اغتيال «the voice».. لماذا فشل رابع مواسم «أحلى صوت» فى جذب الجمهور؟
فن | .dostor
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
الثلاثاء ١٧ ابريل ٢٠١٨
رغم عرض الموسم الرابع من برنامج اكتشاف المواهب «ذا فويس» منذ فترة، وانتهاء ثالث حلقات «العرض المباشر» من البرنامج، فإنه لم يحقق نسب مشاهدة عالية، مثل المواسم الثلاثة الماضية.
وأرجع كثير من المتابعين انخفاض الشعبية ونسب المشاهدة إلى تغيير لجنة الحكام، بالإضافة إلى بعض المظاهر السلبية التى شهدتها حلقاته، الأمر الذى جعل النسخة الأخرى من «ذا فويس»، وهى «ذا فويس كيدز»، تتفوق على البرنامج «الأم».
الهدوء الزائد لـ«حماقى».. أزمات أحلام وشهرتها الخليجية فقط.. وتجارب إليسا الفاشلة
يعد تغيير لجنة تحكيم برنامج «ذا فويس» السبب الرئيسى فى انخفاض نسب مشاهدته، بعد استمرار اللجنة السابقة ٣ مواسم كاملة، حققت خلالها إنجازات عديدة، لذلك صاحبت رحيلها ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى.
لجنة التحكيم السابقة كانت مكونة من ٤ نجوم «كبار» فى عالم الموسيقى، هم: عاصى الحلانى وكاظم الساهر وصابر الرباعى وشيرين عبدالوهاب، وحققت هذه اللجنة نجاحات منقطعة النظير على مستوى التفاعل الجماهيرى على «السوشيال ميديا» وارتبط الجمهور بالبرنامج بسببهم.
وعلمت «الدستور» أن السبب الرئيسى فى تغيير لجنة التحكيم يعود إلى طلب الطاقم زيادة الأجر، فى حين أن إدارة المحطة طلبت تخفيض ميزانية البرنامج ٣٠٪، وهو ما تسبب فى حالة من الغموض وتضارب الأخبار عن استمرارية لجنة التحكيم لمدة أسابيع، أعلنت بعدها إدارة المحطة بشكل مفاجئ أسماء لجنة التحكيم الجديدة واستقرارها على عاصى الحلانى فقط من الطاقم القديم، واستبدال كل من الرباعى وكاظم وشيرين بمحمد حماقى وأحلام وإليسا.
وحققت النسخة الأخرى من البرنامج، وهى «ذا فويس كيدز»، نسب مشاهدة أعلى فى موسمه الثانى، كما حقق نجاحًا وانتشارًا أكبر فى الوطن العربى، وحظى بنسب اهتمام ومتابعة كبيرة نظرًا لقوة لجنة التحكيم، وأصبح منافسًا قويًا لـ«ذا فويس»، بعد أن كان برنامج «آراب أيدول» هو المنافس الوحيد.
تمثلت قوة لجنة تحكيم «ذا فويس كيدز» فى وجود أهم عنصرين للجنة، وهما الفنانان كاظم الساهر ونانسى عجرم، إضافة إلى تامر حسنى، فلا خلاف أن هؤلاء الثلاثة هم الأكثر شعبية فى الوطن العربى مقارنة بشعبية لجنة تحكيم «ذا فويس» المكونة من أحلام وإليسا ومحمد حماقى وعاصى الحلانى.
أحلام تنحصر غالبية جمهورها فى منطقة الخليج، رغم أنها توسعت خلال السنوات الماضية داخل مصر بعد تفاعلها على «السوشيال ميديا»، وكان جدلها الكثير وتعليقاتها التى تحصل على أعلى نسب مشاهدة عبر «يوتيوب»، ومشاكلها التى لا تُعد ولا تحصى فى الداخل والخارج سببًا فى انضمامها للجنة تحكيم البرنامج بعد أن تركت «آراب أيدول».
وبعد بدء التجهيز للبرنامج وتصوير عدد من الحلقات، ظهرت مفاجأة غريبة للجميع، وهى استبعاد «أحلام» من لجنة التحكيم، لرفضها الاشتراك فى غناء أوبريت «قولوا لقطر»، فاعتبرت إدارة قنوات «mbc» السعودية أن موقف المطربة الإماراتية معادٍ للنظام السعودى، خاصة أن زوجها مبارك الهجرى، رجل أعمال قطرى.
وقررت إدارة البرنامج أن تحل الفنانة الكويتية «نوال» بديلة لـ«أحلام»، ولكن بعد دراسة جدوى، وجدوا أن «نوال» ستُكلف البرنامج ٥ ملايين دولار إضافية، فتم الاستغناء عنها والتصالح مع «أحلام» لتستكمل البرنامج، وكان هذا سببًا رئيسيًا فى تأخير بث الحلقة الأولى من العمل.
وكانت لـ«أحلام» تعليقات كثيرة على زملائها فى لجنة تحكيم البرنامج، ولكنها تدور فى شكل كوميدى، فتعلق على كل واحد منهم بطريقة كوميدية يشوبها شىء من السخرية.
وشنت «أحلام» هجومًا حادًا على النجم اللبنانى وائل جسار، خلال الحلقة الأخيرة من برنامج «the voice»، بعد تصريحاته فى برنامج «عرب وود» المعروض على شبكة قنوات «روتانا» وقنوات «lbc» التى عبر خلالها عن عدم اقتناعه بالمواهب الجديدة فى برامج المسابقات.
قابلت «أحلام» تلك التصريحات بهجوم حاد، وتطاولت على وائل جسار وتاريخه، إلا أن المطرب اللبنانى رد عليها بأنه لن يغير رأيه فى الموسم الحالى من البرنامج مهما يحدث.
وكان تكرار تجربة إليسا فى برامج المسابقات سببًا فى عزوف الجمهور عن البرنامج، خاصة أن إليسا قدمت تجربة منذ سنوات وهى «إكس فاكتور» ولم تحقق نجاحًا فى نسب المشاهدة وأرقام «يوتيوب» وتفاعل «السوشيال ميديا».
ورغم امتلاك ثالث عنصر فى لجنة التحكيم وهو محمد حماقى، قاعدة جماهيرية أغلبيتها من مصر، فإنه لم يترك بصمة فى البرنامج بالنسبة لحسابات الأرقام ومقاييس النجاح التى فرضتها «السوشيال ميديا» فى المواسم الأخيرة، وهى ارتباط البرنامج بإثارة الجدل والاعتماد على «الأفشات» واللقطات المثيرة للجدل بين لجان التحكيم، وهذه الحسابات لم تكن موجودة فى شخصية «حماقى» المعروف عنه من قبل المقربين منه والجمهور أيضًا، أنه شخص هادئ الطباع.
نسب المشاهدة تتراجع إلى 150 مليونًا واللجنة تشترط: صوت واحد من كل بلد
كشفت مصادر من داخل «ذا فويس»، عن أن الجهة المنتجة للبرنامج أوصت رباعى لجنة التحكيم بتجنب تصعيد أكثر من متسابق من دولة واحدة إلى المراحل النهائية.
وأشارت المصادر إلى أن منتجى البرنامج يرون- على سبيل المثال- أن تنافس أكثر من متسابق مصرى فى المراحل النهائية أثر على مصداقيته عند الجمهور، وأدى لتراجع شعبيته داخل مصر خلال الموسم الأخير، بعد ملاحظة ضعف الإقبال الجماهيرى على الحلقات الأولى.
ومقارنة بالنسخ الثلاث الماضية، تراجعت نسب متابعة حلقات «ذا فويس» فى موسمه الرابع، الذى انطلق فى فبراير الماضى، بسبب «المشاكل» التى تظهر بين نجومه، وتحديدًا «إليسا» و«أحلام»، اللتين أصبحتا حديث الجمهور خارج نطاق البرنامج نفسه، وهو ما جعل الموسم الحالى الأكثر جدلًا، لكن الأقل اهتمامًا من قبل عشاق الأصوات الغنائية الجديدة.
وحقق الموسم الأول فى ٢٠١٢، نسب مشاهدة مرتفعة للغاية وصلت إلى أكثر من نصف مليار مشاهدة، وبلغ عدد متابعى مرحلة «اختيار الأصوات» وحدها نحو ٣٥٠ مليون مشاهدة، وهو رقم كبير، بالنظر إلى أن الموسم الأول كان بمثابة «بالونة اختبار» للجمهور، للتأكد من مدى نجاح الفكرة.
نفس الحال بالنسبة للموسم الثانى ٢٠١٣- ٢٠١٤، الذى وصلت نسب المشاهدة فيه إلى نحو ٣٥٠ مليون مشاهدة، وكان أغلبها فى مرحلة «اختيار الأصوات».
أما الموسم الثالث ٢٠١٥، فبدأ المشاهدون التخلى قليلًا عن متابعة البرنامج مقارنة بالموسمين الأولين، لكن نسب المشاهدة كانت جيدة نوعًا ما، ووصلت إلى ٣٠٠ مليون مشاهدة، ورغم ذلك قرر ثلاثة من لجنة التحكيم الرحيل عن البرنامج خشية عزوف الجمهور عنه بشكل كامل بسبب «الملل» من التجربة.
وكان أول الراحلين الفنان العراقى كاظم الساهر الذى ترك البرنامج من أجل نسخة الأطفال «ذا فويس كيدز»، قبل أن ينسحب من الأخير مبررًا موقفه بـ«عدم تحمل خروج الأطفال من المسابقة».
نفس النهج فى مغادرة «ذا فويس» سار عليه التونسى صابر الرباعى والمصرية شيرين عبدالوهاب، فيما استمر اللبنانى عاصى الحلانى فى الموسم الرابع.
كل ذلك هبط بنسب المشاهدة إلى مستوى أدنى من مواسمه السابقة، فلم تتعدَ نسب مشاهدة البرنامج حتى الآن حاجز الـ١٥٠ مليونًا، وهو رقم ضعيف مقارنة بما حصده من مشاهدات فى مواسمه الثلاثة السابقة، رغم أن كل المتبقى أربع حلقات فقط.
نجوم «الصف الثانى» أشهر من الفائزين.. والأوائل فى المواسم الثلاثة غير مصريين
منذ انطلاق البرنامج فى ٢٠١٢، لم يفز بلقبه أى متسابق مصرى، كما لم يلق الفائزون بمواسمه الثلاثة الماضية شهرة واسعة، ولم يحققوا نجاحات تذكر بعد الفوز بلقب برنامج المسابقات الأشهر بالوطن العربى.
ففى الحلقة النهائية من الموسم الأول للبرنامج، أعلنت إدارة البرنامج ولجنة التحكيم فوز المتسابق المغربى «مراد بوريقى»، من فريق عاصى الحلانى الذى تميز بصوت عذب جعله يحصل على أعلى نسبة تصويت.
ولكن لم يحرص «بوريقى» على تطوير نفسه منذ فوزه بلقب الموسم الأول من البرنامج، وظل يُحيى عددًا من الحفلات داخل المغرب، ولم يزر أم الطرب والغناء «مصر» ليحصل منها على شهرة واسعة.
واكتفى «بوريقى» بالتواصل مع جمهوره عبر «السوشيال ميديا» فقط، منذ أن فاز باللقب، واعدًا جمهوره ومحبيه بالعمل على مشروعات مستقبلية تحقق له النجاح وتزيد شهرته.
وفى ٢٠١٤، فاز المتسابق العراقى «ستار سعد»، من فريق النجم كاظم الساهر، بلقب البرنامج فى موسمه الثانى، و«ستار» هو المتسابق الذى أراد أعضاء لجنة التحكيم جميعهم أن ينضم إليهم، لكنه اختار أن يكون ضمن فريق كاظم الساهر.
وعلى عكس «بوريقى» سعى «سعد» إلى تطوير نفسه، فظل موجودًا فى المشهد الغنائى بشكل كبير، بطرحه العديد من أعمال «الفيديو كليب» ومنها «ما صار شى، سلم لا تقولوله، الإمارات نحبها، أحبك واضحة، وعافيتى بمشاركة أحمد فاضل وحيدر الأسير».
كما طرح «ستار» عددًا من الأغانى المنفردة منها «حركة أوطانى، ونام يل ولد، وأنا وياك للوحة، ومو مشكلة، وملينا الغربة، وتعذبنى بالغيبة، وهانت يا قلبى، وشارد شارد، وميت بلياك، عليهم»، لكنه حتى الآن لم ينجح أيضًا فى اقتحام عالم الغناء بالقاهرة، وتعتبر هذه خطوته القادمة.
أما المتسابقة الأردنية «نداء شرارة» ففازت بلقب «ذا فويس» فى موسمه الثالث عام ٢٠١٥، وكانت من ضمن فريق الفنانة شيرين عبدالوهاب، وحصلت على أعلى نسبة مشاهدة بـ٤٦.٨٨٪، فيما حاز يوسف ٢٢.١٢٪، وحصد حمزة الفضلاوى ٢٢.٠٧٪، وكريستين سعيد ٨.٩٣٪.
وتعتبر «شرارة» من أوائل المطربات اللاتى يغنين بالحجاب، وأكدت فى تصريحات صحفية، أنها لن تخلع الحجاب وستواصل الغناء به.
وطرحت ألبومها الأول «بعدو عطرك» خلال العام الجارى، كما طرحت بعض الأغانى المنفردة، منها «سهرانة أنا، وأنا أردنية، وأهدتها لجلالة الملك عبدالله الثانى بن الحسين بمناسبة يوم ميلاده».
واتجهت «شرارة» إلى مصر لإحياء بعض الحفلات الغنائية، بعد فوزها بأشهر قليلة بلقب البرنامج، وأقامت عددًا من الحفلات الغنائية فى الأوبرا، وغيرها من الأماكن.
ورغم عدم فوزهم رسميًا بلقب «أحلى صوت»، فقد حقق عدد من متسابقى «ذا فويس» شهرة واسعة بعد ظهورهم فى البرنامج خلال المواسم الثلاثة الماضية، ربما فاقت ما حصده الفائزون أنفسهم.
فى الموسم الأول اكتسبت المتسابقة التونسية يسرا محنوش شهرة كبيرة، بالرغم من أنها حققت لقب الوصيف أمام مراد بوريقى، وانطلقت بعدها لتصدر عددًا من الكليبات بناء على شهرتها التى حصلت عليها من البرنامج.
وفى النسخة الثانية من البرنامج، استفادت المصرية مروة ناجى من ظهورها الذى أضاف لشهرتها قبل ذلك فى الغناء بالأوبرا والمهرجانات.
وتألقت «مروة» بغناء موال «برضاك» وحصلت على رضا لجنة التحكيم كلها، لكنها خرجت من الحلقات النهائية للبرنامج، قبل أن يفوز باللقب ستار سعد.
أما فى الموسم الأخير، فحظى ظهور التونسى حمزة الفضلاوى فى البرنامج بنسب مشاهدة عالية عبر موقع التواصل الاجتماعى «يوتيوب»، بعد أن غنى أكثر من موال خلال الموسم الذى فازت بلقبه نداء شرارة.
الكلمات المتعلقة