الأقباط متحدون | وترك صندوق صدقاته
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٣٠ | الاثنين ٣٠ مايو ٢٠١١ | ٢٢ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

وترك صندوق صدقاته

الاثنين ٣٠ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :زهير دعيم
"وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.
2 وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ، كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ.
3 فَهذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلاَ الْهَيْكَلَ، سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً.
4 فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا، وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَيْنَا!»
5 فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِرًا أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئًا.
6 فَقَالَ بُطْرُسُ: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!».
7 وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ،
8 فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ" .
لقد كان همّ هذا الأعرج الكسيح الذهب والفضّة والمال ...فهو لا يعرف غيرها ، وكأني به نسي موضوع الشّفاء ، ونسي رحمة السماء ، ونسي الآية الذهبيّة العابقة بشذا المحبّة : "أنا هو الربّ شافيك".
فعندما سمع بطرس يقول له ان لا ذهب معه ولا فضّة ، أتخيّله قد امتعض واشمأز وانزعج في نفسه قائلا: ماذا يريدان هذان الجليليان ان يقولا ؟ ما هذه الكلمات الفارغة التي لا تسمن ، فالجوع والعوز يا سيدي دواؤهما المال ...امتعض واشمأز الى حين ، ويا ليته انتظر قليلا ، أو كما تقول جدتي : طوّل روحه شوية" ، فهذان الجليليان تلميذان لسيّد غلب الموت وقهر المرض والشرّ ولوى عنق العاصفة وصرّ البحر في كفّيه.
يا ليته انتظر قليلا!
ولكن لا بأس فالرحمة الالهية غامرة لا تعرف الحدود. فقد استفاق هذا الاعرج على اسم ارتجّت لسماعه الكينونة ..." ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!
فقام حالا بعد ان امسك به بطرس ، قام يمشي ويركض ويُسبّح ، ناسيا انك كان مقعدًا مذ جاء الى هذه الدنيا .
أيّ اسم عجيب هذا " يسوع الناصريّ "!
أيّ إله رائع هذا ال" يسوع الناصريّ ".
فالشمس لا تُشرق الا بإذنه ، والزقزقة لا تخرج من حنجرة العندليب الا بأمره ، والموجة لا تتحرك الا بموافقته ، والصبح لا يتنفّس الا باشارة منه ، وكذا النسائم والبهائم والازهار والاشعار والانهار والافكار ، فكلّها تأتمر بأمره.
لا ذهب ولا فضة قال بطرس ...ناسيًا انّ سيّده ملك الملوك ،فكنوز الكينونة ملكه وله ...ناسيا انه المالك العظيم والماليء البسيطة بمجده ، الغنيّ الباسط جلاله على كل نفس ، الواهب خيراته لكلّ حيّ.
قام الكسيح جديدا، قام يركض الى الهيكل وأظنّه ترك من فرحته علبة صدقاته ، فما عادت تنفعه ، أليست هي رمز العوز والعاهة والمرض والذّل والانكسار ؟.
لقد انقضى ذاك العهد ، وجاء عهد جديد يحمل ترنيمة جديدة ، عهد الكرامة والعمل والحياة ..... عهد جمع الحصاد....
انقضى ذاك العهد البائد..انقضى الى غير رجعة ، فالمهمّة اليوم أن يخبر بما فعله الجليليّ الأعظم والخزّاف الأكبر به ، يخبر وهو يقفز ويعدو وينظر الى رجليه بين الفينة والفينة....انهما قويتان.
يُخبر ان فوق الاطباء طبيب سرمديّ تخافه العلّة ويخشاه الموت ، وأنّ فوق العالي هناك الاعلى الذي يرغب ويريد أن يعين ويرحم ويُطهّر ويُخلّص الى التمام.
كان ذاك يومه الاخير عند " باب الجميل "عند السجن المقيت ، الكبير ، المعتم المسمّى العاهة.
لقد تحرّر وانفكت رباطات نفسه وجسده فما عاد المال دينه ، وما عادت الفضة ديدنه ، بل بات لا ينظر الا الى فوق ؛ خلف الجبال ينتظر الآتي على السحاب.
عاد جديدا ...يصول ويجول يعطي ما اعطاه يسوع وينتظر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :