- الأسواني: مظاهر التدين لا تعكس سماحة الدين، والفاشيون هم من يروا أن الديمقراطية حرام!
- السكران: الدين تحول على يد البعض إلى تجارة أو أداة للقهر والإرهاب
- قانون حرية تداول المعلومات.. أداة الشعب للمشاركة السياسية ومكافحة الفساد
- كتاب جديد: الأزمة الحالية ليست في العلمانية ولا في الإسلام ولكن في تشوه العقل العربي
- قنابل مثيرة للضحك أطلقها نشطاء "تويتر" ضد مظاهرات "روكسي"!
د. "سميكة": الملك "فؤاد" أصرَّ على تنفيذ قراره وضم المتحف القبطي إلى أملاك الدولة
* دكتور "سمير سميكة" في حوار لـ"الأقباط متحدون":
- أحب التاريخ ولكن أجبرتني أسرتي على دخول كلية الطب.
- مذكرات "مرقس باشا" بها معلومات هامة عن الحضارة القبطية بصفة عامة.
- "مرقس باشا" جاب جميع الكنائس والأديرة يبحث عن المقتنيات القبطية الأثرية.
- تم الحصول على الأموال اللازمة لإنشاء المتحف من خلال اكتتاب.
- المتحف القبطي اجتذب المهتمين بالآثار والفن من جميع الجنسيات والعقائد.
- تم نقل حوالي عشرة آلاف قطعة أثرية من المتحف المصري إلى المتحف القبطي.
أجرى الحوار: ميرفت عياد
مع أولى خطواتك داخل المتحف القبطي، تجد على يسارك تمثالًا نصفيًا لـ"مرقس باشا سميكة"، ذلك الرجل الذي يرجع إليه الفضل في إنشاء المتحف القبطي، وفي الاهتمام بالآثار القبطية وحفظها من الإهمال والاندثار.
شهد عام 1864 مولد "مرقس باشا سميكة" في الأزبكية، وهو ينتمي إلى أسرة عريقة ثرية، وعمل لفترة في مصلحة السكك الحديدية، إلا أنه ترك وظيفته للتفرُّغ للمتحف القبطي الذي أولاه كل اهنمامه وعنايته. وقد مُنح خلال حياته درجة البكوية والباشاوية؛ تقديرًا لجهوده، كما كان عضوًا فخريًا في مجمع الأثريين، واُنتخب عضوًا في المجمع الجغرافي الملكي بـ"إنجلترا"، وفارق الحياة عام 1944 تاركًا خلفه ذكرى عطرة تتناقلها الأجيال.
ولمعرفة الكثير عن "مرقس باشا سميكة" وعن المتحف القبطي، قامت "الأقباط متحدون" بإجراء هذا الحوار مع الكاتب الدكتور "سمير سميكة" طبيب النساء والتوليد وحفيد "مرقس باشا سميكة"..
* بدايةً، كم من السنوات قضيتها مع "مرقس باشا سميكة"؟
بعد وفاة جدتي عاش جدي "مرقس باشا سميكة" معنا، وكان عمري وقت وفاته 9 سنوات، وفي أواخر أيامه أُصيب بمياه بيضاء بعينيه أضعفت بصره كثيرًا، وكان في انتظار إجراء عملية لها ولكنه مات قبل إجراءها.
* متى كتب "مرقس باشا سميكة" مذكراته؟
لم يكتب جدي مذكراته بسبب ضعف بصره في آخر فترة من حياته، إلا أنه قام بإملائها، وهذه المذكرات هي التي قمت بنشرها في كتاب مؤخرًا إلى جانب العديد من المستندات الرسمية الخاصة بشغله وحياته وبالمتحف القبطي.
* لماذا أصدرت مذكراته باللغة الإنجليزية؟
لأنها كانت مكتوبة باللغة الإنجليزية، ولم أرغب في ترجمتها حتى لا تفقد شيئًا من محتواها.
* هل ورثت من جدك حب التاريخ والآثار؟
بالفعل أنا أحب التاريخ، لدرجة أنني أردت أن أدخل كلية الآداب قسم التاريخ، إلا أن أسرتي أجبرتني على دخول كلية الطب؛ إرضاءً لجدي من والدتي "نجيب محفوظ باشا" الذي عملت لفترة مساعدًا له، حيث إنني كنت الحفيد الأكبر لأسرتي.
* هل كنت تذهب مع جدك إلى المتحف القبطي؟
نعم كنت أذهب معه كثيرًا في أيام الأجازات، ولكنني لم أكن أهتم كثيرًا بالمتحف، وكنت كطفل كل ما يشغلني هو لعب الكرة.
* ما الذي دفعك إلى إخراج مذكرات جدك بعد هذه السنين الطويلة؟
إن مهنة الطب من المهن التي تستحوذ على وقت الإنسان، لهذا لم أنتبه إلى هذا الأمر إلا بعد أن تقاعدت وأصبح لدى وقت فراغ كبير؛ فقرأت المذكرات ووجدت بها معلومات هامة جدًا عن المتحف القبطي وعن "مرقس باشا سميكة"، وعن الحضارة القبطية بصفة عامة.
* ما الذي وجَّه نظر "مرقس باشا سميكة" إلى الاهتمام بالآثار القبطية؟
كان جدي منذ طفولته يعشق الذهاب إلى متحف "بولاق"، وزيارة الكنائس والأديرة والجوامع القديمة، وكان مولعًا بالآثار بوجه عام.
* كيف بدأت فكرة إنشاء المتحف القبطي؟
في إحدى زيارات "مرقس باشا"- وكيل المجلس الملي- للبابا "كيرلس الخامس"، وجد لديه العديد من الأواني الكنسية القديمة، وعلب فضية لحفظ الكتاب المقدس يجمعها ليقوم بصهرها وشراء أشياء جديدة، وعندما وجد جدي أن هذه المقتنيات تعود إلى القرن الـ14 والـ15 الميلادي، قرَّر أن يشتريها لتكون النواة الأولى للمتحف القبطي، حيث وافق البابا على إعطاءه حجرة بجانب الكنيسة المعلقة لجمع هذه المقتنيات الثمينة.
* كيف تم جمع مقتنيات المتحف القبطي؟
منذ بزوغ فكرة إنشاء المتحف القبطي، ذهب "مرقس باشا" إلى جميع الكنائس والأديرة من "رشيد" إلى "الخرطوم" يبحث عن المقتنيات الأثرية الموجودة بها، والتي كانت عبارة عن أعمال خشبية قديمة وأيقونات ومخطوطات تقوم الكنائس بتخزينها لاستعمالها كوقود، أو أواني المذبح الفضية والبرونزية التي كان يتم جمعها للقيام بصهرها وبيعها وشراء أواني جديدة.
* لماذا تم اختيار موقع المتحف القبطي بـ"مصر القديمة"؟
في البداية، كان المتحف عبارة عن حجرة بجوار الكنيسة المعلقة ليكون تحت إشراف القس "مرقس شنودة"- كاهن الكنيسة- ولكن مع كثرة عدد تلك المقتنيات الأثرية تم توسيع المتحف بإزالة المباني القديمة التي تقع ما بين الكنيسة المعلقة وكنيسة "أبي سرجة".
* وكيف تم تمويل إنشاء المتحف؟
تم الحصول على الأموال اللازمة لإنشاء المتحف من خلال اكتتاب عام 1908، والذي شارك به الأمير "حسين كامل" الذي أصبح سلطانًا فيما بعد، كما تم اكتتاب آخر عام 1910 من أجل عمل مكتبة بالمتحف القبطي.
* هل حقَّق المتحف شهرة منذ افتتاحه عام 1910؟
حقَّق المتحف منذ افتتاحه شهرة عالمية، واجتذب العديد من الزائرين من المهتمين بالآثار والفن من جميع الجنسيات والعقائد.
* ماذا كان رد فعل الكنيسة عندما انتقلت ملكية المتحف إلى الحكومة عام 1931؟
رفضت الكنيسة هذا القرار باعتبار أن المتحف ضمن أملاك الكنيسة، ويحتوي على متعلقات وذخائر كنسية لا يصح الاستيلاء عليها من قبل الدولة، ورغم حدوث العديد من المقابلات بين مندوبي الحكومة ومندوبي البطريركية، إلا أن الملك "فؤاد" أصرَّ على تنفيذ قراره، وضم المتحف القبطي إلى أملاك الدولة.
* وماذا كان رد فعل "مرقس باشا سميكة"؟
لم يحزن "مرقس باشا سميكة" على ضم المتحف إلى أملاك الحكومة لأن الحكومة تستطيع أن توفِّر الدعم المالي للحصول على المباني القديمة التي تقع بجانب المتحف وهدمها وتوسيع المتحف. وبالفعل تم بناء جناح كبير يحتوي على مجموعة رائعة من الأسقف القديمة، كما استطاع "مرقس باشا" الحصول على الموافقة بنقل حوالي عشرة آلاف قطعة من الآثار القبطية من المتحف المصري إلى المتحف القبطي.
* هل قام "مرقس باشا" بتأليف كتب عن الآثار القبطية؟
قام بتأليف كتابين، أحدهما يقع تحت عنوان "دليل المتحف القبطي والكنائس الأثرية"، والذي طُبع من قبل الحكومة عام 1937 باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، والآخر صدر عام 1939 بعنوان "كتالوج للمخطوطات القبطية والعربية في الكنائس والأديرة"، وهي كتب نادرة لم يتم إعادة طبعها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :