الأقباط متحدون - حقوق المرأة في مصر القديمة.. نفقة شهرية من الزوج وسنوية للعناية بالجمال ولا تعدد للزوجات
  • ٠٧:٠٠
  • السبت , ٢١ ابريل ٢٠١٨
English version

حقوق المرأة في مصر القديمة.. نفقة شهرية من الزوج وسنوية للعناية بالجمال ولا تعدد للزوجات

محرر المتحدون ا.م

تقارير الأقباط متحدون

٤٤: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٢١ ابريل ٢٠١٨

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية
كتب – محرر الأقباط متحدون أ.م
 
لا تزال الحضارة المصرية القديمة زاخرة بكل أنواع الاكتشافات التي تتوالى يومًا بعد يوم، ولم تقتصر هذه الاكتشافات على الجانب المادي فقط، بل هناك أمورًا أخرى تركها الأباء الفراعنة لأحفادهم ومنها العلاقات الأسرية وعلاقة الرجل بزوجته وكيف يعاملها بإكرام ومحبة.. نورد بالسطور المقبلة أبرز ما جاء حول الزواج في مصر القديمة وحقوق المرأة في مصر القديمة.
 
"أحبب زوجتك كما يليق بها، قدم لها الطعام والملابس، وأسعد قلبها ما حييت"، دعوة حكيم من مصر القديمة لإعلاء شأن المرأة في قلب زوجها، وتأكيدًا على دورها الذي لم يكن أقل من دور الرجل الذي اتخذها شريكة له في جميع شؤون حياته.
 
كنا توضح البرقيات والرسوم بالمعابد أن المصريون القدماء حرصوا على أعهمية الترابط الأسري وتشجيع الشباب والفتيات على الزواج بمجرد الوصول إلى سن الزواج والقدرة على تحمل المسؤولية.
 
بحسبما أشارت BBC في تقرير نشرته، أطلق المصري قديما ألفاظا مختلفة على علاقة الزواج، من
بينها "إر- حمت (إتخاذ زوجة)"، كما أطلق على الزوجة اسم "مريت (الحبيبة)" و"نبت-بر (سيدة المنزل)"، ومن أشهر الكلمات أيضًا "سنت (أخت)"، و"حمت (زوجة)".
 
ومن تعاليم شخص يدعى "آني" لابنه "خنسوحتب"، يحثه على الزواج المبكر، يقول فيها: "يا بني، اتخذ لنفسك زوجة وأنت شاب كي تنجب لك طفلا، فإن أنجبته لك في شبابك، أمكنك تربيته حتى يصير رجلاً".
 
فيما لم يعرف الزواج في مصر القديمة التوثيق الرسمي كعقد بين طرفين قبل فترة العصر المتأخر (القرن 11 إلى القرن الرابع قبل الميلاد).
 
ماذا تضمن عقد الزواج في مصر القديمة؟
وبعد أن ظهرت العقود في الزواج عثر الباحثون على عقد يعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد، تضمن العقد 20 بندًا، تحدد شكل العلاقة بين الزوجين تفصيلا مثل: التاريخ، الإعلان (الإشهار)، وطرفي عقد الزواج، وهدية الزوج (المهر)، والمعيشة، والضمان، والانفصال، وحماية الأطفال، والقسم (التعهد)، ومتعلقات شاركت بها الزوجة في المنزل، والمتعلقات المشتركة بين الزوجين، وممتلكات من الوالدين من 
ميراث، والرهن، والتعويض في حالة الانفصال، والإقرار الختامي، وكاتب العقد، والشهود.
 
الزوج في مصر القديمة يقدم لزوجته راتبًا شهريًا وتفقات سنوية للعنياة بجمالها
كما كان الزوج يتعهد في العقد بأن يقدم لزوجته مقدارًا من القمح كل صباح، ومقدارًا من الزيت شهريًا، وراتبًا شهريًا، فضلا عن نفقات سنوية للعناية بزينتها وجمالها.
تعاليم بتاح حتب للرجل المتزوج
ومن تعاليم "بتاح حتب"، من الأسرة الخامسة، قال: "إذا أصبحت رجلا معروفًا فتزوج، وأحبب زوجتك 
كما يليق بها، قدم لها الطعام واسترها بالملابس، فأفضل دواء لأعضائها هو العطر الطيب، أسعد قلبها ما حييت، إنها حقل خصب لولي أمرها، لا تتهمها عن سوء ظن، وامتدحها يقل شرها".
 
لا تصدر أوامر كثيرة لزوجتك
كما أكد "آني" نفس الشيء في وصيته لابنه قائلاً: "لا تصدر أوامر كثيرة إلى زوجتك في منزلها، إذا كنت تعلم أنها إمرأة ماهرة في عملها، لا تسألها عن شيء أين موضعه؟ ولا تقل أحضريه، إذا كانت قد وضعته في مكانه المعتاد. لاحظ بعينيك والزم الصمت حتى تدرك محاسنها، يالها من سعادة عندما تضم يدك إلى يدها. تعلم كيف تدرء أسباب الشقاق في بيتك، ولا 
يوجد مبرر لخلق نزاعات في المنزل، كل رجل قادر على أن يتجنب إثارة الشقاق في بيته، إذا تحكم سريا في نزعات نفسه".
 
تعاليم لمحبة الأم وحسن معاملتها
ومن تعاليم "آني" لترسيخ محبة واحترام الأم وحسن معاملتها: "ولدتك بعد تسعة أشهر، لكنها ظلت أسيرة بك، وثديها في فمك طوال سنوات ثلاث كاملة. وعلى الرغم من عدم نظافتك، لم يشمئز قلبها منك، ولم تقل ماذا أفعل؟ أدخلتك المدرسة عندما ذهبت تتعلم الكتابة، ودأبت على الذهاب من أجلك كل يوم، تحمل لك الخبز والشراب من المنزل".
 
مصر القديمة لم تعرف تعدد الزوجات إلا مصاهرات سياسية 
لم تعرف مصر القديمة تعدد الزوجات إلا في أضيق الحدود، حيث لم تتح مسألة تعدد الزوجات إلا بين الملوك والنبلاء، لكنه في المجمل كان مقيدًا.
 
كما تزوج بعض ملوك مصر بأكثر من زوجة لأسباب سياسية، كالملك "أمنحوتب الثالث"، الأسرة 18، الذي اتخذ إلى جانب زوجته المصرية "تي" زوجات من بابل وميتاني وآشور.

كما تزوج الملك رعمسيس الثاني، الأسرة 19، بخلاف زوجتيه المصريتين "نفرتاري" و "إيزيس نفرت"، الأميرة ابنة ملك الحيثيين "خاتوسيل" بعد معركة قادش، زواجًا سياسيًا يعرف بمصاهرة سلام بين الدولتين، وأطلق عليها "ماعت نفرو رع".
احترام المرأة ومراعاة حرمة البيوت
كما حثت النقوش الفرعونية القديمة، الرجل على احترام المرأة وحرمته حتى لو لم تكن زوجته، تفاديًا لأي انفلات أخلاقي ربما يقود إلى الخيانة ومن ثم تدمير الأسرة.
 
حيث قال المعم "بتاح حتب": "إن كنت ترغب في المحافظة على سلام منزل تزوره، سواء منزل عظيم 
 
أو منزل أخ أو منزل صديق أو أي منزل تدخله، تجنب أن تقترب من النساء، فإن المكان الذي هن فيه لا يصلح، فآلاف الرجال تتبعوا هذه المخلوقات الجميلة، لكنهم تحطموا بسببها، وخدعتهم أجسادهن الرقيقة، التي أصبحت أكثر صلابة من الحجر. إن الرغبة لا تدوم إلا لحظة وتمر كالحلم".
ما هي أسباب الطلاق في مصر القديمة؟
وكانت من أسباب الطلاق التي أشارت إليها البرديات في مصر القديمة، هي حوث شقاق مستمر وكراهية بين الطرفين، أو عدم إنجاب الزوجة، أو ارتكاب الزوجة جريمة الزنا. وعلى الرغم من أن المجتمع 
منح الزوج حق معاقبة الزوجة، إلا أنه اشترط عدم الإضرار بها أو سبّها. وكان الزوج يتعهد أمام القضاة بعدم إهانة زوجته وإلا عوقب بمئة ضربة أو جلدة.
 
وينص عقد الطرق على توثيق حقوق الطرفين والاعتراف بحرية كل منهما في الزواج من جديد.
 
وكان من حق الزوجة في حالة الطلاق بإرادة الزوج، أن تحصل على منقولاتها التي اعترف بها الزوج في عقد الزواج، فضلا عن حصولها على ما يُعرف بتعويض متفق عليه في بداية الزيجة، إلى جانب الحصول على ثُلث الثروة المشتركة التي كونها الزوجان خلال فترة زواجهما.
 
اختتمت بي بي سي تقريرها بعبارة "تظل حضارة مصر القديمة نموذجًا لفن الحياة، تلك الحياة فائقة البساطة برفعة منزلتها وفلسفتها الفكرية بين حضارات الشرق القديم، وتطرح لالويت تساؤلا عن أهمية دراسة تاريخ مصر وتقول :"أهي رحلة في مصر القديمة؟ أم هي عودة إلى أصولنا الحقيقة جميعًا؟".