- نصر حامد وتكفير لحالة تفكير
- في مجلة الكلمة : الدين أصبح عنصرا محوريا للإيديولوجيات وأختزل عند تأويله السلفي
- أيمن عقيل : نريد دستور مدنى يحقق مبدأ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ويقلل صلاحيات الرئيس
- جمال هرمينا: الفنان القبطي لجأ في بداية الأمر إلى الرمزية لخدمة الديانة الجديدة
- "تعالوا نكتب دستورنا".. مبادرة لوثيقة دستورية شعبية تعكس التنوع الثقافي والعرقي والديني للمجتمع
الوردة وسط البصل!!
بقلم: ميرفت عياد
تخيَّل عزيزي القارئ أنك ذهبت في يوم شم الفسيخ.. لتشتري الشئ لزوم الشئ "بصل أخضر لزوم الفسيخ"، على حد قول عملاق الكوميديا الفنان "نجيب الريحاني"..
وبعد أن اشتريت الحزمة المباركة ذات الرؤوس البيضاء المطينة.. والشواشي الخضراء الطويلة.. وجدت شيء أحمر اللون عطر الرائحة يطل من بينها.. لا تتعجَّب إنها وردة بلدي يانعة حمراء قانية.. عطرة الرائحة.. لم يطأها من رائحة البصل وطينه شيء.
الشئ الأكيد أنك ستقع في حيرة شديدة.. وستظل تتسائل مع كل رأس بصل تقضمها.. وأنت تتناول الفسيخ الذي حذَّرت منه وزارة الصحة.. كيف وجدت الوردة وسط البصل؟!
نفس هذا السؤال طرحته على نفسي مرارًا وتكرارًا.. ولكن بأسلوب آخر.. وهو: كيف وُجِدَ ثوار 25 يناير- أو كما يُسمُّونهم "شباب الفيس بوك"- وسط الدمار الثقافي والفني والاجتماعي والأخلاقي الذي كانت تعيشه "مصر" في فترة الحكم البائد؟!..
ودعونا نستعرض تلك الفترة من بداية الثمانينات وحتى نهاية العام الماضي.. فقد بدأ المد البربري بأفلام المقاولات.. وإمتدت العدوى إلى الموسيقى والغناء.. فظهرت الأغاني التي يسمُّونها "شعبية" أو "شبابية".. وكل من الشعب والشباب منها براء.. وشيئًا فشئيًا بدأ الفن الهابط يقتل الفن الجميل الذي توارى خجلًا..
وأظْلمت سماء الفن والثقافة في "مصر".. وإمتدت السوقية والإسفاف إلى كل شئ في حياتنا.. فظهرت سلوكيات ومفردات غريبة مثل "فاكس وهرتلة"، والفعل الشهير "نفض لفلان"، ومعناه في اللغة الضبابية التي سادت كبَّر منه أي طنشه أو اقلبه..
هكذا توارت تمامًا لغتنا الجميلة.. وإنقضَّت علينا موجة الجنس والعري وأفلام الإثارة.. وظهر السؤال الشهير الذي سيترتَّب عليه قرار مشاهدة الفيلم "الفيلم ده قصة ولا مناظر؟".
ثم تلى ذلك التحرُّش الجماعي.. وفي غياب الفن تزاوج الجهل والفقر، فأنجبا الغول الأكبر والتنين الأعظم "التعصب".. الذي لم يظهر في الدين فقط، بل في الكورة والأفلام والأغاني والبامية والفاصوليا.. وصار كل من خالف الآخر في رأيه عدو الشعب رقم واحد!..
وفي وسط هذا الواقع الملوَّث والمخيف.. ظهر شباب 25 يناير بوعي سياسي كبير.. وثقافة رفيعة.. وإرادة حرة.. ووطنية نادرة لم تشهد لها "مصر" مثيلًا منذ كان الطلبة يفتحون صدورهم لرصاص الإنجليز هاتفين "نموت نموت وتحيا مصر"، منذ أكثر من خمسين عامًا..
ونزلوا إلى ميدان "التحرير" ليبنوا لـ"مصر" هرمًا رابعًا.. وفي الوقت الذي كان الجميع يتوقعون ثورة الجياع.. حدثت ثورة المثقفين.. ويعود السؤال يطرح نفسه مجدَّدًا بداخلي: كيف ظهر ذلك الشباب الصالح وسط هذا الفساد الطالح؟ كيف وُجِدَت الوردة وسط البصل؟.. فهل لي أن أجد الإجابة عندك عزيزي القارئ علها تبدِّد حيرتي.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :