الأقباط متحدون | من يدحرج حجر الأقباط؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥٤ | السبت ٢٨ مايو ٢٠١١ | ٢٠ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من يدحرج حجر الأقباط؟

بقلم: فادي يوسف | السبت ٢٨ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: فادي يوسف
مشهد أكثر من رائع عندما وقف السيد المسيح على قبر "لعازر" حبيبه وصرخ بصوت عظيم: "لعازر هلم خارجًا"، فهو مشهد إيماني وروحاني على أعلى مستوى، يؤكِّد أن الرب قادر أن يفعل كل شئ حتى إقامة الميت بعد 4 أيام من دفنه، ولكن كان هناك مشهدًا قبله مباشرةً عندما طلب المسيح أن يدحرج الحجر عن القبر، فهو مشهد عملي يكرِّس مبدأ العمل الإيجابي قبل تدخل الرب وقبل صنائعه العظيمة، ونحن كلنا إيمان أن يتكرَّر ذاك المشهد البديع في "مصر"، عندما يأتي السيد المسيح ليخرج الأقباط من الاضطهاد، ومن القمع الذي طال مئات السنوات. هم في صبر وإيمان أن الرب آت، ولكن قبل هذا المشهد، على الأقباط أيضًا الامتثال لمشهد إزالة الحجر، أو على الأقل المحاولة. فربما شرف المحاولة لدحرجة الحجر يكون له تسجيل في تاريخ الأقباط المشرِّف أنهم حاولوا رفع الحجر عن معاناتهم وضيقتهم في بلدهم.

هؤلاء الذين دحرجوا الحجر عن القبر ليخرج "لعازر" بأمر المسيح، هم أنتم يا أقباط مصر، نعم أنتم القادرون على إزالة الحجر، أنتم فقط وليس تعاطف من أشخاص آخرين بكلمات رقيقة غير فاعلة، أو من حكومات أو مجالس لا تنوي أن ترفع عنكم مظالمكم أو نير الاضطهاد الواقع عليكم من أزمنة عديدة، وليست أياد خارجية أو حمايات دولية قادرة أن ترفع الحجر حتى وإن وصلت لأعلى المستويات. ليس غيركم يا أبناء الأبطال والشهداء، والذي تعجب المستشرق الأمريكي "إدوارد ويكن" عندما قال في كتابه الشهير "أقلية معزولة":"اندهشت عندما رأيت الأقباط مازلوا موجودين رغم تاريخهم الحافل بالاضطهاد والتهديد المستمر بأرواحهم، فمرور أقليات مثلهم في مناطق أخرى كانت أحداثها كافية بانقراضهم، ولكن ظل الأقباط موجودين حتى رجعت الكنيسة منتصرة مرة أخرى".. يالها من كلمات رائعة لهذا العلامة العظيم، ولكن ما هو السر غير أن هؤلاء المسمُّون بالأقلية أبطال وشجعان طول الأزمان، باحثون عن السلام وسط أجناد الظلام، غير طامعين في قيادة أو مراكز، ولكنهم يجتهدون كل يوم أن يثمروا لبلادهم كل الخير، وظهر منهم ما يشرِّف البلاد وليس ما يخزيها. هؤلاء لديهم كامل الإيمان أن المسيح سيخرجهم من الظلم والاضطهاد المستمر ضدههم لكونهم يحملون الهوية القبطية، حاملين أيضًا صليب الآلام والضيق الذى استمر من أيام "مرقس الرسول" حتى كتابة تلك الكلمات، هؤلاء أقوى وأشجع من الأشخاص الذين دحرجوا الحجر عن القبر. ولكن يبقى فقط عليهم أن يدحرجوا الحجر عنهم. فلماذا تعداد الأقباط يزيد عن 15 مليون، وليس هناك سوى عشرات النشطاء أو الحقوقيين الأقباط؟ لماذا لا تدحرجون الحجر معنا لكي نخرج جميعًا من قبر الاضطهاد والقمع والظلم؟ هل منتظرين دحرجة الحجر حتى تخطف بناتنا؟.. لقد حدث.
هل منتظرين دحرجة الحجر حتى تهجَّر عائلاتنا؟.. لقد حدث.
هل منتظرين دحرجة الحجر حتى تُهاجم أديرتنا؟.. لقد حدث.
هل منتظرين دحرجة الحجر حتى يُهان رأس الكنيسة؟.. لقد حدث.
هل منتظرين دحرجة الحجر حتى يقتل أولادنا؟.. لقد حدث.
هل منتظرين دحرجة الحجر حتى تُحرق وتُهدم كنائسنا؟.. لقد حدث.
وماذا تنتظرون أيضًا حتى تدحرجوا معنا الحجر، وتطالبون بحقوقكم، وتقولوا كفى لطم الخد أو حتى لماذا تلطمني؟!!!

قيل في الإنجيل "إيمان بلا أعمال ميت"، فإذا كان إيمانك أن المسيح سيخلصك من الاضظهاد الواقع على الأقباط، والذي تفاقمت وتيرته في السنوات القليلة الماضية، بحيث لا يمر أسبوع دون حدث يجرح الأقباط ويزيد نزيف دمائهم لتروي الأرض المصرية وتنهمر الدموع من أهلنا حتى تجف العيون.. إذا كان إيمانك هذا بلا أعمال فجسدك ميت بلا أي ناتج. فاطلب حقك كمصري في مواطنة كاملة، اطلب حقك في دور عبادة موحَّد، اطلب حقك في قانون ضد التمييز، اطلب حقك في قانون أحوال شخصية يحترم عقيدتك، اطلب حقك في قصاص عادل للجناة والمحرضين، اطلب حقك في تحقيق نزيه واسترجاع القبطيات المختطفات، اطلب حقك في عدم إهانة رأس كنيستك، اطلب حقك حتى وإن لم يتحقق شيئ.. يكفيك شرفًا أن تطلب حقك وتدحرج الحجر..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :