الأقباط متحدون - د. «فؤاد»: ملك اليمين شرع وليس زنا
  • ٠٩:١٧
  • الاربعاء , ١٨ ابريل ٢٠١٨
English version

د. «فؤاد»: ملك اليمين شرع وليس زنا

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٠٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٨ ابريل ٢٠١٨

سحر الجعارة
سحر الجعارة

سبق أن قضت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ الأزبكية بمعاقبة «نبيه الوحش» بالحبس 3 سنوات وغرامة 20 ألف جنيه فى التهم المنسوبة له: (بالتحريض عبر وسائل الإعلام على اغتصاب الفتيات قسراً والتحرش بهن، ونشر أخبار وبيانات من شأنها تكدير السلم العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة).. فما بالك لو كان «التحريض الضمنى ضد النساء» قد صدر عن «عالم أزهرى» يفترض فيه أن ينشر الأخلاق فى المجتمع ويحض على صون «الحرائر» حتى لو كن «متبرجات».. فإذا به يحلل «سبى النساء»!.

وإذا كان هذا العالم قد سبق له أن كفَّر الأقباط فى تسجيل موثق بالصوت والصورة على قناة «دريم».. فهل يكمل منظومة استحلال أعراض وأموال وأرواح «الأقباط» الذين يواجهون «الذئاب المنفردة» لتنظيم «داعش» فى سيناء»؟.. أم أنه لا يعترف بالمواثيق الدولية التى جرمت الاتجار بالرقيق: (الاتفاقية الخاصة بالرق وُقّعت فى جنيف فى سبتمبر ١٩٢٦، ووضعت خاتمة للاتجار بالأرقاء الأفريقيين، وفى تعديلاتها وضعت الضمانات الكاملة للقضاء الكامل على الرق بجميع صوره وعلى الاتجار بالرقيق).. ويستدعى من التراث ما يبرر لتنظيم «داعش» الإرهابى «سبى النساء»؟!.

لقد فوجئت بفيديو ينتشر بجنون على «السوشيال ميديا»، يفترض فيه أن الدكتور «عبدالمنعم فؤاد»، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، يرد خلاله على الدكتور «عبدالرؤوف عون»، وهو أيضاً خريج جامعة الأزهر، لأنه ألف كتاباً بعنوان: (النظام البديل للزواج: ملك اليمين).

وكالعادة بدأ «فؤاد» حلقة برنامج «حرب النجوم» الذى كان يذاع على قناة «الفراعين»، برمى «عون» بتهمة «التشيع»، والترويج لزواج المتعة تحت مسمى «ملك اليمين»، وبكل أدب ووقار العلماء قال «فؤاد» لمحاوره: (اخرس يا وسخ يا قليل الأدب وأنت فى حضرة العلماء)!!.

ثم فجأة حول العالم الجليل موقفه 180 درجة، ليحلل «ملك اليمين»، وقال: «إن الإسلام ضيّق عليه وخنقه»، وأضاف أن هذا «الدواء» موجود، و«الإسلام صالح لكل زمان ومكان.. ونظام ملكات اليمين زى الدواء، يعنى فى حالة قامت حرب على المسلمين من الآخرين، وأبطلت قوانين الأمم المتحدة يعود الأمر كما كان ويرجع نظام ملك اليمين»!!.

ورغم أن الحديث عن حرب مع «إسرائيل» والانتصار عليها، (تضليل ووهم كبير)، أضاف العالم المبجل بثقة من يروج لأسواق النخاسة: «يعنى واحدة إسرائيلية بتقود طيارة جاية عشان تضربنى وتهد بلدى (الإسلام).. بيقول فى هذه الحالة من عِزة المسلم أن يجعل من هؤلاء يُذَلوا، ليه؟.. عشان جاؤوا يضربونى أنا بسبيها، وتكون ملك يمين».

وهنا تدخل المذيع «أحمد عبدون» ليسأل العالم الذى لا يقهر، من قوة حججه وبراهينه: «هل فى هذه الحالة من حقى أن أحولها ملك يمين وأزنى بها؟».. فقال «فؤاد»: «ملك اليمين ليس زنا، هذا شرع من الله».. وبعد شرح مطول عن حسن المعاملة فى المأكل والسكن و«المعاشرة»، ووجوب مساواتها بـ«الزوجة».. بدلاً من قتلها.. أحس «فؤاد» أنه أجهز على ضيفه سواء بالألفاظ النابية (التى يجيد توظيفها)، أو بتهمة العمالة لإيران، رغم أن «عون» أبرز له موافقة الأزهر على كتبه وطباعتها فى مصر!.

وأصبح لزاماً علينا أن نخرس جميعاً فى مواجهة «الإرهاب الفكرى» والألفاظ «الخادشة للحياء» التى يمتلئ بها قاموس «سيادة العميد».. ولا يحق لأحد أن يقول إن «داعش» قد فتحت سوقاً للنخاسة، وهتكت أعراض العذارى بمثل هذه الفتاوى «غير المسئولة»، حتى لا ندان بمهاجمة «علماء الدين»!.

لقد سبق أن رددت الدكتورة «سعاد صالح»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، نفس المقولة، بنفس الفرضيات، وهو ما سميته «شرعنة الانحلال».. وروج الداعية السلفى «أبوإسحق الحوينى» إلى العودة لنظام الرق والاستعباد، واتخاذ الجوارى والسبايا، باعتباره حلاً للمشاكل الاقتصادية ودواء للفقر، عقب ثورة 25 يناير 2011.. فلماذا يتم استدعاء فكرة «ملك اليمين» فى وقتنا المعاصر، رغم استبعاد فكرة الحرب مع إسرائيل؟!.

كتاب «عبدالرؤوف عون» هو جزء من الترويج للاتجار بالبشر، بكل ما فيه من مغالطات.. لكن المؤسف هنا أننا أمام «علماء» منتسبين للأزهر لا يحترمون المشاهد فى خطابهم اللغوى، ولا يتقون الله فى فتاواهم التى قد تؤدى إلى «كارثة» بكل المقاييس فى بلد يحارب الإرهاب.. وبعضهم يمد التنظيمات الإرهابية بما تحتاجه من إطار نظرى للقتل والسبى والترويع!.

كل من يتحدث «الآن» عن جواز «ملك اليمين» فى الإسلام يرتكب جرائم تهدد السلم الاجتماعى، ويبث الرعب فى قلوب الفتيات والنساء، بل والتحريض على التحرش بهن واغتصابهن (تماماً مثل نبيه الوحش).. فحين تحارب الدولة كيانات إرهابية تستغل الشريعة وتوظف الفتاوى كأداة فى حربها الدنسة.. خصوصاً فى دولة بها «تعددية دينية».. تصبح تلك الفتاوى وقوداً للإرهاب.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع