قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (678)
يوسف سيدهم
الأحد ١٥ ابريل ٢٠١٨
يوسف سيدهم
بينما أكتب في هذه المساحة من موقع رئيس التحرير تقتضي الضرورة في مرات محدودة أن أكتب من موقع رئيس مجلس إدارة مؤسسة وطني للطباعة والنشر الشركة المساهمة التي تصدر عنها جريدة وطني… واليوم أخاطب القارئ والمساهم بما تقتضيه معايير الإفصاح والشفافية بخصوص الأوضاع المالية للمؤسسة
والتي تتضح تفصيلا في القوائم المالية المنشورة في هذا العدد عن الميزانية الختامية في 2017/12/31.
يتضح من هذه القوائم أن هناك انخفاضا في إيرادات النشاط بنسبة 9% عن الموقف في 2016/12/31 في مقابل زيادة في مصروفات النشاط بنسبة 11% عن نفس الفترة, وذلك يعني اتساع فجوة الخسارة هذا العام, الأمر الذي انعكس بالسلب علي حقوق المساهمين -بعد ترحيل خسائر الأعوام السابقة- لتتجاوز الخسائر 1.60 قيمة رأس المال.
ولعل كل من يعمل في حقل الصحافة هذه الأيام لا يستغرب مثل هذه النتائج, ويدرك أن تكاليف إصدار الصحف تتجاوز سعر بيع النسخة المطبوعة وتعتمد علي حصيلة الإعلانات في تغطية تلك الفجوة, ولكن انكماش الإعلانات في سوق تتعافي من كبوة اقتصادية له بدوره أثره السلبي في النتائج النهائية لموازنات الصحف… ويكفي للتدليل علي ذلك أن أذكر أنه في الوقت الذي ارتفعت تكاليف طباعة وطني بنسبة 80% نتيجة ارتفاع مستلزمات الطباعة بشكل مضطرد عقب تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016, انخفض إيراد الإعلانات بنسبة 8% وانخفض إيراد الاشتراكات بنسبة 28% -ولهذا قصة سأتناولها تفصيلا- في مقابل زيادة إيراد التوزيع بنسبة 9%.
هذه النتائج النهائية كان لها انعكاسها السلبي علي الميزانية الختامية للمؤسسة الأمر الذي ورد ذكره في التوصيات المصاحبة لتقرير مراقبي الحسابات والتي تضمنت الآتي: نظرا لتجاوز خسائر الشركة قيمة حقوق المساهمين يتطلب الأمر قيام الشركة بعقد جمعية عمومية غير عادية للنظر في استمرارية الشركة في مزاولة نشاطها وكيفية تغطية هذه الخسائر… وهذا عينه ما تضمنته الدعوة المصاحبة للميزانية المنشورة لعقد جمعية عمومية غير عادية لمساهمي الشركة للنظر في حل الشركة أو استمرارها علاوة علي النظر في مضاعفة رأس المال إذا استقر الرأي علي استمرار الشركة.
ليست هذه هي المرة الأولي التي يتطلب فيها الموقف المالي الرجوع إلي المساهمين للنظر في أمر تصفية الشركة أو استمرارها, فقد سبق أن دعيت جمعية عمومية غير عادية لهذا الغرض عام 2015 وكانت نتيجة التصويت بإجماع الأسهم الممثلة باستمرار الشركة نظرا لقناعة المساهمين بأن الشركة ومن خلالها جريدة وطني ليست معنية بمنتج تجاري يخضع لمعايير الربح والخسارة إنما هي تضطلع برسالة إعلامية وطنية قبطية امتدت ستين عاما حتي الآن (1958-2018) وتستحق الاستمرار والمؤازرة والتعضيد… إذا في مثل هذه الحالة لا تكون المعايير المادية للربح والخسارة هي الحاكمة في القرار, إنما معايير الاضطلاع بالرسالة وترسيخ الدور الإعلامي الوطني والقبطي.
ومن هذا المنطلق تتطلع وطني إلي مساهميها وقرائها ومحبيها لمؤازرتها في تجاوز الموقف المالي الذي تواجهه… وذلك يبدأ بإقرار استمرار الشركة, ويمتد إلي الإسهام في زيادة رأس المال لتوفير السيولة اللازمة لتجاوز الخسائر, علاوة علي تعضيد وطني إعلانيا لتنمية حصيلة الإعلانات التي تمثل مورد الربح الحقيقي الذي يمكن الشركة من الحفاظ علي سعر بيع النسخة المطبوعة… وذلك يقودنا إلي ما ذكرته في مستهل هذا المقال من قيمة الاشتراكات السنوية للصحيفة, فقد فاجأتنا هيئة البريد في ديسمبر الماضي بإخطار رسمي بمضاعفة تكاليف الشحن ثلاثة أضعاف القيم السائدة, وهو ما تجاوز قدرة الشركة علي الحفاظ علي أسعار الاشتراكات… وفي الوقت الذي تجاهد الشركة للحفاظ علي سعر بيع النسخة المطبوعة لدي باعة الصحف, استلزم الأمر إعادة احتساب قيم الاشتراكات السنوية المرسلة بالبريد داخل مصر وفي الخارج… ولهذا أرجو أن يتفهم قراء وطني ومشتركيها ما سيسفر عنه الأمر في ارتفاع قيمة الاشتراكات السنوية.
كما أسلفت في مستهل هذا المقال, اليوم أتوجه إلي قراء ومشتركي ومحبي جريدة وطني بما تقتضيه معايير الإفصاح والشفافية حول الأوضاع المالية لمؤسسة وطني للطباعة والنشر, وأتطلع إلي تعضيد ومؤازرة الجميع لتجاوز التحديات الحالية واستمرار الرسالة.