جواز الإخوان
بقلم: مينا ملاك
كنت قد كتب أول مقالاتي في هذه الجريدة بعنوان جواز الوزراء، واليوم أحدثكم عن جواز الإخوان، وكلنا نعلم أن الأخ لا يجوز له الجواز من واحدة من خارج الأخوات وإلا يصير فلوطة، ولا تسلني عن ما هي الفلوطة أو ما هو الفلوط، وكلنا نعلم أن من هي من غير الأخوات فهي أدنى حتى لو كانت مسلمة، وهذا يقودني لسؤال مفاجئ، لماذا إذن أباح الإسلام الزواج بغير المسلمات في حين لا يبيح الإخوان الزواج من غير الأخوات؟!
ومن تكلم حتى أراك، لتكلم حتى نتسلى، الكلام مفيد في كل الأحوال، فإما أراك وأعرف أفكارك، أويثير ضحكي في وقت يعز علينا الضحك فيه، ويتعزز، وأنا حاولت الجواز من داخل العيلة فلم أجد بنات، وحاولت الجواز من خارج العيلة فلم أجد بنات، فقال لي أبي بعد ما مات إتجوز حاجة مستوردة، وبرضه لم أجد بنات، ومصر ليست متجوزة فقررت أن أتجوزها، وأخلف بلاد صغيرة، يجروا ويتنططوا حوالينا، ولكن مصر رفضت لأنها تأبى على نفسها أن تستبدل ما هو خير بما هو أدنى، فاختارت الجواز من أفغاني، وقالت طظ فيك، ورغم هذا لم أسحب الجنسية منها، فهي مصر، ولو سحبت منها الجنسية بما ستتجنس.
وأصحاب العقول في راحة، وأصحاب الأفكار المستنيرة قلقين على مستقبل مصر مع هذا الرجل الأفغاني الذي يوهمها بتقواه، وهو طامع، وأنا أقبل أن تكون طامح لكن أن تكون طامع فلا أقبل، ولا غيري سيقبل، ومن سقط منهم ألف شهيد لا مانع لديهم أن يسقط منهم ألف أخرى ما دام مصر تريد مهر أغلى لتعرف من يقدرها ويفديها بدماه، وأنا أعذر مصر لقصر نظرها فهي تصدق المظاهر ولذلك فأنا لن أزعل من مصر، فهي مرغمة أو موهومة، وبيني وبينكم دم شهداء سال أو سيسيل، فالطريق للسلطة مفروش بالدماء، فمن اراد السلطة يصون الدماء، ولا يدوس عليها، وإن صانها عليه أن يذكر أن سيترك السلطة يوماً، وإن داس الدماء فهو على يقين وعلى رغبة بأنه لن يهجرها.
فالديمقراطية ليست سلم نطلع عليه ولا ننزل بعد ذلك، فالسلم الذي يطلعك يجب أن تعرف أنه قد ينزلك، وإن لم تقبل بذلك، فعليك ألا تستخدمه، وإن كنت محظوظ لأن هناك فقر وجهل يدعمان سلمك، فهناك يوم سيرى حتى الجهلاء ظلمك، وحينها لن ينجيك منهم أحد، واذكر الأولين كيف كانوا يحتمون بالفقر، فقهرهم، وإن لم تذكر فالشعب المصري يذكر، وأظنك رأيت كيف امتلأ ميدان التحرير ثانيةً بالشعب المصري، فالميدان لم يغلق، والشعب المصري لم يهجر مصر لكندا، وإن كنت كذبت في وسائل إعلامك، وقلت أنهم عشرة آلاف، وصدقك البعض، فمصيبتك أكبر لو كنت صدقت أنت كذبتك، وحينها ستكون قد سقطت لو لم تكن قد رأيت الحقيقة.
المختصر المفيد: لا زالت الثورة تنبض وواهم من ظن أنه سرقها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :