الأقباط متحدون - قانون رفاعى الدسوقى!
  • ١٦:٥٤
  • الاثنين , ٩ ابريل ٢٠١٨
English version

قانون رفاعى الدسوقى!

مقالات مختارة | بقلم: حمدى رزق

٣٩: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٩ ابريل ٢٠١٨

 
منه لله الممثل محمد رمضان، الملقب بـ«الأسطورة»، مشهد قميص النوم لا يزال حاضراً فى الذاكرة الشعبية، جزار اتهم تاجر مواشٍ بإجباره على توقيع إيصالات أمانة بسبب خلافات مالية بينهما، لم يجد أبناء الجزار طريقة للرد سوى اختطاف ابن تاجر المواشى وتجريده من ملابسه وإجباره على ارتداء قميص نوم حريمى وفضحه وتجريسه فى شوارع «أوسيم».
«الجُرْسَةُ» لغوياً هى التَّسْمِيعُ والتَّنْدِيدُ بمَن اقترف ما يُنافى المُروءَة، وإنسانياً فضيحة من الفضح العلنى، ومجتمعياً عار يلاحق المجنى عليه كسُبّة طوال العمر، لا يستطيع أن ينظر فى عينى المارة فى الشوارع، ويتخفى عن الأنظار، عار وشنار.
 
المشهد المخجل بتفاصيله الشاذة، والذى تكرر مرات ومرات وفى قرى ما بين الصعيد وبحرى، مقتبس بحذافيره من مسلسل «الأسطورة» للنجم محمد رمضان، الذى أضاف إلى عوالم البلطجة مشهداً بات متكرراً، وصارت مادة «قميص النوم» فى قانون «رفاعى الدسوقى»، بطل المسلسل، مطبقة فى الحوارى والأزقة، منسوبة إلى نجم نجوم المحروسة.
 
ورغم تنصل محمد رمضان من مشهد «قميص النوم» بأن هذه حادثة بنت شارعها، وليست من افتكاس الأسطورة، الثابت أن سبب شيوعها على هذا النحو الشاذ هذا المسلسل، الذى كان نقلة مجرمة فى عوالم البلطجة، رسم طريقاً للانتقام بجرسة قميص النوم، زفة رفاعى الدسوقى.
 
فضيحة أوسيم بجلاجل، يا ربى هل هؤلاء ولاد بلد بحق وحقيق، ألم يمر بهم قانون العيب مثلاً؟.. طفح جديرى على وجه المحروسة، هؤلاء زُعران وقُطّاع طرق يتسلحون بالسكاكين يذبحون الفضيلة والإنسانية، يحكمهم قانون رفاعى الدسوقى، يقتاتون مشاهد الأسطورة كالأفيون الخام.
 
لا احترام لآدمية ولا لإنسانية ولا عرف ولا تقاليد ولا حتى دين، يزفون «شحط مشحوط» من قفاه بقميص النوم ويدورون به فى الحوارى، ومن ده بكرة على الفيس مفضوحاً، صورة عار، فضيحة، والأكادة حفاوة المواقع الإلكترونية بالجرسة، شيّر وجرّس يا وله.. أتحتفون بالعار؟.
 
هذه جُرسة تعر، المجتمع يتعرى، يخلع آخر قطعة من ملابسه، يعانى خللاً، بشر مختل، باين فى القصة الشاذة مجتمعياً وشعبياً الخلل العقلى الرهيب، خلاف مالى مثله يحدث آلاف المرات كل يوم، التجارة الورقية بالشيكات وإيصالات الأمانة منتشرة فى القطر المصرى، أما التجريد من الثياب والجرسة بقميص النوم انتقاماً فهذا ليس من طبائع المصريين.
 
رفاعى الدسوقى وضع مادة قميص النوم فى هذا القانون الوضيع، يشبه قانون الغاب، «رفاعى» أول مَن افتكس التجريس بقميص النوم درامياً على الشاشة الصغيرة، «رفاعى» بلطجى قرارى صار نموذجاً يحاكيه الزُّعران ع النواصى، دماغ «رفاعى» القَرعة صارت موضة فى محال الحلاقة.
 
إذا كان الأسطورة «رفاعى» صار قدوة ونموذجاً، فقُل على البلد السلام، قلنا ونشف ريقنا: إن هذه المسلسلات لن تخلّف سوى جُرَس وفضائح، وما صدقنا أحد، قالوا إبداع من البدع، آخرتها لبسنا فى الحيطة، يُجرِّسون شاباً بقميص نوم حريمى على اللحم ويزفونه فى الشوارع كاللحم المكشوف يعف عليه ذباب الفيس بوك، لا يعف الذباب إلا على قذارة.. مطلوب حملة نظافة أخلاقية، إنت فين يا دكتور عكاشة، الناس اتخبلت!.
نقلاعن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع