الأقباط متحدون | حضارة الإعجاب والكراهية!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:١٥ | الجمعة ٣ يونيو ٢٠١١ | ٢٦ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حضارة الإعجاب والكراهية!

الجمعة ٣ يونيو ٢٠١١ - ١٣: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: عـادل عطيـة

يبدو أن مشاعر الإعجاب والكراهية في البلدان العربية، تختلف عن مثيلتها في بلدان العالم المختلفة!
فنحن من المهد إلى اللحد: نرضع، ونشرب، ونرتوي، كراهية شعوب معينة، وديانات معينة، والقليل منا من يكتشف أن هذه الكراهية مبنية على أمور جدلية أكثر منها أبدية!
وعلى هذا النهج، نعجب بأشخاص، وجماعات، وبلدان معينة، بينما القليل منا أيضًا، هو الذي يكتشف أن هذا الإعجاب مؤسس على أمور خادعة، ولها القدرة على اغوائنا وتدريبنا على هذا الخداع، إلى الدرجة التي نعلم أن المخادع يعلم أننا نعلم بأنه مدعي كاذب!
وأعتقد أن هذا المرض المدمر لعقلنا، ومشاعرنا.. يصيبنا نتيجة ثقة عمياء في معلمين هم في الحقيقة مُضلّين!
ويمكننا اكتشاف تأثير هذا المرض، عندما نلقي بإعجابنا للبعض، وكراهيتنا للبعض الآخر هكذا جزافًا، وبشكل يجعل العقل يفقد حاسة المنطق، فنجني العداءات، من الذين أبغضناهم، ومن الذين أُعجبنا بهم، على حد سواء؛ لأن من الذين أعجبنا بهم، كانوا في الحقيقة أعداء في ثوب الأصدقاء!
فنحن نخطيء عندما نعلن كراهيتنا للإسرائيليين؛ واصفين إياهم بأنهم أحفاد القردة والخنازير!
ونخطيء عندما نشارك الإيرانيين كراهيتهم لأمريكا، ووصفها بالشيطان الأكبر!
فالعالم يسخر منا على مثل هذه الاتهامات الثابتة، التي صارت كالبصمات، وكأن هذه الشعوب كائنات لا تتغير في طبائعها ولا تتبدل، وكأننا مجرد منحوتات عليها هذه البصمات!
علينا أن نتعلم أن نعجب بتصرفات البعض، وإن كانوا من أهل الكراهية، وأن نبغض تصرفاتهم وإن كانوا من أهلنا!
وأن نكون عصريين في اتهاماتنا للآخرين، فنقول لإسرائيل: نحن ندين تعاطفكم مع النظام السابق الفاسد، كما أن تعاطفكم هذا ينسف بيدكم حلمكم في التطبيع بين الشعبين.
ونقول لأمريكا، ماذا فعلتم لنا، عندما كنتم تسمعون صراخ المنكوبين، والمنهوبين، والمعذبين من زبانية النظام البائد طوال ثلاثين عامًا، ولم تحركوا ساكنًا لا لشيء سوى أن هذا النظام الفاسد كان يقدم لكم خدمات جليلة؟!..
وأن نكون عصريين كذلك، في تفكيرنا وتفاعلنا مع الذين أعجبنا يومًا بهم، فنسحب هذا الإعجاب من السيد "حسن نصر الله"، زعيم حزب الله؛ الذي دافع بطريقة ملتوية عن حلفائه الحكام في "دول الممانعة"، مبررًا عدم السماح لجماهير هذه الدول بأن تثور مثلما ثار التونسيون، والمصريون، والليبيون، واليمنيون، قائلًا: "إن وضع دول الممانعة مختلف"!..
وكأنه يريد أن يقول للشعب السوري والشعب الايراني، اللذين يعيشان في دول ممانعة لإسرائيل ولأمريكا: "يجب أن لا تقلدوا الشعوب العربية الأخرى وتحتجوا على حكامكم، أو تنتقدوهم، أو تطالبوهم بالإصلاح؛ لأن حكامكم مقدسون وأبطال يقفون ضد أمريكا وإسرائيل، ويحققون انتصارات عليهما لمصلحة الشعب الفلسطيني، والشعوب الأخرى"!
هل يمكننا بعد هذه التصريحات أن نظل معجبين بشخص استخف بدماء الشعب السوري، وقذفه بالاندساس والتآمر، من أجل ممانعة من ورق، ونظام لم يؤثر على إسرائيل ولم يؤذها أبدًا، بل وترك اللبنانيين يدفعون الثمن، ولا يزالون؟!..
،...،...،...
يجب أن نتعلم المحبة للكل، بينما نعجب أو نبغض أفكارهم أو تصرفاتهم، فهذه هي حضارة الإعجاب والكراهية!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :