اكتشاف أحماض تأكل القوارير البلاستيكية
تكنولوجيا | إيلاف
الخميس ١٩ ابريل ٢٠١٨
الصدفة تنقذ العالم من أحد أخطر الكوارث البيئة
في إنجاز علمي كبير، اكتشف علماء بالصدفة، مادة حمضية (أنزيم)، قادرة على “أكل” مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت التي تصنع منها القوارير البلاستيكة التي تستخدم لأغراض عدة خصوصاً في تعبئة المياه، في خطوة من شأنها أن تنهي مشكلة كبرى كان من المتوقع أن تؤدي إلى كارثة بيئة خلال الأعوام المقبلة.
وتبقى القوراير البلاستكية في الأرض لمئات السنين قبل أن تتحلل، وتدخل مئات الملايين من الأطنان منها إلى البحار والمحيطات، وتتسبب في نفوق الأسماك، ويتوقع في عام 2050 أن يكون مقابل كل سمكة في المياه علبة بلاستيكة.
وأعلن خبر اكتشاف الأنزيم الذي يحمل اسم Ideonella sakaiensis 201-F6، وقام على هذا الإنجاز باحثون من مختبر الطاقة الأميركي وجامعة بورتسموث البريطانية، في بيان نُشر الاثنين ونشرته وسائل إعلام عدة. وقال جريج بيكهام كبير الباحثين في البيان "كنا نرغب في تحديد هيكل القوارير البلاستكية وبحث وسيلة لتحسين عملية إعادة تدويرها، لكن انتهى بنا الأمر، عن طريق الخطأ، إلى تصميم إنزيمًا يقضي على هذه المواد البلاستيكية".
وقالت جامعة بورتسموث في موقعها على الانترنت ان هذا "الاكتشاف يمكن ان يؤدي الى حل لإعادة التدوير لملايين الأطنان من القوارير البلاستيكية المصنوعة من البولي ايثيلين تيرفث والتي تستقر حاليا لمئات السنين في البيئة".
وقال البروفيسور ماكجيان ، مدير معهد العلوم البيولوجية والطبية الحيوية في كلية العلوم البيولوجية في بورتسموث: "تلعب الصدفة دوراً مهماً في البحث العلمي الأساسي ، وليس اكتشافنا هنا استثناءً".
ويعمل الباحثون ، الذين نشرت نتائج بحثهم في مجلة “Proceedings of the National Academy of Sciences” ، على تحسين الإنزيم بشكل أكبر للسماح باستخدامه صناعيا لتحطيم البلاستيك في وقت قصير .
وقالت الدراسة أن الحاجة ملحة للعمل على تطوير هذا الاكتشاف، ليتم استخدامه صناعياً، مشيرة إلى إن أن 8 ملايين طن متري من النفايات البلاستيكية تدخل المحيطات كل عام ، ما يخلق جزر ضخمة من القمامة فيها.
ومعلوم أنه في الثمانينات من القرن الماضي، بدأ التوسع بشكل كبير باستخدام المياه المعبأة بقوارير من البلاستيك، ودفعت هذه التجارة الرابحة، كثير من المستثمرين إلى الدخول فيها، بإعتبار أن قارورة الماء الواحدة منها لا تكلف في المتوسط سنتاً واحدا، وتباع بعشرات أضعاف كلفتها.