الأقباط متحدون - ينام بجوار نيوتن!
  • ١٦:٠٠
  • السبت , ٣١ مارس ٢٠١٨
English version

ينام بجوار نيوتن!

مقالات مختارة | بقلم سليمان جودة

٤٤: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ٣١ مارس ٢٠١٨

سليمان جودة
سليمان جودة

اليوم.. سوف يحملون جثمان ستيفن هوكينج إلى مقابر العظماء، وسوف يكون عليه أن ينام إلى يوم القيامة فى دير ويستمنستر، أحد معالم العاصمة البريطانية لندن!.

وعندما مات هوكينج قبل أيام، كان حديث بريطانيا وغير بريطانيا، ولايزال، باعتباره واحداً من علماء الفيزياء الكبار.. فلقد عاش ٧٦ عاماً، قضى خمسين سنة منها على كرسى متحرك، لا يقدر على الحركة، ولا على الكلام، وكان انشغاله كله بما وراء الكون، وعاش يؤمن بأن أكواناً أخرى موجودة وراء هذا الكون الذى نعيش فيه، ثم عاش يحاول الوصول إلى معلومات عن تلك الأكوان الموازية!.

وكان لا يتوقف عن محاولة قراءة الكون!.

فكأنه قضى حياته يعمل وفق الآية قبل الأخيرة من سورة فُصلت فى القرآن الكريم، دون أن يكون قد قرأها طبعاً.. الآية تقول: «سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق».

وإذا كانت هناك عبارة تلخص حياته، فهى هذه العبارة: إرادة حية فى جسد ميت!.. فلم يكن فى جسده شىء يتحرك سوى عقله، الذى لم يكن يتوقف عن التأمل فى كل اتجاه!

وسوف ينام فى مقابر العظماء بين عظيمين: إسحاق نيوتن من ناحية.. وتشارلز داروين من الناحية الأخرى.. أما داروين فهو صاحب قانون النشوء والارتقاء الشهير!.

وأما نيوتن فهو قصة أخرى!.

وقد كتبوا عبارة على قاعدة تمثال من تماثيله فى بريطانيا، تختصر عبقريته التى كانت بغير مثيل فقالوا: لقد تفوق صاحب التمثال على العالم كله بشىء واحد هو الخيال!.

وقد عشنا ندرس حكايته الشهيرة مع التفاحة، ولم يكن أحد يقول لنا معنى قانون الجاذبية الذى توصل إليه، بعد سقوط تفاحة فوق رأسه وهو جالس يتأمل!.

فقانون الجاذبية كان جزءاً من قوانين أشمل اكتشفها لتحكم الحركة بوجه عام، ولولاها ما ارتفعت طائرة.. مثلاً.. ولا طارت فى أى سماء!.

وحين وضع المؤلف الأمريكى مايكل هارت قائمة بأعظم مائة رجل فى التاريخ، كان رأيه أن النبى محمد، عليه الصلاة والسلام، هو أعظم هؤلاء المائة!.

وإذا تصفحت أنت الكتاب الذى يضم المائة عظيم بامتداد التاريخ، فسوف تجد أن رقم واحد هو نبى الإسلام.. أما مبررات هذه العظمة المطلقة فمذكورة فى الصفحات!.

وأما رقم ٢ بعد محمد مباشرةً، فلم يكن سوى نيوتن، وكان تقدير هارت فى هذا الترتيب أن أى قارئ لأثر نيوتن فى هذا العالم سوف يكتشف أن حياة الإنسان على الأرض بعد مجىء نيوتن إلى الدنيا شىء، وقبل أن يجىء نيوتن كانت شيئاً آخر، ولم يكن سبب ذلك سوى خياله!.

ولهذا السبب وقف بعد محمد، دون منازع!.. وللسبب نفسه نام هوكينج إلى جواره!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع