الأقباط متحدون | خطفت رجلي للتحرير... لقيته حرير في حرير...!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٥٩ | السبت ٢٨ مايو ٢٠١١ | ٢٠ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

خطفت رجلي للتحرير... لقيته حرير في حرير...!!!

السبت ٢٨ مايو ٢٠١١ - ٠٤: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
هو ده الشعب المصري الحقيقي.. هو ده شبابنا المصري الواعي.. هي دي السلسلة الحقيقية من التظاهرات.. هي دي قواتنا المسلحة علي حقيقتها. تمتعت بساعتين كانتا من أجمل ساعات العمر في ميدان "التحرير" يوم الجمعة 27.. والذي لم أستطع تسمية هذه الجمعة بأي اسم.. لا هي جمعة الغضب. ولا هي جمعة لثورة جديدة.. ولا هي جمعة المطالبة بأمور لم تتحقق.. أخذت أفكِّر في تسمية لهذه الجمعة لكي تأخذ مكانتها في سلسلة التسميات التي تُطلق على جمع الثورات، لم أجد لها اسم يليق أمام هذا المنظر البديع الذي كنت أشاهده من خلال البث التلفزيوني.. فقلت لنفسي عليّ أن أخطف رجلي إلى هناك، وأذوب في هذا الطوفان المُفرح بين إخوتي؛ فإتصلت بصديق لي وعرضت عليه الذهاب. جاءني الساعة الرابعة بعد الظهر في مكان عملي، وذهبنا هناك بطريقة عجيبة جدًا، كان لتدخل الرب فيها الفضل الأول والأخير. فقد فاجأني ابن جار لي "نعمان" في مكان العمل، وهو صبي صغير لا يتعدي عمره 16 سنة لكن حريف ركوب الموتوسيكلات، كما لا يزيد طوله عن متر ونصف- عرض علينا أن يأخذني أنا وصديقي هذا إلي أقرب مكان لميدان "التحرير".. وبعد تأكيد وعمل تجارب أنا وصديقي في كيفية الركوب خلفه، كنا في لمح البصر في أول شارع "عماد الدين".. حاولت معه أن هذا يكفي وسوف نصل إلي "التحرير" عن طريق وسط البلد، لكنه أصرَّ على توصلينا إلي أول شارع قصر النيل عند جامع كيخيا.

لم نشعر بأنفسنا ونحن نسير في "قصر النيل" أننا نسير في مظاهرة، برغم أن كل الناس شيوخ وشباب وبنات وسيدات وأطفال يهتفون بهاتفات ممتعة.. كلها بهجة وتبعث السلام والطمأنينة.. وجدت الناس يعيشون في حريات طاهرة.. شعرت أن كل الناس طبقًا لكلامهم ومعاملاتهم مع بعضهم البعض وكأنهم أخوة وأقارب، بالرغم من تباين في ملبسهم. فقد رأيت وتمتعت بمجموعات من الشباب والعائلات، منهم مسلمين ومسيحيين.. لا تستطيع أن تميِّز بين المسلم والمسيحي.. المتحجبات منهن ينطلقن بسعادة وبحرية كلها طهارة وبعيدة عن كل فكر آثم.. الكل في فرح وسرور.. لافتات غير مستفزة.. لافتات يشترك في حملها المتحجبة وشاب مسيحي..

أحسستُ أنني في حلم جميل.. الشياكة والنظافة تغلب على هيئة الناس أجمعين، وكأنهم ذاهبون إلي فرح، لكن بدون مكياج. كان الشباب بل الكبار من الجنسين يرتدون ما يحلوا لهم.. كانوا يعيشون لمحات الحرية، لكنهم كانوا في نفس الوقت يدركون معنى الحرية الحقيقية وحدودها، لدرجة أنني وجدت بعض الشباب يرقصون رقصات جميلة إيقاعية.. يعبِّرون بها عن أنفسهم وسط مطالباتهم بحقوقهم السياسية. تعلمت الكثير من أفكارهم الجديدة ومن مفهومهم الجديد حول كلمة الليبرالية.. وعن المواطنة.. وعن الدولة المدنية. هم فقط يؤكِّدون أن الدولة مدنية ولا يوجد مكان للدولة الدينية.. لديهم تبريرات علمية حديثة من القيادات الشابة التي خرجت علينا من الجامعات بأفكارها النيرة مثل؛ د. "عمرو الحمزاوي"، د. "صلاح منتصر"، و"فاطمة ناعوت".. وغيرهم الكثير، لدرجة رأيت الكثيرات من الشابات يحكين كيفية شكل شعر "فاطمة ناعوت"؛ تقديرًا لأفكارها النيرة.

كنت أتوقَّع أن المحلات سوف تكون مغلقة.. لكنني وجدتها مفتوحة على مصراعيها.. سألت صاحبة احدى المحلات: ألستِ خائفة من البلطجية؟ قالت لي: طالما الشعب الحقيقي هو صاحب هذه المظاهرة فأنا أشعر بالسلام.. هذه هي "مصر"، وهتفضل "مصر" رغم أنف الذين يريدون إرجاعها لعهود الجهل والظلم.

أثناء مسيرتي، وعندما دخلنا ميدان "التحرير" بعد تفتيش من شباب زي العسل و الرب يحميهم.. تذكَّرت تأملًا كنت قرأته منذ زمن حاولت أن أحوِّره لكي يكون مناسبًا أو يعبِّر عن هذا التابلوه الذي أراه حاليًا وأنا موجود على أرض ميدان "التحرير".

يقول التأمل:
إن كلمة توجيه تعني باللغة الإنجليزية Guidance فلو جزأنا هذه الكلمة سوف تصبح:
- (Dance) D وهي تعني بالعربية رقص.
- U ( ( You وتعني ( أنت ).
- I ( I ( ، وتعني (أنــــــــا ) .
- G ) ground ) وتعني ( الأرض ) .

وهذا يعني أننا كشعب صمم أن يتوجه إلى المستقبل الصحيح، فعلى كل من (أنا، وأنت) أن نمسك أيادي بعضنا لكي نؤدي رقصة الوحدةعلي أرض واحدة، وفي وطن واحد الذي يضمن- لك ولي- الحرية والعدل الاجتماعي والحياة المدنية ودولة القانون.

فعلًا لم أشعر بتعب السير أو صعوبة الرجوع؛ لأنني وجدت أرضية ميدان التحرير 27 ما هي إلا أرضية حرير في حرير.. فلتبدأ الجماعات الليبرالية بجميع توجهاتها أن تثق في نفسها وتنطلق بقوة.. فقد ظهرت الحقيقة، فقد خرج الحق. ولآنه حق لم يجبن أمام تهديداتهم التي سبقت يوم الجمعة.. من الآن فقد وثقت الجماعات الليبرالية في الجيش، وأيقت أن أحزاب الدولة الدينية ما إلا قطـــرة في محيــط. !
لذلك أطلقت اسم هذه الجمعة بـ"جمعة الحرير".
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :