الأقباط متحدون - ٣ رسائل حول «هاملتون والمشروع الأعظم»
  • ٠٢:٥٧
  • السبت , ٣١ مارس ٢٠١٨
English version

٣ رسائل حول «هاملتون والمشروع الأعظم»

مقالات مختارة | بقلم نيوتن

٣٩: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ٣١ مارس ٢٠١٨

نيوتن
نيوتن

(عزيزى نيوتن،

تفضلت بالتعليق على مسرحية «هاملتون» واستنتجت منها تحديدا ما تتمناه لمصر من الرئيس السيسى فى الفترة المقبلة. والحقيقة أن ما كتبته ذكرنى بالفترة الكئيبة بخصوص الدستور أولا أو التشريع المتمثل فى مجلس الشعب أولا. والحقيقة أن من بديهيات الأمور وضع قواعد اللعبة قبل الشروع فى اللعب. هل يعقل مثلا أن تلعب مباراة بيسبول أو كرة قدم أمريكية وأنت تجهل قواعد اللعبة؟ الإجابة بوضوح: مستحيل..

نفس الحال بالنسبة للثورات أو الانتفاضات أو ما شابه من تسميات. والكتب أجمعت على أن الإصلاح السياسى والقانونى هو رقم واحد فى عملية الإصلاح (Political reform).

رقم اثنين هو الإصلاح الاقتصادى وهو بدون شك مترتب بالضرورة على الإصلاح السياسى والقانونى المنظم لكل أنشطة الحياة الاقتصادية وغير الاقتصادية (Economical reform).

ثم أخيرا يجىء الإصلاح الاجتماعى وهو إصلاح صعب وطويل الأمد لأنه مرتبط بتغير البنية الفكرية للمجتمع من خلال العملية التعليمية والثقافية وهو يحتاج عادة على أقل تقدير عشر سنوات وعلى أقصى تقدير عشرين عاما (Social reform). وقد تم الاتفاق أيضا فى كل المناهج السياسية العالمية على ذلك الترتيب.

شخصيا، أتفهم أن الرئيس السيسى بدأ بالإصلاح رقم 2 وأسبابه ترجع إلى رغبته فى منع ما يعرف بثورة الجياع والحفاظ على كيان الدولة فى حالة تماسك. وهو محق. وإن كنت أناشده بل أترجاه أن يكون هدفه الأول الآن فى فترة حكمة الثانية بإذن الله أن يركز جهوده على الإصلاح السياسى والقانونى..

كان الله فى عونه وساعده على إنجاز ذلك الهدف الذى من دونه سنظل فى مهب الريح.

د. طارق محمود. هندسة الأزهر)

■ ■ ■

(عزيزى نيوتن،

طالما تساءلت: كيف استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تصير أقوى إمبراطورية فى التاريخ، وهى قارة حديثة تم اكتشافها عام 1492، وانتقل إليها النازحون من أوروبا الفقراء الراغبون فى الثراء والمجرمون الهاربون من العدالة، وكيف استطاع بضعة أفراد يجمعهم هدف واحد وبينهم ثقة وتعاون وإيثار تأسيس وبناء تلك الإمبراطورية؟!

وجاء مقالكم «هاملتون والمشروع الأعظم» بعمودكم فى 25/3 كاشفًا ومُنيرًا وشارحًا وهاديًا! فقد نجح الآباء المؤسسون وعلى رأسهم جورج واشنطون، بطل التحرير والاستقلال والخلاص من ربقة الاستعمار الإنجليزى، فى خلق منظومة متكاملة: دستور.. قوانين.. برلمان.. مجلس شيوخ.. نظام ضرائب فيدرالية.. إعلام حر. وقد نشأت الولايات وتعددت وقامت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب وتم تحرير العبيد، ودخلت الولايات المتحدة حروبًا عاتية فى 1917 و1942، وأصبحت قلعة الرأسمالية فى العالم! كل فرد فى أمريكا يستطيع أن يصبح مليونيرًا بعقله وجَده وعمله وكفاءته، شريطة أن يدفع الضرائب المُقررة، التى يُعتبر التهرب منها من أكبر الجرائم!.

عزيزى نيوتن! أنت تقول صادقًا: يجب ألا نخدع أنفسنا: المشروعات وحدها لا تُقيم دولة، والثروات الطبيعية وحدها لا تُقيم دولة. فنزويلا ونيجيريا وجدتا ثروة عظيمة تحت الأرض. لكن لم تجدا منظومة تُسيّرهما فوق الأرض. حقًا! هل تعلم أن هذه جملة تلخص مشكلة العالم الآن؟! دول أنعم الله عليها بالثروات الطبيعية تحت الأرض، ويحكمها رجال جهلاء أشرار خائنون طامعون يعيشون فوق الأرض.

حقًا إن منظومة الحكم الصحيحة تخلق شعبًا صحيحًا سعيدًا.

محمد السيد رجب- مدير عام سابق- الإسكندرية)

■ ■ ■

(عزيزى نيوتن،

أودّ ان أسجل وأشهد ببلاغة عمودكم عن دور السياسات التى نفذها الرائد الاقتصادى الأمريكى أليكساندر هاميلتون فى تحويل الولايات المتحدة من شراذم متصارعة إلى أقوى دولة فى العالم، وحاجتنا الملحة إلى ما يحقق منظومة لنهضة مصر الدولة القوية التى نتمناها.

المشروعات الكبرى مطلوبة خاصة لسد فجوة القصور فى البنية التحتية الأساسية من طرق وموانئ ومطارات وغيرها، ولكن تلك المشروعات إلى زوال إن لم تكن هناك منظومة سياسات محفزة تؤدى إلى تنامى تلك المشروعات وتكاثرها.

إنها السياسات مستقبلية التوجه، التى طبقتها الدول الناجحة التى تمسكت بدساتيرها واحترمتها وطبقتها بحذافيرها، وهى الدول نفسها التى حرصت على إعلاء حكم القانون وفرضه بالعدل على الجميع، وهى الدول نفسها التى تعمل على تحقيق الرخاء والسعادة لشعوبها باعتبارها الهدف الأسمى للمجتمعات الإنسانية.

هذا هو ما يتمناه كل مصرى من الرئيس فى فترة حكمه الجديدة.
أحمد أبوشادى)

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع