الأقباط متحدون - «يجعل فى حنكك سكرة..»
  • ٠٣:٥٨
  • الاثنين , ٢ ابريل ٢٠١٨
English version

«يجعل فى حنكك سكرة..»

مقالات مختارة | بقلم :حمدي رزق

٥٠: ١٠ م +02:00 EET

الاثنين ٢ ابريل ٢٠١٨

حمدي رزق
حمدي رزق

 أعلاه شطر من دعاء الأمهات فى قعور البيوت، «فى حنكك سكرة وفى وشك جوهرة»، يستحقه الدكتور محمد معيط، نائب وزير المالية، خرج يطمئنكم: «الحكومة لا تعتزم فرض ضرائب جديدة خلال العام المالى الجارى». ربما هذا أول مسؤول حكومى يصدر عنه تصريح طيب منذ قرار التعويم غير الرحيم.

 
يطمن قلبك يا معيط يا خويا، أنا كنت مرعوب تترجم ملايين الأصوات فى صندوق الرئيس غلط، نحتاج إلى مثل هذه التطمينات، وكثير منها ضرورى جداً، هناك قلق يقض مضاجع المصريين من تربص حكومى بعد الانتخابات، نفر من الوزراء متربص بالشعب، يتربصون بهم الدوائر، لا يجيدون سوى حديث الخسائر، ويمضغون لبانة الأسعار ويلوكونها عادى خالص، ويتبارون فى الحديث عنها، وكأنها الحل الوحيد والأخير لمجمع الخسائر الذى يثقل عاتق الحكومة.
 
«معيط» كسر متوالية الإحباط، ليت إخوته فى الحكومة يفقهون، للأسف نفر معلوم بالاسم من عناصر الحكومة لا يصدر عنهم بارقة أمل، كل ما يصدر عنهم إحباط عام، لا يتحدث المسؤول منهم إلا عن الديون والخسائر والحاجة الماسة لرفع أسعار السلع والخدمات، وكأن هذه الحكومة جاءت فقط لمهمة واحدة إحصاء الديون والمتأخرات وإلزام الشعب بسدادها.
 
حديث الخسائر والأسعار لوّن الولاية الأولى للرئيس، كل يوم وعلى مدار الساعة ديون ديون، خسائر خسائر، الكهرباء مديونة، والمترو مديون، والسكك الحديدية مديونة، وشركات قطاع الأعمال مديونة، ومجمع الخسائر بالمليارات، كلها كلها تصدير للإحباط العام الذى ينتج عنه الاكتئاب العام، كلها كلها تصب فى قناة مالحة تخلف مرارة فى الحلوق.
 
الناس الطيبة بالملايين صنعت أملاً هائلاً بإقبال رائع على الصناديق، إذن يستحقون أملاً صنعوه هم بأصواتهم، إشاعة الأمل صنعة، وتحلية شاى الفقير بالسكر واجب، ونسمة حكومية طرية ترد الروح، وعودة الروح إلى الشارع تستلزم تخفيف خطاب الخسائر وزيادة الأسعار وتلوين الحياة بألوان أخرى.
 
صحيح وحتماً ولابد من مواجهة هذا النزيف المتواصل للخسائر المتراكمة منذ عقود، ولكن بالراحة بالهوادة، واحدة واحدة، إذا أردت أن تطاع، الناس مش مستحملة زيادات جديدة، حكومة شريف باشا لا تقدم حتى كلمة حلوة للناس، أقله وعد بالصبر، وفات الكتير، حكومة لا تعرف أبداً الكلام الحلو، ولا تفقه فى المعنى الشعبى «لاقينى ولا تغدينى»، طيب قولنا كلام حلو يا شريف باشا!!.
 
خدنا إيه من وش الحكومة حتى تدير لنا ظهرها، الابتسامة فى وجه الشعب الضاحك صدقة، حتى الابتسامة شحبت من وجه الحكومة، حكومة مكفهرة، ووزراء بائسون، ورئيس وزراء شايل طاجن الفقر يوزع منه على المارة فى الشوارع، معلوم الظرف صعب ودقيق ولكن تصدير هذا الاكفهرار هكذا دواليك للشارع خطير على معنويات الشعب الذى خرج مفعما بالأمل فى ولاية جديدة للرئيس.
 
تصريح «معيط» أول الغيث، خبر حلو من حكومة حزينة، معلوم تصدير الخسائر مناخ لا يخلف إلا خسائر، والنجاح يولد النجاح، وعيش بالأمل حكمة، وإشاعة الأمل حرفة، شريف باشا قد يكون طبيبا شاطراً، ولكنه تنقصه الصفة الثانية، طبيب ومداوى، يداوى الجروح المتخلفة عن استخراج أم القيح من الجرح المصرى.
 
الطبيب الناصح يداوى النفوس قبل الجروح، لازم مداواة للجراح التى خلفتها جراحة القلب المفتوح فى الاقتصاد الوطنى، جراحة عميقة تمت بلا بنج، مطلوب مسكن قوى للألم، حتما ولابد مضاد للالتهابات، يجعل فى حنكك سكرة وفى وشك جوهرة، دعاء من القلب لشريف باشا!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع