الأقباط متحدون - علاقة مسيئة ومستمرة.. لماذا تقبل المرأة هذا الوضع؟
  • ٢٢:٢٠
  • الخميس , ٥ ابريل ٢٠١٨
English version

علاقة مسيئة ومستمرة.. لماذا تقبل المرأة هذا الوضع؟

مقالات مختارة | دعاء عبد الباقي

٤٢: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ٥ ابريل ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى العنف المنزلي من قبل شركائهن، لكن مع زيادة هذه النسبة قد يتساءل بعضهم عن سبب عدم ترك أولئك النسوة وغيرهن لشركائهن المسيئين. إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة، فهناك عدة أسباب تحول دون ترك المرأة لشريكها المعتدي>

أسباب البقاء في علاقة مسيئة

الخوف
السبب الأول وراء عدم مغادرة المرأة للعلاقة المسيئة هو خوفهن، وقد يعود يكون أكثر وأول ما يخشونه هو الوحدة إذا ما تركن شركائهن، كذلك الخوف من مطاردة شركائهن لهن؛ فنحو 70% من جرائم القتل الناجمة عن العنف المنزلي تحدث بعدما تترك المرأة الشريك المسيء.

كذلك قد تخشى المرأة من أنها إن تركت الشريك قد لا تجد الدعم الذي تنتظره من الأهل والأصدقاء، وبالتالي التعرض للنبذ.

الأطفال
تعتقد بعض الأمهات أن بقاءهن داخل العلاقة المسيئة أفضل لمصلحة أطفالهن، وقد يشعرن بالذنب لحرمان أطفالهن من والدهم، كما قد يعتري المرأة القلق حيال كيفية تدبير نفقاتهم وتوفير المسكن. وقد ينجح الشريك في انتزاع حضانة الأطفال بعد ترك الأم العلاقة، أو يقوم بتأليب أطفالها ضدها.

النفقات المالية
أول ما يتبادر إلى ذهن المرأة في حال قررت المغادرة هو: أين ستعيش وكيف ستدبر نفقاتها، خاصة إذا كانت لا تعمل، وتتزايد هذه المخاوف خاصة لو كانت في بلد غريب أو لديها أطفال.

المجتمع
قد لا يوجد وعي في المجتمع حول العلاقات الصحية والمسيئة؛ لذا قد لا تعرف الضحية أنها داخل علاقة مسيئة أو تعتقد أنها أمر طبيعي لا يرفضه المجتمع، مثلما قد تمثل صورة العلاقات المثالية التي يصدرها المجتمع ووسائل التواصل الاجتماعي ضغطًا على الضحية كي تبقى، فضلًا عن أن المجتمع يعزز قيمة المغفرة في العلاقات مهما كانت مؤذية لأحد طرفيها ويبث فكرة كراهة الطلاق، إلا أن هناك فرق بين التغافل وبين التغاضي عن إساءات نفسية أو جسدية من الشريك، فالشريك الجيد لن يعرضك للخطر أو الأذى.

انعدام تقدير الذات
من الصعب ترك علاقة مسيئة بينما تشعر المرأة أنها قليلة القدر أو غير جديرة بعلاقة أفضل، أو أنها عاجزة عن أن تبدأ من جديد، فالطرف المسئ يقوم بتدمير الاحترام الذاتي للشريك ويشعره بأنه لا قيمة له، ولا يوجد لديه خيارات أفضل في البقاء.

أمل التغيير
قد تعتقد المرأة أنها ببقائها يمكن أن تجعل من الشريك شخصًا أفضل أو قد يتغير مع الوقت، أو لو تمكنت من إصلاح نفسها، وبذل مزيد من الجهد فسيتحول الشريك إلى شخص أفضل، وربما يساهم من تقبلها للإساءة كونها نشأت في منزل به عنف، وتعلمت أن دورها الحفاظ على أسرتها متوحدة مهما كان.


العار
ونعني بها شعور الضحية بالعار والحرج من الاعتراف بكونها واقعة في علاقة مسيئة، وذلك خوفًا من خضوعها للوم أم الحكم والإقصاء.

هل أنت خاضعة لغسيل مخ؟
تمر المرأة داخل العلاقة المسيئة بدورة من الإساءة النفسية، تبدأ بالاعتداء على هويتها وإحساسها بذاتها بقول أشياء مثل: “لا أحد يريدك”، “أنتِ قبيحة”، “أنتِ لست أما جيدة”، ومع تكرار هذه الرسائل التي قد تستمر لسنوات، تبدأ المرأة في الشك في ذاتها ويصيبها الارتباك ومن ثم تبدأ في الاقتناع بهذه الأفكار التي تقلل من شأنها.

ويحاول الشريك المسيء السيطرة على عقل الضحية بإثارة شعور الذنب لديها، وانتقادها المستمر بقول عبارات مثل: “هذا خطؤك” “لقد جعلتني أفعل هذا” ” إذا لم تفعلي ذلك ما كنت اضطررت لضربك”.

مثلما تشعر المرأة بالذنب لاعتقادها بأنها مسئوولة عن رفاهية الرجل، وقد يشعرها بالذنب حيال ما يمكن أن يحدث في حال مغادرتها، مثل أن يؤذي نفسه أو يهددها ويهدد سلامة أسرتها.

ويتحول الذنب إلى شعور بالعار والذنب، تجاه كل شيء وتتدمر ثقتها بنفسها؛ فترى أن كل ما تفعله خطأ، وتتحول رؤيتها لإساءة الشريك إلى رؤيتها لنفسها كشريكة حياة سيئة.

ومن ثم تبدأ في إهمال احتياجاتها واتخاذ قرارات ضد مصلحتها، وتبدأ في العزلة؛ فتقطع علاقاتها بأصدقائها وعائلتها مثلما يعزز المعتدي من فكرة أنهم خطر على العلاقة أو سبب المشكلات.

وهنا تصل الضحية إلى مرحلة تعجز فيها عن التعرف على نفسها والإلمام بالواقع، ويعزز ذلك الشريك المسيء بكلمات مثل: “أنتِ مجنونة، هذا لم يحدث”، “كل هذا في رأسك أنت” أو “أنتِ مصابة بجنون الارتياب”، وهنا تشعر الضحية بالارتباك وتصدق مثل هذه الأقوال، وقد تصاب بأمراض الاكتئاب والقلق والبرانويا واضطراب ما بعد الصدمة.

وعندما تعجز الضحية عن تحمل المزيد يقوم الطرف المسيء بعمل شيء لطيف أو الاعتذار، بعدما يقوم بفعل شيء سيء، فيتحول شعورها إلى الامتنان وتبدأ في الموافقة على النقد وتقبله.

ويتطور شعور الضحية بالذنب إلى الشعور بالعار من كينونتها وخطأ معتقداتها وأنها مخطئة على الدوام وغير مستحقة للحب والاحترام؛ فتغير من معتقداتها وتنعزل عمن كان جزء من تكوين هذه المعتقدات أو مشاركتها.

لا تستسلمي!
إذا كنتِ إحدى ضحايا علاقة مؤذية ،فلا تنخدعي بهذه الشرك الذي ينصبه لكِ المعتدي، ولا تلقي باللوم على نفسك وتعلمي أن تغفري لها. وابحثي عن الدعم المناسب وتحدثي عما حدث لكِ؛ فأسوأ ما يمكن فعله هو كبح هذه المشاعر السلبية بالداخل.

أما إذا سمعت أن أحدهم وقع ضحية لعلاقة مسيئة فتجنبي الحكم عليه أو إلقاء اللوم، وشجعيهم على الحديث وساعديهم في الحصول على المساعدة اللازمة، واعلمي أنهم غير مسئولين عن الإساءات التي تعرضوا إليها كونهم أخطأوا الحكم على الشريك، وأن سوء تقديرهم للأمور لا يبرر تعرضهم للإساءة والإهانة.

تحدثي مع الآخرين عن العلاقات المسيئة وضررها، فالإساءة تنمو وتزدهر مع الصمت وفي الظلام.

نقلا عن شيزلونج

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع