الأقباط متحدون | المسيحية فوق الصعاب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٢٥ | الخميس ٢ يونيو ٢٠١١ | ٢٥ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المسيحية فوق الصعاب

الخميس ٢ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم / مدحت ناجى نجيب
فى وسط هذه الظروف التى تمر بها مصر بلدنا الغالية ، وخاصة من سطوة التيارات الدينية واتجاهها نحو القفز على الحكم ، وقلق البعض منا على مستقبلنا كأقباط فى مصر من ضيق واضطهاد ، اقول لهم لاتخافوا ، فهذه الكلمة ذكرت 365 مرة بعدد أيام السنة فى الكتاب المقدس ، فهى رسالة شخصية لكم من الله الذى يحبكم ويعتنى بكم . لذلك أريد أن أذكركم بأنتصار المسيحية على مر العصور بلا سيف وهى تواجه الجيوش الرومانية المنتشرة فى كل مكان والتى تسيطر على العالم فى ذلك الوقت، وأيضاً فى مواجهة مع اليونانية التى كانت فلسفة ذلك العصر والفكر السائد والفلسفة التى ترفض تجسد إبن الله. وأيضاً كيف أنتصرت فى تكميل نقص اليهودية التى وقفت عند حد الذبيحة الدموية الحيوانية؟ كيف حدث هذا؟ إنها معجزة المعجزات حقا كيف أنتصرت وهى لاتزال فى المهد وجعلت هذه الجيوش ساكنه لاتتحرك، وبدأت تضئ كبقعة صغيرة بيضاء فوق السهل .

لقد صدر قانون رومانى فى بداية المسيحية بتحريمها فى كافة الأمبراطورية الرومانية ؟!! إلا أن المسيحية بالرغم من ذلك زحفت على الشعوب المعاصرة بمسيحها الذى يريد خلاص الشعوب لبدايتها وبرزت إلى العالم الموجود كقوة هائلة تجذب الناس بالملايين. وتصارع جميع القوة الجهنمية الشيطانية مستأسرة كل فكر إلى طاعة المسيح. فتضاءلت وصغرت أمامها جميع الصعاب والتهديدات ، هى بقيت وهم تلاشوا ، هى فى وجود وهم فى غير وجود ..
لقد مر على المسيحية أشد العصور ظلاماً واضطهاداً ، كثيرون كانوا يعملون باجتهاد على نهاية المسيحية يعلنون بانتهائها فى القريب العاجل وقام ضدها آلاف من الكفرة والملحدين والمعاندين ، لكنها كانت تزداد رسوخاً وشموخاً وتأثيراً في العالم أجمع بثقافتها السماوية الروحية ، والى الآن لم يستطع أى معارض الى يومنا هذا ان يثبت ضد وجودها وثباتها ، وكلما حاولت عواصف الزمان أن تزحزحها فلا تراها إلا كعمود الحق طرفها الواحد في السماء والآخر في قلوب الخليقة ولا يستطيع أي شخص أياً كان أن يقف ضدها ، لانها تأسست بحجر الزاوية الذى رفضه البناؤن يسوع المسيح الذى نادى بالمحبة والفرح والسلام لكل الناس، ومن ضمن الآيات التى أفضل ان أذكرها فى كل ضيقة أو مشكلة ، مايقوله الكتاب المقدس : " من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر " ( مراثى أرميا 37:3 ) .،،وإليك بعض الأمثلة على من تحدوا المسيحية ، وتعمدوا إيذاء شعبها الذى قدم دمه فداء لمسيحه ، فهو تألم من قبل وهم يتألمون الآن من أجله كحنطة تموت فى الأرض يغرسها فلاح قاس ومع ذلك فالأرض ( اى الشعب المسيحى ) تنبت ملايين الأثمار على الرغم من قسوة الفلاح فى زرعه وحصاده للحنطة :
+ قال نيرون هذا التعليم المسيحى لا يدخل بلادى ، وقال ربنا يسوع المسيح لأبد وأن يكزر بهذه البشارة لكل المسكونة وقد كان . + قال دينثيون فلتمت المسيحية . فلتهلك النصرانية . فليبطل التنشير بها ، وقال ربنا يسوع المسيح السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول . + قال ديغلا الطاغية يجب أن تهدم جميع الكنائس ، وقال ربنا يسوع المسيح ابواب الجحيم لن تقوى عليها. دعنى أسألك هل هذا حدث؟ لا طبعا.وأقول لك لا ولا سوف يحدث حتى فى أشد العصور إضطهاداً للمسيحية، فقد إزدادت أكثر. ليس فى العدد فقط بل فى الإيمان والأرتباط بالسماء. وكما تُختبر المعادن بالنار. كذلك تُختبر الفضائل بالآلام والضيقات. وقد كانت الأضطرابات العنيفة التى قاستها المسيحية برهانا على أصالة فضائلها . ونجد أنه قد يتكلم إنسان كثيراً عن الفضائل . لكن هذا لا يعنى أنه إنسان فاضل إلا إذا برهن على الفضيلة عملياً بحياته . وهكذا كان شهداء المسيحية عبر كل العصور تركوا لنا مثالاً عملياً فى الحب الالهى .

حقاً إن الاستشهاد المسيحى بنتائجه هو برهان عملى على صحة قول السيد المسيح " إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها . ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير"( يو24:12 )، وفى هذا يقول الشهيد يوستينوس " ان بقدر ما نعاقب بهذه الضيقات بقدر ما ينضم مسيحيون أكثر الى ايماننا وديانتنا بأسم يسوع المسيح" ، إن الكرّام يقطع أغصان الكرمة التى تحمل أثماراً حتى تنمو أغصان أخرى وهذه تصيرها أكثر حيوية وأكثرا أثماراً . وهذا ما يحدث معنا فالكرمة التى غرست بواسطة الله مخلصنا يسوع المسيح هو شعبه ، فإن ما يحدث الآن فى مصر ليس مفاجأة لقد أرسل السيد المسيح تلاميذه للكرازة " كحملان وسط ذئاب ) " يو( 3:10 ، والعجيب أن الذئاب حينما افترست الحملان تحولت هى أيضاً الى حملان .
أن عظمة المسيحية هى فى مسيحها، نعم فهى ليست كلام نظرى يسهل أن يكون متناقض. بل هى روح وحياه لآنها صادرة من مصدر الحياة ذاته. فالمسيحية هى خالدة وباقية لأن مؤسسها خالد ودائم إلى الأبد لا يهزمها أضطهاد أو موت. صدقنى هذه الحياة هى حياة خالدة. تبدأ بتجديد القلب وتصل إلى ذروتها فى القيامة حيث الحياة مع المسيح إلى الأبد. فلتثق إذن أن " أبواب الجحيم لن تقوى عليها إلى الابد " .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :