الأقباط متحدون - البابا لـ الرئيس البرتغالي: السيسي أعطانا أملاً بعد النفق المظلم
  • ١٧:٤١
  • الجمعة , ١٣ ابريل ٢٠١٨
English version

البابا لـ الرئيس البرتغالي: السيسي أعطانا أملاً بعد النفق المظلم

٢٢: ٠٧ م +02:00 EET

الجمعة ١٣ ابريل ٢٠١٨

جانب من الاستقبال
جانب من الاستقبال

كتب - نعيم يوسف
قال البابا تواضروس الثاني، إن الحضارة المصرية تعتبر أم لجميع الحضارات. وفي مصر القديمة كان هناك نظام تعليمي قوي كانت المدارس ملحقة بالمعابد ويطلق عليها "بيت الحياة"، مؤكدًا: "مصر تطل على بحرين، المتوسط الملقب بقلب البحار أو بحر الأنهار والأحمر".

وشدد البابا خلال استقباله الرئيس البرتغالي مارسيلو دى سوزا اليوم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن مصر أرض مقدسة تباركت بزيارة العائلة المقدسة أثناء هروبهم من فلسطين في القرن الأول حسب وصية الملاك. (مت ٢ : ١٣) فكانت بمثابة بيتهم الثاني. وظلت ملاذًا وقت المشاكل.

وأوضح البابا أن مصر تعتبر كشبه مربع، والنيل في وسطها وهو ليس فقط مصدر المياه لكنه مصدر للوسطية. يشبه في شكله إنسان يرفع يديه بالدعاء لذلك المصريين هم متعبدين أقوياء، مشددًا على أنه بعد الحقبة الفرعونية أصبحت مصر بلد مسيحية لمدة ٧ قرون، ثم دخل الإسلام ولأننا تعايشنا سلميًا فأي إرهاب أو عنف يعتبر مصدره خارجي.

وأشار البابا إلى أنه "بالرغم من أن دور الكنيسة القبطية هو روحي بالدرجة الأولى لكننا نؤمن بالعمل المجتمعي. فقسم التنمية بالكنيسة القبطية يعمل بالتنسيق مع كل الإيبارشيات لإنشاء مشاريع تنموية حسب حاجة القرية سواء صحية أو تعليمية أو برامج توعية وهذه المشاريع تخدم الجميع بغض النظر عن الدين. وهي علامة حقيقية لمحبتنا للجميع".

ولفت إلى أن "تاريخ الكنيسة القبطية بدأ حوالي سنة ٥٥ ميلادية، حين جاء مرقس الرسول إلى الإسكندرية عاصمة الثقافة المصرية ليكرز برسالة الإله الحقيقي لذلك الكنيسة القبطية تعتبر من أقدم الكنائس فهي لها عشرون قرنًا من الزمان"، مشددًا على أن "كلمة قبطي تعني مصري وهي مأخوذة من جيبت الاسم اللاتيني لمصر واللغة القبطية تستخدم الآن في صلوات الليتورجيا داخل الكنيسة".

وعن وضع الكنيسة القبطية بين كنائس الشرق الأوسط، أكد البابا أن "الكنيسة القبطية كنيسة تقليدية وهي الأكبر في الشرق الأوسط"، مشددا على أن "أساس الكنيسة القوي ساعدها في النمو في الكثير من الجهات فلنا الآن حوالي ٤٠٠ كنيسة ودير قبطي حول العالم في أوربا وأمريكا وأمريكا اللاتينية وكندا واستراليا وأفريقيا وآسيا"، موضحا أن "تأسيس الكنيسة خارج مصر يهدف لخدمة أبنائها المهاجرين ورعايتهم في القرن الواحد والعشرين روحيًا وتعليميًا.. وتحتفظ الكنيسة بدورها في الكرازة والبشارة بربنا يسوع المسيح وظلت قوية حتي وقت المحن".

أما عن مستقبل الكنيسة، فقد أكد البابا أنه "بالرغم من الهجمات الإرهابية على المسيحيين إلا أن الرئيس المصري يبذل جهود جادة فهناك العديد من العلامات الإيجابية لمستقبل مشرق"، لافتا إلى أن "القانون الخاص ببناء الكنائس فنحن الآن يمكننا بناء الكنائس من خلال السلطات المحلية، قبلًا كنا نحتاج تصريح من الرئيس نفسه وكان هذا يستغرق أحيانا أكثر من ٢٠ سنة وكان صعبًا للغاية. الآن يوجد 39 عضو قبطي بالبرلمان قبل الانتخابات الأخيرة وقبلًا كان هناك عضو قبطي واحد فقط. وطبقا للدستور الجديد هناك مساواة كاملة و عمليًا هذا غير مطبق مئة بالمئة لكننا نظن أن مجتمعنا متجه نحو المساواة".

وشدد على أن "الشرق الأوسط هو أرض المسيحية فهي بدأت في فلسطين وانتشرت في الشرق الأوسط فجذورونا عميقة هنا"، لافتا إلى أن "هجرة (تهجير) المسيحيين من الشرق الأوسط يمثل خطورة لسلامة العالم كله. لذلك نحن نؤيد الرئيس والحكومة لبناء مصر جديدة تقبل وتحترم الجميع".

ولفت البابا إلى أن "مصر الآن تواجه مشاكل اقتصادية نصلي أن المشاريع. العملاقة الحالية ستمكن مصر بأن تكون أمة ثابتة وقوية اقتصاديًا وسياسيًا. بجانب هذا هناك احتياج لتقوية وتنمية النظام التعليمي في المدارس والجامعات"، موضحا أن "الكنيسة من الأعمدة الرئيسية في المجتمع المصري ولها علاقات طيبة بالجميع وذلك يشمل الرئيس والحكومة والبرلمان والأزهر وجميع الكنائس بمذاهبها المختلفة مع الثورة وانتخاب الرئيس السيسي وضع المصريين جميعًا آمالهم على كتفيه بعد النفق المظلم الذي مررنا به. فأعطانا الرئيس السيسي أملًا ومع الدستور الجديد الهادف للمساواة بين جميع المصريين".

وأكد البابا أن "الرئيس السيسي هو أول رئيس يزور الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد ويهنئنا بنفسه. يشاركنا دائمًا مناسباتنا المفرحة والحزينة. ويقف بحزم اتجاه اي أعمال عنف أو إرهاب ضد الكنائس. والكنيسة تؤيد جهود الحكومة المصرية في بناء مصر جديدة بعمل وطني وليس سياسي، ومصر بلد سلام وستظل مصدرًا لسلام العالم كله".

الكلمات المتعلقة