الأقباط متحدون | العلمانية ....الكافرة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٢٢ | الجمعة ٣ يونيو ٢٠١١ | ٢٦ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

العلمانية ....الكافرة

الجمعة ٣ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: زكريا رمزي
الفاشية الدينية تعتبر نفسها هى الطريق إلى النجاة بالمجتمع وانتشاله من حالة الضياع والتردى الأخلاقى الى إلسمو بالضمير والمجتمع ، وفى دعواتهم هذه يعتبرون أن من يعارض هذه الدعوات هو زنديق ويصفونه بأقسى الألفاظ وقد تصل إلى تكفيره ، مما يؤدى الى تخويف الليبراليين والعلمانيين ، فنجد من هو متأرجح مابين الفرقتين لكنه يخشى الانضمام الى الفريق العلمانى حتى لا يناله من السباب والتكفير ما ينال أصحاب هذا الاتجاه ، كما كنا نلاحظ فى الحكومات الديكتاتورية فهى دائما ما تحارب الأفكار الدينية المتطرفة ، والآن هم يتقمصون نفس الدور ويحاربون الأفكار العلمانية ويعتبرونها عدوهم اللدود ، لا أدرى لماذا مع العلم أن كل نماذج الدول الفاشية التى قامت على أساس دينى كتب لها الفشل الذريع
وعلى العكس من ذلك كل الدول التى قامت على أساس علمانى نجحت نجاحا فائقا ، وتقدمت فى كل المجالات ، ولم نجد تضييق على العبادات بل كل شخص حر فيما يمارسه . والغريب أيضا أن أمثال هؤلاء يعيشون فى الدول العلمانية التى يلعنوها فى كامل الحرية يمارسون ما يريدون من شعائر دينية ولو خيرتهم لترك هذه البلاد والعودة الى بلادهم سيرفضون ، انفصام غريب فى الشخصية لمثل هؤلاء ، يقولون نحن نكرهها لكن لا نستطيع الاستغناء عنها ـ عن العلمانية ـ أو نحن نحبها ونريد تطبيقها لكن على غيرنا ـ عن أحكام الفاشية الدينية ـ

وهنا نجد سؤال يطرح بنفسه فى وسط هذا الجو الغريب ، لماذا تجد الفاشية الدينية لها مؤيدين بالرغم من فشل هذه النماذج فى كل انحاء العالم ؟ والإجابة لان الفاشية الدينية تعطى لأمثال هؤلاء من أنصاف المتعلمين والجهلة دور كبير فى قيادة الأمور والسيطرة على عقول الناس ، لأنها فى موجزها تدعى الى التبعية وتوقف العقل ، لكن فى الدول العلمانية نجد الدور الأكبر يكون للتفوق العلمى والتفكير المبدع ، ومن لا يتطور لا يجد له مكانا لائقا ، ودعاة الفاشية الدينية يجدون لهم اتباعا كثيرين من الأميين والفقراء الذين يجدون فى هؤلاء مثل أعلى يجب إتباعه لان عدم إتباعه سيزيدهم فقرا علما بأنهم لن يزدادوا فقرا لأنهم يعيشون فى الفقر المدقع . فيجد هؤلاء تفوقا عدديا لأنك من السهل أن تقنع جاهل عن طريق الدين بما تريد ، فتجد أمثال هؤلاء يخطبون فى بسطاء الشعب أن هناك أعداء لنا ولديننا يريدون أن ينقضون عليه ويدمرونه بالأفكار الشيطانية التى يدعو اليها مما سيجلب علينا الفقر والغضب الالهى ، والغريب أن هؤلاء البسطاء يتميزون بالعناد الشديد وعدم تصديق أى شىء خارج الدين فلو أردت أن تقنعهم بأهمية الحرية والديمقراطية والدولة المدنية سيعتبرونك مارقا ولا أمان لك وسينقطعون عن الحضور الى سماعك ، ما أصعب الصراع بين الأصولية والحداثة فى مجتمع يعج بالامية ، انها الحرب ضد الظلام ولكن حرب ضروس لن ينهزم فيها الظلام بسهولة الا بعدما يخلف ورائه دمار وخراب فى العقول والقلوب




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :