لا تَخَفْ
زهير دعيم
الاثنين ١٦ ابريل ٢٠١٨
زهير دعيم
من الوحل ومن بين الأشواك ، وفي الليالي المُدلهمّة والأمواج العاتية انتشلني ، مدَّ يمينَه وبصوته العذب الشّجيّ ناداني :
تعالَ اليَّ...
لا تخفْ....
لا تضطربْ....
لا ترتعْ.... أنا هوَ...
فالتفتُ وإذا نور يبهر العيون ، وجمال يسبي الألباب ، وصوت مطمئن يقطر حنانًا يدخل دون ما استئذان نفسي فصرختُ والفرحة تغمرني :
" أعرفكَ... حقًّا أنتَ هو ..انت البداية والنهاية، والالف والياء ...أنت الذي جعل المُقعد يقوم ويقفزُ كما الأيّل على المرتفعات وهو يحمل سريره..
أنتَ الذي صرخَ بوجه البحر فهدأ.
انت الذي صنع من الطين عيونًا ترى.
أنت الذي مشى على الماء.
أنت الذي قال لميت قد انتن هلمّ خارجًا فأطاع..
فرفع كفَّه وكأنه يقول : كفى !!
هاتِ يدك ودعني أزرع حقولك قمحًا وتلالك أزهارًا وأجواءَكَ ترنيمًا وتسبيحًا.
دعني أشطبُ من قاموس حياتك كلمة الخوف ومن عمرك الخطيئة ..
دعني أسطِّر على صفحات حياتك قصيدةَ الحياة بحروف من نور وأفيض عليك من ينبوعي ماءً زُلالًا فترتوي ارضك وتخضرّ حقولك ومواسمك."
دعني اكتب اسمك في سفر الحياة.
دعني امسح دموعك بيديّ.
ومددت يدي ، وبرفقٍ شديد حملني على منكبيْه ، فشعرت بالفرح يغمر كياني وبالطمأنينة تملأ نفسي . وشعرت رأسي يطاول السّماء.