الأقباط متحدون - النقد المُفضي إلى النكد !!
  • ٠٠:٤٤
  • السبت , ٢١ ابريل ٢٠١٨
English version

" النقد " المُفضي إلى " النكد " !!

مدحت بشاي

بشائيات

٥٨: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٢١ ابريل ٢٠١٨

إيناس عبد الدايم
إيناس عبد الدايم
مدحت بشاي
 
في شهر أكتوبر القادم يكون  قد مر 60 سنة على أول ذكر لمسمى " وزارة الثقافة " في حكومة الو حدة الثانية في عام 1958 حين عُين الدكتور ثروت عكاشة أول وزير للثقافة والإرشاد القومي ، و حتى عام 1961...
 
أنشئت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى مصر فى بادئ الأمر تحت مسمى الجامعة الشعبية عام 1945، وتغير اسمها فى سنة 1965 إلى الثقافة الجماهيرية، وفى عام 1989 صدر القرار رقم 63 لتتحول إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة، وأصبح اسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة تتبع وزارة الثقافة.
 
تعالى عزيزي القارئ ندخل واحدة من ندوات الجامعة الشعبية التي تم تغطيتها ضمن ملفات مجلة    " الرسالة "  العدد 918 بتاريخ 5 فبراير 1951 تحت عنوان " عودة الجامعة الشعبية " .. لنقترب من بعض ممارسات أهل الثقافة عبر الأجهزة المتاحة آنئذ للتعامل مع المنتج الإبداعي وأيضًا التعامل الإعلامي المتاح مع الحدث ..
 
يقول " عباس خضر " جرت الجامعة الشعبية على أن تنظم مناقشات أدبية تدور حول كتاب يختار للعرض والمناقشة. وقد كان كتاب الندوة الأخيرة هو قصة ( على باب زويلة ) للأستاذ محمد سعيد العريان ، قام بعرضه ونقده الأستاذ " زكريا الحجاوي " ، وقد بدأ حديثه بمقدمة حمل فيها على الأدباء الكبار الذين تعرضوا لكتابة القصة الطويلة من حيث محاكاتهم وأخذهم من قصص الغرب ، حتى شبههم بالغراب يحجل في جنة الكروان. . . ومن حيث استئثارهم باهتمام النقاد وعنايتهم، ذاهباً إلى أن قصة ( على باب زويلة ) ليست كذلك ولم يظفر صاحبها بما يستحق من إشادة النقاد لأنه ليس من المشهورين اللامعين ، وذاهباً أيضاً إلى أن ذلك يدل على أن النقد عندنا مصاب ب ( الأنيميا ) على حسب تعبيره... ".
 
و في موقع آخر يستطرد " خضر " الموضوع من وجهة نظر أخرى " كان الحجاوي مغالياً في ذلك ولكن لنغض عن هذه الحالة محتفظين بعبارة ( أنيميا النقد ) فقد لاحظت بعض أعراضها في كلامه على كتابنا هذا المعروض للنقد والمناقشة. 

يظهر أن كلمة ( النقد ) ليست في حساب هذه الندوات ، ولذلك نراها تعبر في الإعلان عن الندوة بكلمتي (عرض) و ( مناقشة ) وإن كانت المناقشة يدخل فيها النقد ، ولكن الإدارة المشرفة لا تميل إلى أن يدخل فيها ما قد يغضب حضرات المؤلفين الذين تؤثرهم باختيار مؤلفاتهم. ولو أن الأستاذ الحجاوي التزم هذا الوضع واكتفى بعرض الكتاب دون الاتجاه إلى نقده ، لسلم من أعراض الأنيميا النقدية ، ولكنه أديب مثقف حصيف، وكاتب قصصي ملحوظ ، فلابد أن يحمله شيطانه على النظر فيما يعرض له ليقدره ويقومه. ولكنه مع ذلك رضى أن يتعرض لتلك الأنيميا لأنه كان يشرف على النقد ثم يمسك عنه ، ويمضي في شيء من التقريظ يغطي على سوء الوقع لدى الجمهور غير المستعد نفسياً لسماع النقد ، ولست أدري مدى ما بينه وبين المؤلف من علاقة.. " .
 
وددت الإشارة إلى تلك الحالة التي تم توثيقها منذ أكثر من 60 سنة ، و بمناسبة مرور 60 سنة على إنشاء وزارة الثقافة وولاية جديدة لوزيرة مبدعة أكاديمية لأنبه لضرورة الاهتمام بدعم حالة إعلامية ونقدية وتنويرية لمتابعة الشارع الثقافي و العمل الحكومي الثقافي والخاص أيضًا بحيادية ومن جانب أهل الاختصاص ..
 
لقد لاحظت بداية هجمة أراها غبية وقد تكون لصالح أحد الموتورين لمهاجمة قرار وزيرة الثقافة لاختيارها المنتج والسيناريست الشاب " محمد حفظي " رئيسًا لمهرجان القاهرة السينمائي لدورته القادمة دون تقديم أي مبرر غير إنه " سيناريست " وكأن من هاجم يحدثنا عن صاحب مهنة شمال " لا مؤاخذه " !!!
 
فهل لازلنا نعاني من " أنيميا النقد " ولازال " الغراب يحجل في دنيا الكروان " ؟!!!