محمد صلاح يقول شكراً مورينيو بعد إنقاذه من "الثلاجة"

تعرض البرتغالي جوزيه مورينيو لموجة غضب عاتية لموقفه من النجم المصري محمد صلاح، الذي يستعد للتتويج بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مساء الأحد المقبل.

ورغم هذا الهجوم، إلا أن محمد صلاح نفسه لا يُضمر مشاعر سيئة لمورينيو، بل على العكس، فإن تصريحاته تحمل احتراماً شديداً للمدرب البرتغالي، وربما يعود ذلك إلى أن مورينيو كان سبباً في تألقه.

فخلال فترة الانتقالات الشتوية لموسم 2013 – 2014، كان صلاح في قمة تألقه رفقة فريقه بازل السويسري، وبدأت أندية الدوري الإنجليزي في مطاردته، وبالتحديد ليفربول'> ليفربول وتشيلسي، وكانت الأمور تسير في اتجاه انضمام "مو" إلى الريدز، ولكن تحوّلت الدفة لصالح البلوز، عن طريق مورينيو.

كان صلاح قد أغلق هاتفه المحمول هرباً من مطاردة الصحفيين الراغبين في الحصول على تصريح منه حول وجهته المقبلة، وما إن فتح هاتفه، فوجئ برسالة صوتية على الهاتف، وكانت المفاجأة، إنها رسالة من مورينيو.

لم تكن الرسالة طويلة، وقال مورينيو خلالها: حاولت الاتصال بك، ولم أستطع الوصول إليك، اتصل بي عندما تجد الرسالة.. جوزيه مورينيو.

قرأ صلاح الرسالة، وحسم الأمر تماماً، وانتقل إلى تشيلسي في صفقة بلغت قيمتها 11 مليون جنيه إسترليني، وفي 26 يناير 2014 أعلن البلوز إنهاء الصفقة رسمياً.


ظهر صلاح لأول مرة بقميص تشيلسي في مباراة نيوكاسل يوم 8 فبراير 2014، وانتصر البلوز 3- صفر، وكان أول أهدافه أمام أرسنال في انتصار عريض بسداسية نظيفة، وسجل صلاح الهدف السادس الذي احتفل به مورينيو على طريقته الخاصة، وأشار إليه صلاح عرفاناً بدوره في الاحتراف بالدوري الإنجليزي الأقوى في العالم.
 
توقع الجميع أن يكون هذا الهدف فتحة خير لصلاح مع البلوز، خاصة بعد أن أحرز هدفاً ثانياً في مباراة ستوك سيتي التالية، ولكن الموسم انتهى واحتل تشيلسي المركز الثالث، وكان على صلاح أن ينتظر الموسم الجديد كي يثبّت أقدامه رفقة فريق مورينيو.

انطلق الموسم الجديد 2014 – 2015، ولم يجد صلاح نفسه في التشكيل الأساسي للفريق، حيث استحوذ الثلاثي ويليان وأوسكار وادين هازارد على وسط تشيلسي، ومنح مورينيو صلاح الفرصة في بعض مباريات كأس رابطة المحترفين، وهو ما وضعه تحت ضغط عصبي كبير، فلم يقدّم المستوى
المطلوب، وانتقدته الصحافة الإنجليزية بشدة.

محمد صلاح و"ثلاجة" تشيلسي
نقطة التحول في مسيرة صلاح بدأت من مرحلة اليأس، فقد ابتعد عن الصورة تماماً في قلعة ستامفورد بريدج، وقرر مورينيو إعارته إلى فيورنتينا الإيطالي، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة النجم المصري، الذي تألق في الدوري الإيطالي وكأس الاتحاد الأوروبي مع الفيولا بقيادة المدرب الشاب مونتيلا، ثم انتقل إلى روما لمدة موسمين، وكتب شهادة تألقه مع الذئاب، قبل أن يتحول مرة أخرى إلى البريمييرليج مع ليفربول'> ليفربول.


ينظر كثيرون إلى مورينيو على أنه لم يُقدّر موهبة صلاح، ولكن الجانب الآخر من الصورة ربما  يختلف كثيراً، لأن مورينيو بقرار إعارة النجم المصري إلى إيطاليا فتح له باباً آخر للتألق بدلاً من إبقائه في "ثلاجة تشيلسي"، وبالتالي فإن "السبيشيال وان" يستحق الشكر لأنه لم يُجمّد صلاح وأطلق العنان لقدراته في إيطاليا ثم في ليفربول'> ليفربول.
 
وينتظر صلاح حفل الإعلان عن أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي في العاشرة مساءً بعد غد الأحد، وينافس محمد صلاح على الجائزة الأهم هذا العام 5 نجوم من العيار الثقيل علي رأسهم كيفن دي بروين، واجويرو، ودافيد سيلفا لاعبو مانشستر سيتي، بجانب هاري كين مهاجم توتنهام هوتسبير، وديفيد دي خيا حارس مرمي مانشستر يونايتد.