الأقباط متحدون - اختفاء البنات المسيحيات ونيافة الأسقف
  • ٢٢:٠٥
  • السبت , ٢١ ابريل ٢٠١٨
English version

اختفاء البنات المسيحيات ونيافة الأسقف

سليمان شفيق

حالة

٤٧: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ٢١ ابريل ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

سليمان شفيق
اعلن نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي في حوار مع الزميلة سارة علام باليوم السابع السبت 21 أبريل ، ( ان بعض الفتيات تتغيب عن الكنيسة ، وتبتعد عنها ثم تبدأ علاقة مع احد الشباب " ويضحك عليها" ثم تهرب معة وتختفي "، واعتبر ذلك :" يعود لنقص التربية وغياب الاسرة " ).

وتطرق نيافتة الي دورات المشورة الأسرية التي وضعتها الكنيسة كشرط للزواج قائلا:( أن الامر مجرد اجراء روتيني فتلك الدورات لاتغير من الوضع شيئا ولا تتسبب في خفض نسب الطلاق لان "اللي في المخ في المخ"،ويلجأ اليها الراغبون في الزواج من أجل الحصول علي التصريح لاتمام العقد ) صدقت يا نيافة الاسقف ، وربما تكون المرة الاولي التي يوجة فيها علنا اسقف ايبارشية الاتهام للاسر التي تختفي بناتها " نقص التربية وغياب الاسرة" ولكن حاللني نيافتك انت قلت:" بعض الفتيات تتغيب عن الكنيسة وتبتعد عنها ثم تبدأ علاقة مع احد الشباب ...." ، وهكذا فنيافتك تمتلك مؤشر حقيقي لاعراض المرض فيما قبل الاختفاء ، ولكن لم تقدم لنا نيافتك ، ماذا فعلت او تفعل الكنيسة في افتقادها للاسرة والفتاة من اجل ارشادها الي الطريق "السليم" ، الا يستحق ذلك البحث وعمل اللازم قبل ان يقع المحظور ويلتقط الخيط اطراف "سلفية وأمنية " ، ويملئون الفراغ ثم نوجة لهما اللوم رغم ان الذي يستحق اللوم هم الاباء الذين لم يفتقدون الفتاة او الاسرة ، بدلا من اللجوء للتوسل للعودة لما يسمي "لجان النصح والارشاد" لان "ابنتي كانت تحت ابطي" وتركتها دون تدخل ثم بعد ذلك نلوم يا سيدنا العائلات والامن والسلفيين .

هذا الحوار كع سيدنا كيرلس الذي احبة واحترمة جعلني اعود الي بحث انتهيت منه 2010 وفجر نيجة مؤلمة أن 90% من بناتنا اللاتي يتعرضن للاختفاء وعمل علاقة مع شاب مختلف الدين هن من المترددات علي الكنيسة و60% منهن "خادمات" ،؟!! تحليلي للظاهرة يرتبط بعدة عوامل مثل :

اولا: بعض التعليم الكنسي الذي يحرم الاختلاط ، بل وهناك خدمة تسمي :" خدمة الحوش" لمراقبة العلاقات في حوش الكنيسة ، أضافة الي انقسام الكنيسة الي صف للرجال واخر للبنات والنساء ، ومع احترامي الكامل لنظم الكنيسة ، ولكن كيف يكون الاختلاط في كل مكان الا في الكنيسة ؟، والأكثر ادهاشا ان العائلة المسيحية تعيش في منزل واحد وتذهب الي الكنيسة سويا ، وعند الباب ينفصلان الي صف البنات وصف الرجال ؟، بالذمة هل الشيطان لا يوجد الا في الكنيسة ؟
!!
ثانيا : أغلب الكنائس تعلم الشباب النسك ـ ولا ضرر في ذلك ان كانوا سوف يتوجهون للرهبنة ـ ولكن لا احد يدرك ان الشباب (بنات واولاد) لهم احتياجات جنسية ، (لاحظ ان معظم من يتعرضن للتجربة في علاقة مع شاب مختلف) من القاصرات ، فهل لاتمتلك الكنيسة مناهج لدمجها في التعليم الكنسي للشباب غير تلك التي ثبت فشلها؟

ثالثا: ربما يرتبط "ثانيا" بحديث سيدنا عن دورات ماقبل الزواج" ودعني يا سيدنا اقول لك ما تعرفة ان اغلبية من يطلبن الطلاق ، او يقعن في المحظور"العلاقات الاخري والزنا" ، نتيجة اما العجز الجنسي او القصور في ذلك الامر، وللاسف اغلبية هؤلاء من المتعلمين تعليم عالي ، الامر الذي يؤكد ان اغلي الاباء يعرفن كيف يقدمون كل الخدمات للشباب ما عدا مايخص احتياجاتهم "الجسدية" ، وبالطبع ليس المقصود دعوتهم "للزنا" ولكن عدم شيطنة الرغية الجنسية بل شيطنة الزنا .. لاني وبمنتهي الصراحة لاحظت ان معظم من ذهبن بلا عودة كن "حوامل" .

رابعا : ضرورة تفعيل المشورة وسر "التصالح" ، ولنكن صرحاء هل سأل الاباء في الاسرة او في الكنيسة سبب عدم عودة اغلب بناتنا ؟ للامانة سواء عادت او لم تعد المجتمع الاسري والكنسي غير رحيم وغير قادر علي ان يكون مثل المسيح الذي حول "الزانيات" الي رسل مثل السامرية او قديسة مثل المجدلية ، للاسف نحن نعمل العكس .

خامسا : وبعد هذا كلة هل قمنا بملء الفراغ قبل ان تذهب الثعالب الصغيرة الي البنات اللاتي في كل الاحوال هن ضحايا (الكنيسة والاسرة والامن والسلف الخ ) سادسا : لذلك يا سيدنا لا لوم علي البنات ، ولا علي من يستغلون تقصيرنا سواء من تواطؤ بعض رجال الامن او مخططات السلفيين .
سابعا : في ذكر ما ذكر ويذكر:

كتبت كثيرا في هذا الأمر ولي اكثر من عشرة مقالات ودراستين وبالطبع هناك في مصر تحت السطح مشاريع الأسلمة واخري التنصير ولكلاهما تمويلات وفضائيات ولكن التبشير يتم بدون ضغوط ولا جهات حكومية ويأخذ فرصتة بحذر وبتكوين خاص ، أما الأسلمة تتم بأموال وهابية وتواطؤ بعض ضباط أمن وعموما كانت هذه الظاهرة في منتصف السبعينات تشمل عشرة آلاف مسيحي سنويا تقريبا هبطت الي ٤ آلاف في الثمانينات واستمر الهبوط حتي صارت في حدود (٣٠) مسيحي او مسيحية منذ مطلع الألفية الثالثة وإذا عرفت أن عدد البنات والسيدات المسيحيات من سن ١٦ وحتي ٤٥ سنة حوالي خمسة ملايين ستدرك حجم المشكلة مع العلم أن نصفهم تقريبا يرجع ، وحقيقة ايها الاعزاء ان الخطف يرتبط بفدية أو الاغتصاب ولكن الأمر يبدأ بعلاقة عاطفية وبعدها يتدخل السلفيين ويتم التواطؤا الأمني والحل ليس في" ندب الخدود" بل في سن تشريع للتحول الديني من سن ٢١ سنة من محكمة مختصة علي أن تبدأ المحكمة بجلسات للنصح والإرشاد ويتوافق علي ذلك في سياق سن قانون مفوضية عدم التمييز وغير ذلك نكون تنفع في قرية مقطوعة اخيرا اكرر شكري وتقديري لنيافة الانبا كيرلس وللاباء الكهنة والخدام ، ولاسر الضحايا ، ولبناتنا اللاتي لم نستطيع الحفاظ عليهم ، واتمني عدم ادانتهم والصلاة من أجلهم ومحبتهم  وانتظارهن دائما كما انتظر الأب الابن الضال دائما ،ومن لة اذنان للسمع فليسمع ومن لة عينان للسمع فليسمع .