.. قال : قد أُكمــل !!
نبيل المقدس
الجمعة ٦ ابريل ٢٠١٨
نبيل المقدس
كَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا مَمْلُوًّا خَّلاً، فَمَلأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ. فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ:«قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. يو 19 : 29 – 30 .
كل شيء " قد أُكمل " في نظر المسيح , يعني أن كل ما يلزم لذبيحة الفداء وتقديمها أمام الآب قد أتمه بل وأستوفاه لكي يعطي حياة جديدة للإنسان , وعلي منوال ما صنعه الله بالكلمة في البدء وأكتملت السموات والأرض وكل ما عليها من مخلوقات حيوانية ونباتية وكواكب وأجرام في ستة أيام , وإرتاح الله في اليوم السابع من عمله .. تكوين 2 : 1-2 .. نجد أن المسيح قد فرغ للتو في اليوم السادس .. ليدخل راحته في اليوم السابع أيضا ليستريح من كل أعماله التي عملها.
ومن التعبيرات الجميلة التي قراتها " أن الطبيعة إستجابت لكلمة المسيح " قد اُكمل " فإبتدأ العالم القديم يتداعي أمام العالم الجديد الذي خُلق , فتزلزلت الأرض , وتشققت الصخور , وإنشق حجاب الهيكل " أي جسده " , لكي يُتيح للإنسان أن يدخل قدس الأقداس الذي كان حجرا علي رئيس الكهنة .. وبتعبير آخر لكي يفتح عالم الله علي الإنسان .
أما عن الإناء ونوع الخل فقد ذكرهما يوحنا فقط في انجيله .. هذا النوع من الخل أصله باللغة الأصلية نبيذ فاسد تعود العسكر الرومانيين شربه لرخص ثمنه .. وعلينا أن نلاحظ أن وجود إناء وإسفنجة وزوفا " عصا طويلة " يدل تماما أنها جزء من ترتيبات وطقوس عمليات الصلب , ونستنتج أيضا أن إعطاءه الخل هو نوع من الرحمة وليس المقصود به السخرية به أو مضايقته . ومن عظمة المشهد أن المسيح قد طلب ليشرب لكي يستطيع أن يتفوه بأعظم كلمة وآخر كلمة قالها المسيح " قد أكمل " إنها صرخة النصر .. فقد أكمل عملا مبهرا .. عمل الخلاص للإنسان .. هذه اللحظة صعب علي أي كاتب محنك أن يصفها .
قد اُكمل ................. !!!