الأقباط متحدون - عماد الدين أديب «بيحوّر فى الحوارات
  • ٢٠:٤١
  • الجمعة , ٦ ابريل ٢٠١٨
English version

عماد الدين أديب «بيحوّر فى الحوارات

مقالات مختارة | حمدى رزق

٢٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٦ ابريل ٢٠١٨

حمدى رزق
حمدى رزق

هرمنا من التلاعب بالمصطلحات الناعمة التى تتسلل بهدووووووء إلى مخادع البسطاء فتدغدغ مشاعرهم فينامون فى خدر لذيذ، سئمنا من «العرّابين» الذين يجولون على الفضائيات حاملين بضاعة منتهية الصلاحية بحثاً عن أسواق تهضم بضاعتهم الفاسدة.

حديث المصالحة الذى أعلنه زمناً بـ«فجاجة» العرّاب الدكتور سعد الدين إبراهيم، ولقى رفضاً بلغ حد الكراهية المجتمعية يعانى منها الرجل فى سنواته الأخيرة، يعاد ضخه بـ«نعومة» بلسان معسول يمتلكه الأستاذ عماد الدين أديب، الذى يجول على الفضائيات حاملاً رسالة مفخخة مؤداها «لنكن أكثر تعاطفاً مع شباب الإخوان»، يشيّرها بطرق أكثر «احترافية» التفافاً على الرفض المتوقع نخبوياً وشعبوياً.

الأستاذ الذى عاد إذ فجأة قبيل الانتخابات الرئاسية، يتحدث عن الحوار مع من يسميهم شباب الإخوان ومن لف لفهم وتبع طريقهم من الشباب الذين لم يحملوا السلاح، يا ولدااااه يشعرون بالمظلومية، يفكرك بمواصفات الشباب النقى الطاهر، بإضافة قليل من الثوم المفرى وكثير من البهار الحار على الكبدة الفاسدة وبالهنا والشفا.

يستحق الأستاذ عماد الدين أديب وراثة دور «العرّاب» من الدكتور «سعد»، يااااه وراء الأكمة ما وراءها، العرّاب الجديد يلعب أخطر أدواره، وربما آخر أدواره على الساحة المصرية، وهن العظم وشاب الرأس، يستميت العرّاب فى إنجاز التكليف الأخير، يتحمل عنتاً، لا يحفل كثيراً بالاتهامات، العرّاب عادة بارد الأعصاب.

العرّاب يلعب بمهارة على حبل «المصالحة المخفية»، الأستاذ عماد مهموم وطنيا، لا ينام الليل من ثقل المسؤولية الوطنية، يتحدث بحنو بالغ على من لم يرفع السلاح، وهم يستبطنون كرهاً لنا جميعاً، وعلى أهبة الاستعداد لرفع السلاح فى وجوهنا، لولا القوة الغاشمة التى تجلت فى العملية سيناء 2018.

يعلم الأستاذ «عماد» أن المصالحة مصطلح مرفوض، لكنه يجول به فى الشوارع السياسية الزلقة بمصطلحات مراوغة، يتسلل، ينقب كوة فى حائط الرفض، يستزرع فى أرض مالحة، يوطئ للمصالحة، ويمهد لما سيأتى، تمهيد المسرح صنعة.

لا تسل عن مصلحة العرّاب فى مصالحة مرفوضة، العرّاب له حسابات أخرى، يعرف أن المهمة مستحيلة، يعلم أنه حتماً ولابد من حساب كل من تآمر وخان وباع أو كسر «كوباية» من ممتلكات الشعب، الإخوان حسابهم مع الشعب المصرى عسير وثقيل، والدم مغرق أيديهم جميعاً لا أستثنى منهم أحداً حتى الشباب المتعاطف.

الأستاذ «بيحوّر فى الحوارات»، لعلمك هذه أفكار ليست واردة على عقول هؤلاء المجرمين لتتبناها عنهم وتحمل وزرها، أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون، هؤلاء يرومون انتقاماً، ومفطورون على الثأر، ويقتاتون القتل، الإخوان قتلوا أولادنا، نحروا قلوب الأحبة، طيب وأولاد الشهداء المكلومون.. ألا يستحقون تعاطفكم، وحتى تعاطفك معهم مش كفاية، هو إيه الحكاية؟!.

حوار مع مَن؟.. مع قتلة، محرضين، مكفراتية، هؤلاء استباحونا جميعاً، نساءً ورجالاً، خرجوا علينا خروجة الأعداء، وهم أعداء ألداء، واعلم أن الأوساط الشعبية التى تستهدفها بحواراتكم ترفض صنيعكم، ولا تقبل من هؤلاء صلحاً، ولا تطلب لهم عفواً، بضاعتكم مرفوضة شعبياً، وجرب وسترى، انزل إلى الشارع جنب منزلك، واسأل البواب: هل تقبل الحوار مع شباب الإخوان الذين يبكون ظلما؟.. سيستعيذ بالله منهم ومنكم ومن الشيطان الرجيم
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع