قيامة المسيح فى شهداء ليبيا
أوليفر
٤٠:
٠٩
ص +02:00 EET
الخميس ١٢ ابريل ٢٠١٨
Oliverكتبها
- بحر طبرية هو بحيرة تتجمع مياهها من ثلوج الجبال المتاخمة لها و تصب مياهها في نهر الأردن.ظهر المسيح حمل الله بشهادة يوحنا المعمدان عند نهر الأردن الذى هو المصب لبحيرة طبرية.ثم ها هو بعد قيامته يظهر عند بحيرة طبرية التي هي المنبع لنهر الأردن.كأن القيامة هي سر المعمودية و المعمودية هي سر القيامة لهذا فالمدفونين مع المسيح بالمعمودية هم وحدهم القائمين لابسين المسيح القائم من بين الأموات.فإن أردنا أن نعتبر القيامة سر فنحن نمارسه بالحقيقة في المعمودية بالماء و الروح و في الإستشهاد بالدم و الروح.
- خرج التلاميذ السبعة الصيادين الحائرين بين العودة للعلية أو العودة للصيدقضوا وقتهم يحاولون و لم يمسكوا شيئاً كأنهم نسوا حرفتهم الأولى.ظهر الرب يسوع.جلس عند الشاطئ يسأل بصوت يسمعونه بعد القيامة.هل عندكم طعاماً.أجابوه لا.السمك يتلاعب بنا.الشباك متهرئة.لم نصطد شيئاً.فقال لهم ألقوا الشباك على الجانب الأيمن للسفينة.فأنتم الآن في يمين الرب وضعكم في جنبه الذى منه خرج دم و ماء.كأنهم ما خرجوا للصيد بل لكي يتعلمون درس القيامة.
- لم تكن يا ربتنتظر من تلاميذك طعاماً أو صيداً بعد. طعامك كان حاضراً معداً و جاهزاً. سمكك المشوى كان في يدك على الشاطئ و الجمر مشتعل من نارك أنت.لم تكن النار أو السمك من أحد إلا أنت. أنت أعددت طعاماً لم يحتاج صيدهم و لا شبكتهم.سألتهم هل عندكم طعاماً و أنت تعرف أنه ليس عندهم.لكنك رقيق في سؤالك.لم تلومهم أو تخجلهم.
- خرج التلاميذ القديسين إلى شاطئ طبرية يصطادون بينما كان عند نفس البحر على إمتداد بصر مخلصنا البحر المتوسط قرب مدينة سرت خرج بعض من تلاميذه المعاصرين يصطادون رزقهم. و كما لم ينجح تلاميذه الأطهار في جلب الصيد بدون المسيح هكذا لم يفلح شهداء ليبيا في جلب الرزق الذى لأجله خرجوا لكن حضور المسيح معهم جعلهم أهلاً لما هو أعظم و اسمى.و كما جلب المسيح لتلاميذه القديسين سمكاً مشوياً طعاماً من صنع يده جلب لشهداء ليبيا عند البحر نعمة عظيمة من صنع روحه القدوس سلمها لكل واحد منهم فوجدها شهية و سكنت في قلبه فلم يعد يتأسي على ضياع الوقت الذى مضى من أجل التعزيات التي نالوها للأبدية التي ستبدأ لهم سريعاً.و كما كان الطعام مشوياً علي الجمر كانت النعمة مع الألم و الكى و العذابات متفقة لكن النعمة أعظم.
- لم يرجع التلاميذ للصيد بعد هذه المقابلة عند البحر و لم يعد شهداء ليبيا للبحث عن أرزاقهم بعد مقابلتهم مع الفادي حيث أنه صار متكفلاً بطعامهم و طعام ذويهم.منذ أن نال تلاميذ الرب يسوع الروح القدس طافوا متخطين حدود المكان و الزمان.صار صوتهم يسمع في كل المسكونة و سيظل دوماً .هكذا سيفعل الرب بقديسيه شهداء ليبيا إذ لم تعد حدود الأرض تحتجزهم فالروح تنطلق بكل حرية لتشهد للمسيح مع إبتسامة عجيبة لا تفارقنا نتعلمها منهم .إبتسامة مواجهة الموت أو فرحة اللقاء التي لم تخبو.
- سيبقي سؤال نضعه قدام رئيس مصر بكل الصور. الرفات موجودة و معروفة و معترف بها و بكل ما جرى لها من السلطات الليبية فلماذا لم تعد رفات شهداء ليبيا حتي اليوم؟ ألم تقولوا لنا أن الضربة الجوية كانت إنتقاماً لشهداء ليبيا؟ فكيف لم يكن إستعادة رفاتهم جزء من دور الدولة؟ هل يبتزون مصر برفات الشهداء أم يبتزنا بعض المصريين من أجل عودة شهداءنا؟ لقد إنتظرت طويلاً لأكتب لائماً القيادة المصرية لإستعادة أو إعادة رفات الشهداء بـي طريقة كانت.فإن لم تكونوا قد نجحتم في حمايتهم أحياء فأضعف الإيمان أن تعيديونهم رفاتاً إلى الكنيسة و لا سيما أننا إخترناهم أيقونة يتأرخ من يوم شهادتهم الإحتفال بعيد شهداء العصر الحديث.أعيدوا رفات شهداءنا و لتكن كاتدرائية العاصمة الإدارية مزارهم.فهم من صوب ذاك الطريق خرجوا ليصطادوا فصاروا صيداً للسماء نقتات على إيمانهم و نتثبت بثبات صمودهم قدام الموت لأنهم في تلك اللحظة كانوا يعاينون المسيح القائم من الأموات.
- ما دامت الكرازة في كنيستنا القبطية تحتاج نهضة و تأهيلاً ما زلنا نفتقده فعلي الأقل لتكرز كنيستنا الأرثوذكسية بشهداءها من أجل هذا نحتاج إلى عودتهم لأننا لم نكرمهم كفقراء فى الأرض و لم ننتبه إلى إضطرارهم للسفر في خضم الأهوال لكن الآن على الأقل نكرمهم روحياً و نعتذر لهم عن تقصيرنا في حقهم أحياءاً و منتقلين.واثقين أنهم خرجوا من مصر مدعوين لأرض الموعد ليس كما خرج شعب إسرائيل من أرض لأرض لكنهم كالتلاميذ خرجوا من أرض لسماء.
- صلوا لأجلنا يا تلاميذ الرب القديسين و معكم شهداءه الأطهار لكي تنفتح قلوبنا للفقراء من كل نوع.تغلبنا الرحمة فنتشارك لقمتنا معهم كما أراد المسيح أن يشاركه تلاميذه الطعام و هو غير المحتاج للأكل.ليتنا نتعلم من المسيح القائم أنه لا شروط لتقديم المحبة للمحتاجين فلا نربط مساعدتهم بنزولهم الإنتخابات كما فعل بكل أسف كثير من الخدام بأسيوط أثناء الإنتخابات و رفضوا تقديم المساعدة الشهرية لمن لم يتلون أصبعه بحبر الإنتخابات مع أنه و الحق يقال لم يكن هذا السلوك بتوجيه من أسقف الإيبارشية مطلقاً لكنه نفاق يلبس صورة الوطنية و يتنكر للرحمة غير المشروطة التي يريد مخلصنا الصالح أن نرحم بها بعضنا بعضاً.لأنه بقساوة القلب تصبح الكنيسة طاردة و بإتساع القلب تحتضن الغريب و من ليس له أحد.فليس كل من خرج مضطراً صار شهيداً كشهداء ليبيا لأن البعض صار يائساً من أن يجد قلباً يشعر به و إنساناً يقدم له محبة عملية بعيدة عن شعارات الأرض.لهذا أرجو كل من فعل هذه الفعلة أن يقدم للرب أسفه و يتوب عنها كذلك يفعل مع المحتاجين الذين شاء الله أن يقعوا فريسة لتسلطهم عليهم.فإخوة الرب هم شهداء الحياة اليومية يعيشون مكتفين بأبسط الأشياء قنوعين شاكرين و الرب يعتني بهم أكثر من الكل.فليعود هؤلاء المخالفين عمل المحبة نادمين واعدين ألا يتكرر منهم هذا خصوصاً و الإنتخابات ستتوالي قريباً.الرب يفتح أذهاننا فنعيش قوة القيامة التي تشفينا من التجبر و تقودنا إلى سلام القيامة و وداعتها غير فاقدين قوتها بل بهذه القوة نغلب و ننمو إلى الأبد.