بناتنا مش بلالين يتخطفن .... لكن قِصر من الكنيسة و عائلاتهن !!!
بقلم: نبيل المقدس
علي خلفية ما حدث في إسكندرية بزواج 6 سيدات اصلهم مسيحيات بمسلمين.. احب اقول أنه من الواضح بعد عدة أحداث تماثل هذا الحدث أن اللاتي يذهبن إلي الإسلام , هي لأسباب عاطفية وجنسية وأخلاقية أكثر ممن اللاتي يذهبن إلي المسيحية عن إقتناع ودراسة . صحيح أن نسبة تحول السيدات إلي المسيحية أقل بكثير ممن يتحولن إلي الإسلام , لكن لا نري ولم نسمع أن اي واحدة من المسلمات تحولت إلي المسيحية من خلال علاقة آثمة أو عاطفية بينها وبين مسيحي غرربها , او إغتصبها .. لكننا نسمع وننبهر جدا بالسبب الذي يجعل المسلمة أو المسلم يتحول إلي الحياة المسيحية .. هذا السبب إما عن طريق دراسات متواصلة ومقارنات تغلبها الجدية في الوصول إلي الحق .. أو إما عن طريق رؤية تتكرر لها , وهذا لا يتم إلا لكل من إجتهد في معرفة الحياة المسيحية ووصل إلي مفترق الطرق طالبا وسائلا الرب أن يصل به إلي الحقيقة . ومن الدهشة أن هؤلاء الذين ينتقلون من الديانة الإسلامية إلي الحياة المسيحية علي دراية تامة بعواقب هذا العمل , طبقا لشريعتهم .. وهي القتل ثم القتل ...!
طبعا أنا لست خبيرا بالمقارنات الدينية .. لكن احب أن اصرح واقول جهارة أن كل من يعيش الحياة المسيحية ومن خلفية دينية أخري نجده يتمتع بالحياة المسيحية أكثر بكثير من بعض هؤلاء الذين يعيشون الحياة المسيحية بحكم ولادتهم وجذورهم المسيحية... وهؤلاء هم الذي سوف اركز عليهم في كلماتي .
والغريب أن مشكلة تحول السيدة إلي الإسلام لتتزوج من مسلم كانت لا تسبب كل هذا الصويت والصراخ , في اوائل ثورة 52 يوليو .. فأنا اتذكر انه منذ حوالي 60 سنة كانت لنا جارة " ممرضة " في اسيوط تم إعارتها إلي غزة عندما كانت غزة تحت إدارة مصر .. وكانت تغيب كثيرا بين كل سفرية وسفرية بحكم عملها المضني .. و بعد ما اصبحتُ أكثر نُضجا علمتُ أنها تزوجتْ إحدي الأطباء المسلمين و المرافقين معها في العمل .. لكن وقتها لم اسمع هذا الصويت والإستجداء والمظاهرات والتجمهر عند البطرياركية بأسيوط , طالبين استرجاعها . بل كان الموضوع في منتهي الهدوء , ولم تقم الدنيا وتقعد ... إلحقنـــا يا سيدنـــا ... بنتنا إتخطفت ..!!
والصراحة والآمانة تجعلني أن اسرد في المقابل , في نفس الزمن كانت مدرسة مسلمة إتفقت مع مدرس مسيحي أن يهاجرا إلي بريطانيا , وهناك تم زواجهما .. مع العلم أن هذه السيدة أدركت الحياة المسيحية قبل أن تتعرف علي زوجها المسيحي .. لم نسمع أن عائلتها تظاهروا حول " جامع المجذوب " أشهر جامع وقتها في اسيوط طالبين بإسترجعاء إبنتهم.
سوف لا اذكر لماذا لم يكن في هذا الزمن الذي مضي مثل هذا الصخب الذي نعيشه اليوم عندما يتحول شخص من عقيدة إلي عقيدة أخري. فهذا ليس مجال حديثي ... كل ما أريده أن اتحدث عنه هو اسباب زيادة تحول بناتنا وأولادنا إلي عقيدة أخري .. أتصور أن موضوع خطف بناتنا وتحولهن إلي عقيدة أخري هو موضوع فيه شيء من التهويل والتضخيم , بل التصور الوهمي .. فهؤلاء البنات ليست بلالين " فراخ" يمرحن في الشوارع وينقرن في الأرض بحثا عن اي طعام و ويسهل الإمساك بهن وخطفهن ووضعهن في علب كرتون .. بل هن من فتيات هذا الزمن بلغن أم لم يبلغن سن الرشد فهن يفهمن أكثر من أمهاتهن .
ذهبت كثيرا إلي اماكن مختلفة في درجة المستوي المعيشي والتعليمي والثقافي .. لكي اتعرف علي حياة الناس وعن اسباب هذه الظاهرة الغريبة والتي زادت في السنوات الأخيرة , وخصوصا عندما زادت طموحات العائلات , مما جعلهم بعاد عن الحياة المسيحية الحقيقية .. فكونت فريق بحث منذ 5 سنوات أثر وصول معلومات لدينا بزيادة هذه الظاهرة .. وكانت زياراتنا اغلبها إلي المناطق العشوائية , والتي تتركز فيها هذه الظاهرة .. فقد دخلنا إحدي المنازل المسيحية .. وعندما دخلنا من الباب مباشرة وجدنا برواز يحوي سورة قرآنية تجاور برواز آخر يحوي إحدي القديسين الشهداء .. وعلمت من صاحب المنزل أنه لا يذهب إلي الكنيسة إلا فقط في العزاء او الأفراح .. كما علمت منه , انه لم يتشرف بزيارة أي كاهن له فترة الـ 10 سنوات وجوده في هذه المنطقة , ولم يدخل بيته اي مسئول كنسي لكي علي الأقل يتكلم معه عن الحياة المسيحية , او يدعوه للحضور إلي الكنيسة .
تكلمت مع عائلة اخري .. وإذ اسمع شكوي من الأم أن إبنتها ذات الـ 22 سنة حاصلة يادوب علي شهادة الإعدادية وتعمل في مصنع ملابس , تورطت جنسيا مع احد موظفي المصنع وهو مسلم متزوج .. ولعدم معرفتهم بأن هناك فروق بين العقائد , نجد الأم تركز شكواها أن هذا المسلم الذي أخطأ مع إبنتها لم يصرح لهم انه متزوجا ... هذه هي المشكلة التي حطمت قلب الأم .. ولم تدري هذه الأم أن إبنتها إرتكبت جريمة في حق الله .
الحياة المسيحية تؤمن بحرية الأديان .. ولا تعاقب كل من يتحول من عقيدته إلي عقيدة أخري .. بل تطلب له الرحمة .. وهذه هي الصفات المسيحية ومبادئها , لكن هذا المبدأ يحملها مسئولية عظيمة نحو ابنائها وشعبها .. حيث يتطلب منها العمل الجاد نحو شبابها واطفالها وكبارها .. علي الكنيسة فتح ابوابها , وتخرج إلي شعبها في منازلهم .. الجهل عن الحياة المسيحية لكثير من المسيحيين بلغ اقصاه , كما أن روح التواضع إختفي من بعضهم .. عشتُ مشكلة ونشكر الرب أننا انهينا هذه المشكلة علي خير .. تركزت هذه المشكلة أن فتاة انهت شهادة الطب , وتقدم إليها إحد الزملاء لكي يخطبها من والدها .. لكن عندما علم أن والدها بواب لإحدي العمارات الكبيرة , تنكر لها ورحل عنها, وهدم حب نبت بينهما في فترة الإمتياز . إنصدمت الفتاة , وعند أول مناغشة من طبيب تحاليل مسلم يكبرها بعشر سنوات , بدأت تتقرب إليه بسرعة وبسهولة كنوع من الإنتقام أو الثورة ضد المجتمع , وخصوصا أنها لم تختبر الرب يسوع في حياتها ولا تعلم عنه شيئا " مسيحية بالإسم ".. ولولا تدخل غير المباشر من بعض الإخوة والإخوات والذي تركز علي إدماجها معهم , بدأت تتعلم وتتعرف علي الحياة المسيحية الحقيقية ونشكر الرب أنها خرجت من هذه المشكلة , واصبحت كارزة مستخدمة مهنتها كطبيبة , حتي آن الأوان من رب المجد , وإلتقت بهذا الشاب الذي جاء من مكان المهجر , وأعجب بها , وتم زفافها وهي الان معه تخدم بكل مشاعرها ... ومن بركة الرب تم هجرة اباها البواب وعائلتها بعد فترة من الزمن.
كل قصدي من هذه الأحداث هو ان جاء الوقت عندما نجد أن هذه الظاهرة تزيد , علينا نحن كعائلات وككنيسة من جميع الطوائف أن تجتهد أكثر , وان تنشر بين هؤلاء الذين يعيشون في المناطق العشوائية .. والقري والأرياف , ولا تنتظر مجيئهم إلي الكنيسة .. وان تلقن التعاليم في صلب الكتاب المقدس بعيدة عن زرع روح التعصب , بل بالعكس علينا زرع حب الآخر في قلوبهم .
أتمني التوقف عن الصراخ والصويت علي ذهاب بناتنا وأولادنا ... ونركز علي رعايتهم وتربيتهم التربية المسيحية .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :