أخذتُ استراحة من وسائل الاعلام الاجتماعية، وأنصحكم بذلك أيضاً
منوعات | .vice
٠٢:
٠١
م +02:00 EET
الثلاثاء ١٠ ابريل ٢٠١٨
فتح صفحات وسائل الاعلام الاجتماعية كل يوم لرؤية أخبار الموت والدمار يُمكن أن يكون أمراً مرهقاً. ثُم هناك الخطاب، والتعليقات الغير مرغوب فيها، الاشمئزاز العام، لافتات الفضائل، وحياةُ الآخرين التي تُدفع باستمرار في وجهك. خلال الصيف، لم أستطع التحمل. كنتُ أدرس الفكرة لعدة أسابيع، ولكن مع العلم أنها ليست جزءً أساسياً من عملي، فقد كُنتُ أقاومه لبعض الوقت. قمتُ بتعطيل حساباتي، دون سابق إنذار. ذهبتُ أولاً إلى تويتر، ثم الفيسبوك، ثم مُباشرةً قمتُ بحذف جميع تطبيقات وسائل الاعلام الاجتماعية من هاتفي الأيفون.
"سوف يشتاقُ إليكَ أصدقائُك،" قال لي الفيسبوك. جلستُ في مكتبي في صدمةٍ أنّ التطبيقَ يجرؤُ لإخباري كيف أعيشُ حياتي. تباً لذلك. أنا فعلاً انتهيتُ منه. لأول مرة منذُ وقتٍ طويل، أستطيعُ التنفس. كنتُ مُستقلاً بنفسي. ولكنّي استطعتُ إسكات غضب وضجيج المنشورات والتعليقات التي كانت تُلاحقني.
كانَ يُمكن الوصول إليّ فقط عن طريق البريد الإلكتروني والهاتف، وفقط من قبل أولئك الذين لديهم بالفعل معلومات الاتصال الأساسية الخاصة بي. أولئك الذين لم يُشاركوا في إضاعة وقتي. أصبحتُ خاضعاً لعدد من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية المعنية - وحتى بعض رسائل "هل أنتَ بخير؟ رأيتُ أنّكَ لم تعُد على حاضراً في تويتر ".
ولكنني كنتُ بخير، أكثرَ مما كُنتُ عليهِ في أي وقتٍ من العام الماضي وحتى في حياتي كُلها. أصبحتُ غيرَ مدفوعاً لكي أفتح وأُغلق تطبيقات وسائل الاعلام الاجتماعية وكنتُ قادراً على مُعالجة الأحداث الجارية دون رؤية الناس بشكلٍ دائم وإعطاء رأيي بهم.
في الآونة الأخيرة، بعدَ إعادة تنشيط كل ما عندي من حسابات وسائل الاعلام الاجتماعية، تواصلتُ مع طبيبة النفسية ورئيسة الإرشاد الطبي فيTalkspace ، نيكول أميسبوري، لفهم لماذا بدا الناسُ مُنزعجين من عزمي على أخذ استراحة. Talkspace هي شركة العلاج عبر الإنترنت التي لديها برنامج يهدف إلى علاج الناس من الإدمان على وسائل الاعلام الاجتماعية.
لماذا أصبحَ الناسُ قلقينَ جداً من أخذي لاستراحة من شيء معروف بأنه مُجهد للعقل؟ ومع عدم كونه جزءاً أساسياً من وظيفتي، كما هو الحال بالنسبة لكثير من الناس، هل كانَ من المستحسن بالنسبة لي أن ابتعد وآخُذَ نفساً أنا في أمَسّ الحاجة إليه؟ "إذا كنتَ بعيداً عنها، وبدأ الناسُ في التساؤل عما إذا كُنتَ مريضاً، [فهُم] لم يسمعوا منك"، قالت لي أميسبوري. " يُمكنُ أن يكون الأمرُ مُغرياً جداً:" نحنُ نفتقد مشاركاتك، لماذا لم تعُد تُعجب بمنشوراتي". هذا ليس بالضرورة شيئا سيئاً، ولكن أعتقدُ أنهُ لن يذهب بعيداً، يجبُ ألّا تعاندهُ بالضرورة، ولكن يجب عليكَ معرفة كيفية جعله يعمل من أجلك".
أصبحَ من الواضحِ بالنسبة لي عندما كُنتُ أُمسكُ بطريق الخطأ بهاتفي في الأيام القليلة الأولى من استراحتي للتحقق من تطبيق تويتر، والذي لم يعُد موجوداً، أنني كنتُ أتعرّضُ لفقدان السيطرة على اندفاعي لتفعيل حساباتي وكتابة المنشورات. تقول أميسبوري أنّ هذه إحدى العلامات التي يُمكنُ أن تشير إلى خطورة الإدمان على استعمال وسائل الإعلام الاجتماعية. وتقول ايمسبوري "أعتقدُ أنّ الكثيرَ من الناس يُجربون ما يشعرونَ بالارتياح له". "عندما تبدأ في الشعور وكأنك تفقدُ السيطرة، تبدأ المشاكل بالحدوث."
حتى عندما بدأتُ بالشعورِ بالعُزلة، كُنتُ أعرفُ أنني كنتُ أتجنّب مُشاهدة صدمات الآخرين، من الكلمات والصور التي، بأقل القليل، كانت تثيرني. خاصةً وأنني ما زلتً أشعرُ بالحزنِ لانتحار صديقٍ مُقرّب قد قضى في العام الماضي، فإنّ تويتر ليس مكاناً آمنا بالنسبة لي، إذ يبدو أنّ التعبير عن التفكير الانتحاري يبدو شائعاً بين الشباب "- أريدُ أن أموت، لول". وهي تتكرر لآلاف المرات. إنها الكوميديا الداكنة التي تُسهّل الاتصال مع الآخرين الذين يشتركون معك بنفس المشاعر. إلّا أنها ليست جميعها مضحكاً عندما تكونُ قد فقدتَ شخصاً ما مؤخراً بسبب الانتحار.
تقول ايمسبوري "أنّ الناسَ يتحدثونَ عن حساب الرئيس على تويتر، وكيف يتحدثُ الناسُ إلى بعضهم البعض، وبعضُ الأمور النشطة الصادمة جداً التي تحدثُ على الفيسبوك. ومع ذلك، في سياق كل الفوضى التي نتعرّضُ لها، هل وسائل الاعلام الاجتماعية جيدة حقاً للمجتمع؟
كُلّما سألني شخصٌ ما كيف تسير استراحتي من وسائل الاعلام الاجتماعية، أودُّ حينها أن أصفها بأنّها "نعمة". كنتُ وحيداً مع أفكاري، في سلام، من دون ضغطٍ للدخول في مناقشات مُجهدة مع الغرباء على شبكات الانترنت. رأيتُ المزيد من الأصدقاء، أخذتُ المزيد من الصور مع عدم وجود نية لنشرها في أي مكان لجلب الإعجاب من قبل الناس. قمتُ برحلاتٍ إلى الشلالات، وقضاء الوقتِ مع الشخص الذي أحب. ولكن مع كل هذا، من الصعب الهروب تماماً عندما يكونُ الناسُ الذين أجلسُ معهم في الواقع لديهم حسابات وسائل اجتماعية، أو عندما يُرسل لي الأصدقاء روابط أو تويتات تحتوي على النكات أو الأخبار.
وتُشير أميسبوري إلى أنّ عدداً كبيراً من الناس يهمّونَ لإتخاذ استراحات من وسائل الاعلام الاجتماعية، بينما يقضونَ إجازاتهم من العمل. ولكن إذا لم يكُن لديك الوقت، ولا تزال تجدُ الحاجة في نفسك إلى أن تقضي وقتاً على وسائل الاعلام الاجتماعية، فلديها توصية.
وتُضيف "أعتقدُ أنّ الجميع يتعاملون مع الفكرة"، مُوضحةً ما وصفته بـ "القاعدة 20-20-20". وتقل أميسبوري "إذا قضيتَ 20 دقيقة أمام الشاشة، فيجبُ عليكَ بعد ذلك أن تأخذ استراحة 20 ثانية وتنظر إلى مسافة 20 قدماً أمامك. انظروا إلى شيء مُختلف تماماً ولا علاقة له بشاشة الكمبيوتر على الإطلاق، وأعطِ نفسك استراحة".
على الرغمِ من أن القاعدة 20-20-20 هي حلٌّ تقليدي لصحة العين فقط، تقول أميسبوري، يُمكنُ أن يكونَ مُفيداً لتطوير الذهن عند استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية". استرخِ، أنظر بعيداً، فكّر، حسناً، هل أنا حصلتُ على ما أُريد من خلال تسجيل الدخول؟".
على الرغم من أنني شعرت بالمشي وراء الآخرين في دورة الأخبار، فلا يزالُ شعوري في لحظات كثيرة في جميع أوقات استراحتي من وسائل الاعلام الاجتماعية هو انقطاع الاتصال. وبعد أسبوع، وجدتُ نفسي أُعيد تفعيل حسابي على الفيسبوك من أجل القيام بوظيفتي بشكل صحيح. (فالفيسبوك ما هو إلا دليل هاتف حديث، وبالتالي هو أسهلُ تفادياً بالنسبة لي.) ولكن، تطلبني الأمرُ أكثرَ من شهرٍ للتعامل مع تويتر، وهذا إنجازٌ كبير حقاً بالنسبة لي حيثُ أنني لم أُقدم أبداً على تعطيل حسابي منذُ بدأتُ استخدامه في عام 2009. كلّ يوم، أريدُ التعطيل مرة أخرى والإبتعاد عن "نفسية مُدمني الكوكايين"، كما يدعوها الزميل في فايس الكاتب درو براون.
على الرغم من أنني قد عطلتُ الحسابات، فأنا أفعلُ ذلك ببراعةٍ مع حدود شخصيتي. أنا عادةً لا أفتح تويتر إلا خلال ساعات العمل; ولا أكتبُ عن أشياء شخصية في مشاركاتي (الآن)؛ تطبيقُ تويتر ليسَ على هاتفي; كتمتُ جميع إشعارات وسائل الاعلام الاجتماعية; أبذلُ قصارى جهدي لاستخدام البريد الإلكتروني والرسائل النصية بدلاً من التواصل على وسائل الاعلام الاجتماعية. أكتمُ الكثيرَ من الكلمات في قلبي، قمتُ بإلغاء متابعة بعض الناس، واخترتُ تشغيل فلتر الانتقاء.
ولكن بقدر ما أكره هذا القرف مع كل ذرة من كينونتي، فإنه لا يزال جزءاً من حياتي ووظيفتي. وفي جميع الاحتمالات، قد يكون المثلُ بالنسبة لكَ أيضاً.
تقولُ أميسبوري: "إذا اعتقدَ أيُّ شخصٍ أنّ وسائل الإعلام الاجتماعية كانت ضحلة أو أنها كانت نوعاً من البريستيج، أو أنها كانت مُجرّد طريقة يستعملها الناس للتعبير عن أنفسهم، فأنا أعتقدُ أنهم على خطأ.
"الناس يستخدمونها لأغراض شخصية بشكلٍ لا يصدق، بالانتقال واللمس، ولديها قدرة كبيرة على القيام بأشياء عظيمة كما أنها تُلحق الضرر."
الكلمات المتعلقة