولون ولكن سبب رفضهم هو خوفهم من عودة الثورة الى مسارها الحقيقى . خوفهم على اجندتهم التى نجحوا فى تنفيذها حتى الان .خوفهم من اقرار دستور جديد وخوفهم من تاجيل الانتخابات التشريعية حتى لا تقوى سواعد الاحزاب الناشئة وتستطيع منافستهم فهم قد سرقوا الثورة بليل ولا يريدون لاحد ان يسترد منهم مصر التى سرقوها منا جميعا .
خرجت الجماهير باعداد كثيفة فى تظاهرات اليوم مطالبة باقرار دستور جديد قبل اجراء اى انتخابات ومطالبة بتاجيل الانتخابات التشريعية .وطالبت الجماهير من المجلس العسكرى انهاء حالة الفلتان الامنى وطالبت عصام شرف بضرورة اقالة اللواء منصور العيسوى لعدم قدرته الى الان على توفير الامن والامان فى الشارع كما طالبت الجماهير ايضا بعدم الاكتفاء بمحاكمة مبارك عن الفساد المالى فقط بل يجب محاكمته على كل ما اصاب البلاد فى عهده .
خرجت الجماهير اليوم باعداد كبيرة جدا فى ميدان التحرير وفى العديد من المحافظات رغم غياب الاخوان والسلفيين . وفى التحرير احتجت الجماهيرعلى وجود منتصر الزيات عندما حاول القاء القاء كلمة فى الجماهير المحتشدة لان من يمثلهم خانوا الثورة .
اما فى الدقهلية فقد خرجت الجماهير باعداد كبيرة ممثلة لمختلف التيارات الوطنية والثورية فى تحدى لدعوة محمد حسان زعيم السلفيين الذى طالب الجماهير بعدم التظاهر اليوم ولم تكتفى الجماهير بذلك بل رددت الهتافات العديدة ضده رغم ان الدقهلية هى مسقط رأس هذا الرجل .
بالاضافة الى ذلك فان د.محمد حبيب القطب الاخوانى المعروف صرح بانه كان من الخطأ عدم مشاركة الاخوان فى مظاهرات اليوم .
كل الدلائل السابقة تدل على ان جمعة الغضب نجحت برغم غياب الاخوان والسلفيين ولكن لابد من الاستمرار فى النضال والاعتصام والتظاهر حتى يوافق الجيش على جميع مطالبنا .
لابد ان تكون جمعة اليوم هى البداية لاسترداد الثورة من الذين سرقوها وحرفوها عن مسارها وذلك حتى تعود مصرنا التى كنا نحلم بها الينا بعد ان شوه وجهها الاخوانجية والسلفيين والبلطجية .

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :