فى مثل هذا اليوم..بوش" الاب " يحتج فى لقائه مع مبارك على انتاج صاروخ "كوندور"

كان هو الاجتماع الاول الذى يجمع الرئيس الامريكى جورج بوش "الاب"..بالرئيس المصرى حسنى مبارك..

 

كان بوش يشغل منصبه منذ يناير1989..وفى مثل هذا اليوم 3 ابريل 1989 ..اجتمع مع مبارك ..وبالرغم من ان هناك قضايا تقليدية تخص المنطقة مثل القضية الفلسطينية تكون عادة على جدول اعمال اجتماع القمة المصرية الامريكية ..الا ان اجتماع "مبارك-بوش" هذه المرة تناول قضية خطيرة وهى دخول مصر مجال صناعة الصواريخ ..وذلك حسب مايذكره محمد حسنين هيكل ..فى كتابه "حرب الخليج ..اوهام القوة والنصر"..مركز الاهرام للترجمة والنشر..القاهرة..والذى يكشف فيه قصة هذا النشاط الذى بدأته مصر مع العراق والارجنتين ..فى منتصف الثمانينات من القرن الماضى..
 

وفى هذه القصة ستجد تقاربا بين الطموح العسكرى العراقى والذى كان يقوده صدم حسينوبين محاولة مصرية للتصنيع العسكرى الذى يجلب ايضا قوة عسكرية ..وكان المشير عبد الحليم ابو غزالة وزير الدفاع (1981-1989)..هو الذى يقود هذه المحاولة ..وحسب هيكل فانه مع تزايد اتفاقيات الاسلحة التقليدية بين مصر والعراق فى منتصف من القرن الماضى وقعت نقطة انطلاق جديدة فى مجال الصواريخ حيث بدأت مصر والعراق والارجنتين فى التعاون معا لانتاج الصواريخ عرف باسم "كوندور"..وكانت الفكرة الاساسية فيه ان الارجنتين استطاعت الحصول على قدر كاف من تكنولوجيا الصواريخ بسبب من لجأوا اليها العلماء الالمان "هربوا بعد هزيمة المانيا فى الحرب العالمية الثانية "وان العراق الذى يبدى اهتماما كبيرا بهذا السلاح لديه من الموارد المالية الللازمة وان مصر بخبرتها السابقة تستطيه ان تقوم بالتنظيم الضرورى بين التكنولوجيا والموارد..
 

هكذا اجتمعت الدول الثلاث فى هذا المجال ووجد المشروع طريقه للتنفيذ..ولكن بداياته كانت متعثرة ..وكما يقول هيكل :"تكلفت الاعمال التحضيرية الادارية للمشروع مبلغا يصل الى 500 مليون دولار....كذلك فان اسرائيل احست مبكرا وعلى الارجح من مصادر ارجينتينية ان هناك مشروعا مشتركا لانتاج الصواريخ ..وبدأ الموساد حملة ضد بعض العلماء من جنسيات مختلفة الذين سعى اليهم المشروع المشترك ..او سعوا هم اليه "ورافقت ذلك حملة ضد بعض الشركات الشركات الاوربية "الالمانية بالذات "..التى قامت بتوريد معدات هذا المشروع ووصلت الحملات الى حد قتل الافراد ونسف المنشآت حتى فى المانيا وسويسرا ..وكانت ادارة الشمروع تحاول ان تعمل فى الخفاء..وبدأت من مقر مونت كارلو ثم الى مقر فى النمسا ..
 

وقع المشروع فى مازق ادى الى الكشف عنه حيث استطاع ان يضم اليه عالما مصريا فى مجال الصواريخ وهو الدكتور عبد القادر حلمى ابن قرية "اشمونين "مركز ملوى محافظة المنيا وخريج الكلية الفنية العسكرية عام 1970 والاول على دفعته بامتياز وكان حلمى مقيما بامريكا ويعمل فيها وحاملا جنسيتها واستطاع مكتب التحقيقات الفيدرالى الامريكى ان تسجل مكالمة من النمسا معه طرفهاضابط مخابرات مصرية حسام خير الله ..الملحق العسكرى فى سالزبورج..تبين فيها وحسب هيكل "انه مكلف بالحصول على مادة "كاربون فايبر"..التى تستعمل فى طلاء الطائرات والصواريخ لكى تتغلب على الكشف الردارى المبكروكانت هذه المادة من اهم اسرار صناعة السلاح العسكرية فى امريكا اذ كانت تستعمل فى صناعة الطائرات "الشبح"..
 

لم تكتف الحكومة الامريكية بضبط كمية مادة "كاربون فايبر"..التى كان مقررا تحميلها سرا على ظهر طائرة مصرية عسكرية "خاصة"..ولم تكتفى بمحاكمة حلمى وسجنه 46 شهرا ووضعه تحت المراقبة 3 سنوات ووضعه قيد الاقامة الجبرية 25 عاما ..(افرج عنه فى عام 2013)..لم تكتف بكل هذا وانما قررت التصرف على ارفع مستوى ممكن..حيث اثار الرئيس جورج بوش الاب الموضوع مع الرئيس مبارك فى اجتماعهما فى مثل هذذا اليوم 3 ابريل 1989 ..وتوقف المشروع وكانت مضاعفاته خروج المشير عبد الحليم ابوغزالة من منصبه فى 13 ابريل 1989..!!